بدا لافتاً مع أول أيام عطلة الأضحى أن تبرز مؤشرات إلى "تحمية" بعض المؤشرات المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي فيما تغرق أزمة تشكيل الحكومة في مزيد من التعقيدات التي يترجمها الجمود اللافت في الاتصالات والمساعي لحلحلة الأزمة المتصاعدة بين بعبدا والسرايا. وفيما تلاشت كل التحركات السياسية ذات الصلة بأزمة تشكيل الحكومة بدا أن ثمة تحركات بدأت على صعيد حسابات البعض تجاه معركة رئاسة الجمهورية على غرار اللقاء الذي جمع جبران باسيل وفريد هيكل الخازن الذي كان من أشد من يشن حملات مقذعة وعنيفة ضد العونيين بما يعني أن مسالة البحث بين سليمان فرنجية والتيار العوني في الاستحقاق الرئاسي قد بدأت تأخذ إطاراً جدياً. وفي المقابل، لم يكن تقاطع أصوات ومواقف للقوى السيادية من ضرورة توحد الجبهة السيادية بإزاء الاستحقاق أقل دلالة لجهة ما تشكله هذه الأصوات من انعكاس لما يدور في كواليس الجهات المعارضة .
ووسط الجمود الذي يطبع ملف تشكيل الحكومة أفاد المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أنه أجرى اتصالات التهانئ بعيد الأضحى المبارك مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس التركي رجب طيب إردوغان ومع كل من رؤساء وزراء العراق مصطفى الكاظمي، قطر الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني، الأردن بشر الخصاونة، ومصر مصطفى مدبولي. كذلك أجرى اتصالات تهنئة بوزراء الخارجية العرب. وقد "تمنى الرئيس ميقاتي للدول العربية والإسلامية عيداً مباركاً وأن يعيده الله عليها بالعافية والرخاء والتقدّم. وأكّد أن لبنان يقدر لهذه الدول وقوفها الدائم إلى جانبه ولدعم شعبه لا سيّما في الظروف الصعبة التي يمر بها".
أما على الصعيد السياسي، فسجل لقاء عقد بين رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل والنائب فريد هيكل الخازن في منزل باسيل في اللقلوق، تخللته مأدبة غداء. وأفيد أن "البحث جرى في الاستحقاقات الدستورية المقبلة وكيفية تعاون القوى السياسية وانفتاحها على بعضها لإخراج لبنان من الأزمة التي يتخبّط بها".
وذكر أن اللقاء يأتي تمهيداً لآخر يعد له الخازن لجمع باسيل ورئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية في دارته بهدف تنسيق الموقف في شأن الاستحقاق الرئاسي .
في المقابل، تصاعدت أصوات بارزة تنادي بوحدة المعارضة في مواجهة الاستحقاق الرئاسي. وفي هذا السياق، أشارت عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائبة ستريدا جعجع إلى أننا "نخوض اليوم معركة وجودية ومصيرية من أجل لبنان، والاستحقاق الرئاسي المقبل هو استحقاق مفصلي وبالغ الأهمية. لذلك، ومن هنا، من بلدة قنات، عرين المقاومة والصمود، أتوجه إلى جميع النواب الجدد، زملائي في المجلس النيابي، لكي أؤكد لهم أنه آن الأوان لنضافر جهودنا ونتخطّى بعض الاعتبارات ونتعلم ممّا حصل معنا في الشهرين الأخيرين في المجلس النيابي، من أجل أن نثبت معاً حضورنا وتأثيرنا الفاعل في الانتخابات الرئاسية، لأن إضاعة هذه الفرصة ستجعل الندم يسود ساعة لا ينفع الندم. لذلك ينبغي علينا جميعاً، أن نكون على قدر الثقة التي منحها الناس لنا، فنوحد جهودنا لاختيار رئيس سيادي يمثل تطلعات الشعب اللبناني، وينتشلنا من الهوة السحيقة التي نحن فيها".
وفي السياق نفسه، دعا عضو كتلة الكتائب النائب الياس حنكش "إلى توحّيد المعارضة تحت عنوان واحد "كتلة انقاذية" هدفها التنسيق بين القوى التي تشبه بعضها، مضيفاً: "حصلنا على 4 نواب في الانتخابات النيابية الأخيرة بعدما رشحنا 4، لكن اليوم لا يمكن ان نتوقع ألّا يكون هناك تباينات بين قوى المعارضة والنواب التغييريين ولكن التنسيق مستمر، وعلينا أن نسرّع وتيرة التواصل مع القوى قبيل الاستحقاق الرئاسي وجمع المكونات الموجودة تتم بالتوالي وتجلّت بلقاء أمس بين النائب أشرف ريفي ورئيس الحزب الكتائب والنائب سليم الصايغ ولا حل إلّا بالاستمرار بهذا النهج".
كما أن النائب اشرف ريفي لفت إلى أن اللقاء مع رئيس "حزب الكتائب اللبنانية"، النائب سامي الجميّل "كان واعداً" مُشدّداً على السعي للقيام بجبهة سيادية لإنقاذ البلد. وقال:" الأقلّية على الأغلبية لم يكن منطقياً في الإستحقاقات الدستورية التي حصلت من انتخاب رئيس لمجلس النواب ونائبه، بالإضافة إلى انتخابات اللجان النيابية وتسمية رئيس مُكلّف لتشكيل الحكومة، وهناك تغيير آتٍ بالنسبة لاستحقاق رئاسة الجمهورية". وردّاً على سؤال إن كان سليمان فرنجية مُرشّح "حزب الله"، أضاف ريفي: "كل من هو بفلك 8 آذار هو مُرشّح "حزب الله"، ولن نقبل بمُرشح مُرتم بأحضان إيران ولبنان لن يُنقذ إلّا على يد السياديين ومن كانوا في صفّ 14 آذار".
من جهة ثانية، ولمناسبة الأضحى، وجّه أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ أمين الكردي في خطبة العيد في جامع محمد الأمين في وسط بيروت، أسئلة لكل من هم في السلطة والحكم وفي أركان الدولة:" أين ملاحقة قتلة الرئيس الشهيد رفيق.
الحريري بعد أحكام المحكمة الدولية، أين التحقيق في انفجار مرفأ بيروت أين حقوق الناس المالية الضائعة في المصارف، أين الماء والكهرباء والدواء والغذاء والمحروقات أين الشعور بالأمان والسكينة. عندما يكون ربان السفينة مضطرباً فكل من في السفينة يشعرون بعدم الطمأنينة". وأكّد الكردي "أن الشعوب تبقى ومن يتصدر السلطة وليس أهلاً لذلك هو الذي يذهب كائناً من كان".