صباح الخير، إليكم آخر مستجدّات الاأربعاء 7 أيلول 2022
إذا كان مجمل هذا المشهد لم يعد يشكل تطورا سياسيا جادا وجديدا، نظرا الى اقتصار كل هذه السجالات على تصفية حسابات متوقعة بين العهد وخصومه، قبيل جلاء الغبار عن الخط البياني الذي يفترض ان يسلكه الاستحقاق الرئاسي والسباق الى قصر بعبدا قبل نهاية تشرين الأول المقبل، فان الأخطر في تطورات الواقع الداخلي هو مشهد تساقط تتابعي ومتعاقب الحلقات للقطاعات الحيوية في البلاد على نحو ينذر بتسريع الخطى نحو اخر متاهات الانهيار في المهلة الفاصلة عن انتخاب رئيس الجمهورية.
لم يمرّ اللبنانيون في امتحان وطني ونجحوا فيه. ما هو هزيمة عند فريق، هو بهجة عند سواه. لا يستطيعون ادّعاء النبل ولا التجرّد ولا الترفع ولا الرقيّ. وإذا ما ادّعوا فما هو إلا ادّعاء. آخر الامتحانات كان الانتخابات الماضية. تحت العتم وفي الحرّ وعلى أبواب المستشفيات المتوقفة مصاعدها، أعادوا انتخاب قيصر الطاقة وزادوا عليه سلطانه الأرجوان.
سماحة الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان.
بعدك ينقصني شيء.. لا بل ينقصني أجمل الأشياء...
صوتك والنداء: "أن نبارح الدجى الذي يشتد"...
"وأن لا نتأخر في صوتنا وعملنا وجهدنا ومقاومتنا كي لا يذوب حضورنا في الصدى ونصير رماداً للمواقد".
بعدك... عهدك...
اقسمت وإياك
"أن نؤجل أحزاننا كما أردت أن نبارك أبطالنا ، شهداءنا الذين انسكب دمهم في الحواكير ولوّنوا به شقائق النعمان".
في مقالات اليوم
كتّاب "النهار"
يعترف مسيحيون لا يتعاطون رسمياً الشأن العام في لبنان ويعيشون براحة ورفاهية من أعمال مهمة في القطاع الخاص، ولا يحتاجون للنجاح فيها الى "السطو" على أموال الدولة باستغلال صداقاتهم مع رجالها على تنوّعهم السياسي والديني والمذهبي، يعترف هؤلاء بأن "الدكتور" سمير جعجع رئيس "حزب القوات اللبنانية" يمتلك صفة مهمّة جداً أثبتتها الأحداث الكبرى والصغرى في لبنان منذ تولّيه التدريجي والمتصاعد للقيادة في القوى العسكرية لـ"حزب الكتائب" ولاحقاً في "قواتٍ لبنانية" أسّسها الراحل بشير الجميّل الابن الثاني لمؤسّسه الراحل الشيخ بيار. الصفة هي التنظيم والبراعة فيه.
قد يبدو من غير العادل بالنسبة الى فريق رئيس الجمهورية ان يحمل وحده في نهاية عهده مسؤولية الانهيار الذي يتعمق يوما بعد يوم وهو يخرج من السلطة ويبقى الاخرون في مواقعهم ، فيما قد يكون هذا الانهيار المتدحرج في الوقت نفسه سلاحا يستخدم لغايات اخرى راهنا وينخرط فيه الجميع ضد بعضهم البعض على حساب المزيد من تدهور الاحوال الاجتماعية والاقتصادية. ولكن لا يقدم هذا الفريق الا اسبابا للذهاب في منحى انتقاده ورفض اساليبه بدلا من ان يعتمد موقفا معاكسا.
الحديث عن عدم إجراء انتخابات رئاسية او بلدية او نيابية او تشكيل حكومة، أصبح حديثا طبيعيا في لبنان، وبمثابة امر ثابت في صلب ثقافتنا واعرافنا وتقاليدنا السياسية، خصوصا بعد الـ 2005 بحيث صرنا نسأل على نحو تلقائي: هل ستُجرى الانتخابات الرئاسية؟ هل سيتم تأليف حكومة جديدة؟ واصبح السياسيون يتحدثون عن الفراغ كأنه تطور طبيعي!
بدأ توصيف لبنان بـ"الدولة الفاشلة" يتسع عملياً عقب اندلاع الانتفاضة الكبيرة في 17 تشرين الأول 2019 كـ"بداية رسمية" للانهيار غير المسبوق الذي أصاب لبنان. ومع ذلك لن يُكرَّس هذا التوصيف دولياً إذا نجح البرلمان اللبناني في أساس ما انتُخب من أجله، أي حماية النظام الدستوري ومنع انهياره بانتخاب رئيس جديد للجمهورية في أقرب فرصة ضمن المهلة الدستورية. وأما في حال إخفاقه فإن إعلان لبنان جمهورية ودولة فاشلة سيغدو النتيجة الأشدّ وقعاً في سلسلة تداعيات مدمّرة لبقايا البقايا في بلد يصارع النزاع الأخير.
على نحو مباغت، اقتحمت المشهد السياسي موجة أنباء ومعلومات عن "مخاطر" تطل برأسها من جراء عودة وشيكة لـ"التطرف والمتطرفين" الى دائرة احتمال الفعل والتأثير في عموم الساحة اللبنانية. وهو واقع طارىء أعاد إيقاظ الهواجس النائمة والمخاوف الكامنة من ارهاب سبق له ان فعل فعله على الساحة وأصرّ على ان يضع بصماته غير الحميدة الذكر عليها، إن عبر عمليات ارهاب وهجمات متتالية، أو عبر جذب مقاتلين لبنانيين الى ساحات اكثر اشتعالا في سوريا والعراق.
لا تظهر في الأفق مؤشرات تدل على إمكان البدء بالسنة الدراسية الجديدة في المدرسة الرسمية، فيما تتحضر المدارس الخاصة للانطلاق بالتعليم رغم الخلاف حول دولرة الاقساط والتي تُسعر في بعض المدارس وفق حركة السوق. ولا تزال رابطات التعليم في القطاع الرسمي على موقفها بمقاطعة اللدراسة إلا بعد تحقيق المطالب بتصحيح الرواتب ودفع بدلات النقل وتأمين المحروقات، وتسديد المتاخرات من المساعدات الاجتماعية والمنح التي تقدمها الجهات المانحة. وقد بات واضحاً أن الأزمة اليوم في ظل الانهيار في البلد وتفكك المؤسسات هي أخطر بكثير في القطاع التربوي من الأعوام السابقة، حيث الدراسة مهددة خصوصاً في التعليم الرسمي.
يتناهى إليَّ أنّكِ تختارين أنْ تكوني مَن تكونين، ماذا تكونين. وها أنتِ تولدين من شجرةِ القبقاب، وتمتشقين كيانَكِ، متبرّجةً بإزميلِ خيراتكِ ومواهبكِ، لتطلّي على عريكِ البهيِّ الطريِّ الخفِرِ الذكيّ، ولتحضري – كغاية، كملتجأ - في قوامكِ العاري، في اختصاراتكِ المكتفيةِ بالإيماء، في صفائكِ اللّامتناهي، في هذيانكِ النبيل، في صمتكِ الممتلئ، في لغتكِ العارفةِ باللغات، في ليلِ جسدكِ المُضاءِ بذاتِه والمُضيء، في شمسكِ المغموسةِ - بل المضرّجةِ - بمياهِ مكنوناتِ الظلّ، في ظلّكِ المستسلمِ لرغباتِ الإعصارِ والنسيم، في شهواتِكِ العرفانيّةِ الممتنّة، في نشواتِكِ الكريمة، في هواجسِ عقلكِ الباطن، في نزهاتِكِ المجهولة، في أطايبِكِ المقطّرةِ تحتَ أنهارِ الينابيعِ المضمَرة، في خفاياكِ المتبسّمة، في وشوشاتِكِ المُريبة، في لامبالاتِكِ، في لاانتباهاتِكِ، في شاهقِ نزولكِ إلى المهبل، في فرْجِكِ المُهلِك، في فضيحتِكِ الكونيّة، حيث هناك تكتملين في شهقةِ الضوء، كامرأةٍ منحوتةٍ، أو - لستُ أدري - كمنحوتةٍ امرأة.
في قسم السياسة
تجتمع الأحداث الكبرى على تنوّعها في رقعة عمل اليونيفيل جنوب لبنان، بما يجعلها مساحة تتركّز الأضواء عليها من كلّ الزوايا بدءاً من التلويح بالحرب الذي يجعل الحدود الجنوبية البريّة منطقة حذرة. وإذا ما وُضعَت عدسة المجهر على بعض القرى يتظهّر أنها تشهد عوائق أو ضغوطاً تواجهها قوّات حفظ السلام على الأرض بالترافق مع مؤشّر حملات إعلامية وسياسية. ولا تبدو الأجواء أقلّ ضوضاء عند توجيه المنظار نحو الشاطئ، مع تحوّل الترسيم البحري جنوباً إلى أبرز المواضيع المتداولة، علماً أنها ليست ضمن مهمّات اليونيفيل؛ لكن البرّ يبقى المسرح الأساسي المتأثر بأيّ أمواج عاتية أو صراعات بحرية.
كلما اقترب موعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 31 تشرين الاول المقبل تصبح عملية تأليف الحكومة صعبة المنال، ولا سيما مع تصاعد الخلافات بين الافرقاء ورفع مستوى الخطابات النارية والتخلي عن استعمال أي قفازات او مراعاة ديبلوماسية لا تساعد في اقتراب عملية الانتخاب التي ستواجَه بجملة من العراقيل مع ارتفاع منسوب الخطابات الساخنة.
لا تزال مشكلة الإضراب شبه الكامل للقضاء "مكانك راوح"، والمطلوب واحد: عودة القضاة عن قرارهم في مقابل تحقيق حل مستدام وليس مستقطعا وإسكاتهم براتب على شكل مساعدة من الدولة بإحالة 25 مليار ليرة الى صندوق تعاضد القضاة إضافة الى العشرة مليارات ليرة التي تستحق منها شهريا للصندوق. والمنطلَق سؤال يطرحه الرئيس السابق لمجلس القضاء الاعلى القاضي غالب غانم: ما الذي يجب أن تقوم به السلطة السياسية للقضاة من أجل ان يتمكنوا من تأمين سير العمل في قصور العدل، وليس طرح هذا السؤال بشمولية مع سائر موظفي القطاع العام؟ وهذا الطرح يقول القاضي غانم لـ"النهار"، "ليس لتمييزهم عن غيرهم في القطاع العام، عدا عن وجود ملاك خاص بالقضاة ولا أعتبره موظفا في طبيعة عمله الحر ووجوب فصله عن الوظيفة العامة كونه ينتمي الى سلطة قضائية".
في قسم المجتمع والمناطق
الكابوس عينه، وإن من خلال شخصيات وأماكن مختلفة. حادثة تحرّش جديدة تهزّ لبنان طارحةً علامات استفهام حول استفحال هذه الظاهرة مؤخّراً، وسط غياب أيّ تحرّك عمليّ، لردع الوحوش البشريّة التي باتت تهدّد كلّ عائلة. "ما في أمان" عبارة بتنا نسمعها بشكل شبه يوميّ لتعبّر عن حجم الخيبة التي نعيشها في بلد لا يشبه "الوطن" سوى باحتضانه الفلتان والتستّر على المجرمين وغياب العدالة.
في قسم الاقتصاد
بدأت حسابات ما يُسمى "الفريش دولار" تشكل ظاهرة ولو محدودة الحجم في #المصارف اللبنانية. فهذه الظاهرة التي نشأت على هامش الأزمة المصرفية الراهنة بعدما تعذّر على اصحاب الدولارات التي أودعت في المصارف قبل الإنهيار سحبها بأوراق نقدية أميركية أو تحويلها إلى الليرة اللبنانية بسعر السوق الموازية، كانت محاولة من مصرف لبنان لتحريك الجمود الاقتصادي وتسهيل عبور السيولة الى المواطنين، عبر إصدار التعميم (150) والذي أجاز للمصارف من خلاله فتح حسابات منفصلة وحرة بـ "الفريش دولار" لزبائنها، لتلبية حاجاتهم بالعملات الأجنبية، بعيدا من القيود المفروضة على حساباتهم الأصلية بحكم الأمر الواقع ومن دون سند قانوني. فهل يمكن التعويل على هذه الودائع بصفتها نظاما رديفا أو بديلا من النظام المصرفي المنهار؟
حضّ الاتفاق الاولي مع صندوق النقد الدولي على مستوى الخبراء لبنان على سنّ قانون جديد للسرّية المصرفية بما يتلاءم مع المعايير الدولية لمكافحة الفساد والإزالة الفعالة للعقبات أمام إعادة هيكلة القطاع المصرفي والرقابة عليه، وإدارة الضرائب، وكذلك الكشف عن الجرائم المالية والتحقيق فيها، واسترداد الأصول. حالياً يراقب خبراء ومسؤولو الصندوق الاجراءات التي تقوم بها السلطات اللبنانية، وينتظرون إقرار قانون "الكابيتال كونترول" وقانون إعادة هيكلة المصارف وموازنة 2022، اضافة الى التعديلات على قانون السرية المصرفية.
في قسم حياتنا
صبيحة السادس من أيلول 1997، عَنونت "النهار" خبر رحيل آغنيس غونكزا بوجاكسيو، المعروفة باسم الأم تريزا الكلكوتيّة: "ماتت الأم تريزا، بحر الرجاء في صحراء اليأس"، واصفةً إيّاها بـ"أم الفقراء والمعذّبين"... قبل 25 عاماً، رحلت تريزا في كلكوتا، المدينة التي تجسّد كلّ بؤس الأرض وكلّ أمل البشريّة. رحلت الراهبة المتواضعة بصمتٍ عشيّة دفن صديقتها الأميرة ديانا. رحلت راضيةً عن توقيت وفاتها الذي كان من شأنه إذابة الحدث في موجة دراما ويلز. إلّا أنّه، في غضون ساعة من إعلان النبأ، اجتمع الآلاف في زقاق ضيّق في كلكوتا، ليودّعوا بالصلاة امرأة أكسبها اهتمامها بالبائسين جائزة نوبل للسلام عام 1979.