طوني فرنجيه
أحيا الخبر الذي وصل الى طرابلس أمس عبر مكالمة هاتفية مجهولة عن مقتل اربعة شباب من ابناء المدينة كانوا يقاتلون الى جانب "داعش" في العراق، قضية هجرة هؤلاء الشباب الذين كانوا غادروا الشمال في الاشهر الاخيرة من العام الفائت متوجهين الى العراق وعددهم يقارب الخمسين.
تم بداية الاعلان عن مقتل عشرة منهم في مواقع مختلفة في العراق، فيما عاد بعضهم ادراجه قبل الدخول الى العراق وسلموا انفسهم الى مخابرات الجيش حيث خضعوا للتحقيق قبل ان يتم الافراج عنهم، وهناك من يتواصل مع اهله من العراق كل ثلاثة اشهر مرة من خلال هاتف واحد، في حين انقطعت اخبار الباقين.
الشبان الاربعة الذين نعاهم المتحدث باسم التنظيم عبر رسالة صوتية تم ارسالها لذويهم والذين قتلوا اثناء قتالهم الى جانب تنظيم داعش في العراق هم:
خالد المصري الملقب بـ"ابو عمر".
محمد الراوي. الملقب بـ"ابو عبيدة".
اسامة عوض الملقب بـ"ابو الليث".
اسامة ديب الملقب بـ"ابو عبدالرحمن".
وتشير المعلومات الاولية غير الرسمية التي وصلت الى طرابلس إلى ان الشبان الاربعة قضوا منذ يومين في هجوم شنّه تننظيم "داعش" على احد سجون الحشد الشعبي والذي يضم عددا من المنتمين الى التنظيم.
في طرابلس ما من احد يريد التحدث في الموضوع "بانتظار الخبر اليقين"، وهناك تكتّم لتفادي أي تداعيات سياسية للموضوع، وتفادي طرح الأسئلة التقليدية، عن كيفية وصول شباب الشمال عموما إلى التواصل مع التنظيم، والخروج من لبنان والالتحاق به، وكيفية وصولهم الى العراق، ولأي أسباب؟ ولو ان المعلوم ان كل من يغادر طرابلس من الشبان هو بسبب الضيقة المالية والأزمة الاقتصادية.
الأجوبة عن كل هذه الأسئلة تُحفظ في الأدراج لدى الأجهزة الأمنية، بعد التحقيقات التي تجريها مع بعض العائدين الهاربين، منذ نحو عشرة أشهر. فلا تم كشف الجهة التي هددتهم وأغرت بهم، ولا الجهة التي سهلت لهم المرور عبر المعابر غير الشرعية، ولا كيفية سفرهم واسبابه.
وقد اكد بعض العارفين "أنّ هذه الهجرة توقفت نسبياً منذ مطلع العام الحالي". وطلبوا من شبان المنطقة، رغم حدّة الأزمة، التحلي بكثير من "الوعي والادراك لمخاطر الاقدام على خطوات من هذا النوع، خصوصا ان من غادر وجد نفسه امام موت محتم".
ويشدد هؤلاء على ضرورة "ملاحقة الجهات التي هددت واغرت وسهلت مغادرة الشبان الى العراق، خصوصا ان الاوضاع في لبنان مرشحة نحو مزيد من التأزم الاقتصادي ما يفسح في المجال امام بعض الخلايا لتنشيط نفسها مجددا".
الناشط المحامي محمد صبلوح كتب متسائلا: "لماذا توقف خبر اختفاء الشباب بعد أن فضحت القضية إعلامياً"؟ من يتابع التسجيلات التي تصدر ويدقق فيها يعرف تماماً أنها صادرة من مبتدئين في التمثيل مليئة بالأخطاء والهفوات وخاصة لاستكمال السيناريو وتهدف إلى تجييش الشباب للايقاع بهم في مستنقع المؤامرات بغض النظر عن مدى صحتها أو زيفها... علماً أنها تصدر بدون ذكر اسم الناطق وبدون صور أو أدلة؟
لماذا يتم الإعلان كل فترة عن مقتل أربعة من منطقة واحدة في ظل غياب الرواية الرسمية من السلطات اللبنانية والعراقية؟ وكأن الموضوع هو التخلص منهم مجموعات؟ مازال الغموض سيد الموقف في هذا الملف في ظل غياب التحقيقات الشفافة وعدم الإجابة على التساؤلات المطروحة؟ "
في ظل ما تقدم يبقى السؤال هل نحن أمام كوارث جديدة؟ وهل من عدد معروف للشباب الذين لا زالوا في العراق يقاتلون الى جانب "داعش"؟
اسئلة تبقى الاجوبة عليها رهن الايام المقبلة ورهن ربما الاستغلال السياسي في الملف.