شدّد مفتي الجمهوريّة اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان على أهمية "حسم قضيّة ترسيم الحدود البحريّة اللبنانيّة، وإجراء المفاوضات بجديّة وعلى أُسس واضحة المعالم تتّسم بالإيجابية لمصلحة لبنان واللبنانيّين، والمحافظة على ثروته لما لعملية الترسيم من أهمّية بالغة ربما تُنقذ لبنان من أزمته الاقتصادية".
وأعرب، خلال لقائه أعضاء من الجالية اللبنانية في القاهرة بدعوة من سفير لبنان في مصر علي الحلبي، عن أمله في أن "تُثمر الوساطة الأميركيّة حلاّ يضمن حقّ لبنان في حدوده الطبيعيّة التي رسمتها الإتفاقات الدوليةّ المعتمدة من الأمم المتحدة".
ودعا إلى " ضرورة أن يكون هناك إجماع لبناني في عملية التّرسيم وإجراء المفاوضات، والإبتعاد عن السجال الشعبويّ والمصالح الآنية الشخصية وتطبيق القوانين المرعية الإجراء في هذا المجال".
هذا واعتبر دريان أن "الإسراع في تشكيل الحكومة مطلب داخليّ وخارجيّ وحاجة وطنيّة مُلحّة، وكل يوم تأخير في البدء بالاستشارات النيابية الملزمة لا يصب في مصلحة الوطن والمواطن"، مشيراً إلى أن "الدّخول في بازار الأسماء والوزارات قبل البدء بالاستشارات مخالفة لجوهر الدستور ونصوصه، ولا ينبغي أن يُصار إلى تداول أسماء وحصص ووزارات كسلعة متداولة من هنا وهناك".
وقال: "يعيش اللبناني أزمة معيشية خانقة غير مسبوقة ، والجوع يطرق أبواب أغلبيّة اللبنانيين الذين يعانون أبسط مقومات الحياة، لا كهرباء ولا ماء، والبطالة متزايدة، وهجرة الشباب والشابات متنامية، والمواد الغذائية في ارتفاع جنونيّ والليرة الوطنية منهارة، وأموال المودعين غير معروفة المصير، والإتصاد في حالة تراجع مقلق، والخوف يعمّ شرائح المجتمع مما ينتظرهم في المستقبل"، لافتاً إلى أن "كل هذا متوقف على مدى تفعيل المؤسّسات ويحتاج إلى حكومة تعمل في أجواء سياسية هادئة ومتعاونة مُهمّتها إنقاذ لبنان، وإخراجه من هذا الواقع الأليم لتكون مدخلاً لانتخاب رئيس جديد للجمهوريّة يحظى بثقة اللبنانييّن جميعاً لما يشكل هذا الاستحقاق من ضرورة وطنية وأهمية لا تقل شأنا عن باقي الرئاسات ".
وختم:"مقام رئاسة الحكومة مصان، ولا يقل أهمية عن مقام رئاسة الجمهورية والمجلس النيابي، وعلينا احترامهم والمحافظة على صلاحيّات كل مقام التزاماً بما نصّ عليه اتفاق الطائف الذي وازن بدقّة كل مندرجات ونصوص هذا الإتفاق الذي كان أساساً لإعادة بناء الدولة ومؤسّساتها، ولنا رأي واضح وصريح من تشكيل الحكومة، وهو إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مؤسسات الوطن والعمل الفوري على إعادة لبنان الى ما كان عليه من استقرار وازدهار ونمو وتعزيز علاقاته مع الأشقّاء العرب، وبخاصة دول مجلس التعاون الخليجي والدول الصديقة".