أكّد النائب السابق سامر سعادة أنّه "عندما دعا سفير خادم الحرمين الشريفين وليد البخاري إلى مؤتمر لمناسبة الذكرى 33 على توقيع اتفاق الطائف استبشرنا خيراً، وقلنا ربّما يكون هذا المؤتمر منطلقاً لمعالجة موضوعية وعميقة للأسباب التي حالت وتحول دون تنفيذ هذا الاتفاق نصاً وروحاً"، مُبدياً "ملاحظات في الشكل والمضمون"، آملاً "أن يتّسع صدر المعنيّين لها".
وأشار سعادة في بيان إلى "تغييب وتجهيل صارخ، قد يكون متعمداً، للدور الذي اضطلع به رئيس حزب (الكتائب) السابق الدكتور جورج سعادة لإقرار الطائف. فالقاصي والداني يعلم أنّ لولا موافقة سعادة لما كان الاتفاق".
وأضاف: "سعادة كان عرّابه المسيحي الأول والرئيس. وهو الذي سعى إلى إقناع المثلث الرحمات الكاردينال البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، الجبهة اللبنانية والقوات اللبنانية، على السير به. وكان واجهة ودرعاً للنواب المسيحيين ونواب المنطقة الشرقية فترتذاك، بعدما ربطوا موقفهم بموقفه من الاتفاق كونه كان رئيساً لحزب الكتائب اللبنانية ورئيساً للجبهة، فارتبط مصير الاتفاق بموقفه".
وتابع: "نتيجة الدور الذي قام به، تعرّض لغير عملية اغتيال جسدي ومعنوي، وهُجّر من منزله، وسُجن مرافقوه ونكل بهم، واضطهد معاونوه ومؤيدوه ورفاقه، ورُوِّع أطفاله وعائلته الذين عاشوا حالة رعب دائمة. وعلى الرغم من ذلك ظلّ صلباً، ثابتاً على موقفه، رافضاً الاستسلام، متلقياً بصدره سهام التخوين والتهجم على الطائف، وحيداً، لأنه كان مؤمناً بما أقدم عليه. ولو أنّه عبّر عن خيبته في آخر أيامه، من تحوير الاتفاق وإسقاطه على يد أهله".
وأردف سعادة: "لقد استكثروا على من قدم التضحيات الجسام من أجل وثيقة الوفاق الوطني تقدير تضحياته وذكر حسناته، او حتى دعوة عائلته لحضور هذا المؤتمر".
علاوة على ذلك، قال سعادة: "من المضحك - المبكي أن يتصدّر الحضور في هذا المؤتمر من كانوا جهاراً ضدّ الطائف، وعملوا على إسقاطه وتخوين جورج سعادة، حتى يومنا هذا، والنواب الذين أيّدوا هذا الاتفاق. هؤلاء الذين كانوا وما زالوا في سرّهم والعلن سيوفاً على الطائف، لا يمكن أن يكونوا أمناء عليه، وحرصاء على تفعيله. بل إن غايات أخرى غير خافية على أي لبيب، هي التي دفعتهم لتلبية دعوة سفير خادم الحرمين الشريفين، والجميع يعلم ذلك".
وختم: "على الرغم من هذه الهِنات غير الهينات، فإني لا أنكر على المملكة العربية السعودية دورها الكبير في مساعدة لبنان، مشكورة، في تلك المرحلة على وقف الحرب وإحلال السلام، معلناً أن الطائف لا يزال يشكل إطاراً صالحاً لحلّ المشكلات التي يعاني منها لبنان، شرط تطبيقه نصاً وروحاً".