يُظهر هذا المنظر الجوي السكان يبحثون عن الضحايا والناجين وسط أنقاض المباني المنهارة إثر زلزال وقع في قرية بسنية بالقرب من بلدة حارم في محافظة إدلب الشمالية الغربية (أ ف ب).
بدا لبنان أمس، غداة الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا واهتزت لتردداته ذعراً كل المناطق اللبنانية، كأنه منخرط بالكامل في التداعيات والمآسي الدراماتيكية التي تسبب بها خصوصاً في ظل تكشف وجود لبنانيين بين الضحايا والجرحى والمفقودين في كلا البلدين. وعلى رغم طغيان الجانب الإغاثي والإنساني في هذه الكارثة الضخمة والمريعة، فان ذلك لم يحجب دلالات مهمة برزت من خلال انخراط الحكومة والمؤسسات اللبنانية المختلفة في مد سوريا وتركيا بما أمكن للبنان تقديمه رغم إمكاناته المتواضعة في أوضاعه المعروفة.
سجلت في اليومين الأخيرين توقف حركة سوق الكشف، فيما يحاول البعض المتبقي التقاط الأنفاس أملاً في فك "أسر" زملائهم من المضاربين في أقرب فرصة متكلين على دعم سياسي محتمل.
فقد تحركت الأجهزة الأمنية بناء لطلب النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي غسان عويدات. التحرك الأبرز والأفعل قامت به شعبة المعلومات لدى قوى الأمن الداخلي بملاحقة المضاربين على الليرة وعددهم نحو عشرين وتوقيفهم. أجهزة أمنية أخرى لاحقت صرافي الشوارع وعدد من الصرافين غير الشرعيين، وأثر هؤلاء ضعيف في لعبة المضاربة، بل أن امتناعهم عن التداول "كربج" حركة السوق، ما حال دون تراجع سعر الصرف، لعدم توافر الدولارات الكافية للتداول.
أعادت الساعات الماضية إلى الواجهة ملف الأبنية المتصدِّعة والمهدَّدة بالسقوط، والتي تفاقمت طبعاً خطورتها مع الهزة الأرضية التي ضربت لبنان وبلغت 4.8 على مقياس ريختر.
وفي حين أفاد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي في حديث لـ"النهار"، أنّه "تأكّدنا من عدم وقوع انهيارات كبيرة في كل لبنان"، انهار منزل في بلدة عين عطا في قضاء راشيا دون وقوع ضحايا، إضافة إلى أضرار ماديّة محدودة وتصدّعات في المنازل في الهرمل، كما انهار سقف أحد المباني في منطقة الحاووظ في القبّة، أدّى إلى سقوط جريحين. إلى جانب وقوع بعض الأحجار،وتوثيق تفسخات في جدران المباني.
بعد الزلزال المأسوي الذي ضرب تركيا وسوريا يوم أمس، تناقل روّاد مواقع التواصل الاجتماعي تغريدة للخبير الهولندي والباحث في شؤون الزلازل فرانك هوغيربيتس، بتاريخ 3 شباط 2023، توقّع خلالها حدوث الزلزال.
يطبق علينا الرعب تكراراً، كلبنانيين، حين نتثبت من حقيقة مفزعة مفادها أن الزلزال الكارثي المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا وكاد أن "يمحق" أجزاء أخرى من لبنان ويبيدها هو من أسوأ وأكبر وأضخم الزلازل في التاريخ. لا تقف الانفعالات لدى اللبنانيين على توجيه آيات الشكر إلى الرب الخالق لكونه أنقذ لبنان هذه المرة، ولا عند التأسّي الصادق الحقيقي على الضحايا السوريين والأتراك في هذه الكارثة المرعبة، بل ترانا نذهب أبعد للترجّي أن يكفّ عنا التاريخ وينسانا بإراحته منا وإراحتنا منه.
لا ينسى اللبنانيون دور قطر في بلادهم ولا سيما في إنهاء الفراغ الرئاسي الذي دام نحو سنتين بعد انتهاء ولاية الرئيس إميل لحود تخللتهما أحداث عدة كان أبرزها نزول "حزب الله" إلى الشارع عام 2008 بمقاتليه وإرغامه الحكومة على التراجع عن قرار اعتبره مؤذياً له ومفيداً لإسرائيل.
بعد جلسة حكومة تصريف الأعمال التي أقرت بنوداً في جدول أعمال غير مقصور على التربية، يتركز النقاش في الأوساط التربوية على كيفية إنقاذ السنة الدراسية أو ما تبقى منها تجنباً لخسارة ما تبقى من رصيد في التعليم الرسمي واستمراريته بالحد الأدنى من التعويض.
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.