سأل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة "هل الغد الأفضل سيأتي، في ظلّ أناس لا يَهتَمّونَ إلاّ بحسابات ضيّقة، مُفَضّـلين جرّ البلاد والعباد إلى هاوِية لا قعر لها، عوض التنازل عن مصالحهم؟"، معتبراً أنّ "الحكومة لم تشكَّل لغايات وأسباب، ولو صفت النيّات لشُكّلَت منذ زمن".
وأشار عودة إلى أنّ "النواب يتأرجح معظمهم بين المصالحِ الخاصة ومصالح الجماعات التي ينتمون إليها، ولا يحسبون لمن انتخبهم حساباً"، مضيفاً: "لم يُدعوا بعد لجلسة انتخاب رئيس للبلاد، رغم بدء المهلة الدستورية. والغريب أنّ الجميع يتحدّث عن شغور في سدّة الرئاسة وكأنّه حاصل، عوض العمل الحثيث لإجراء الانتخاب وتأمين انتقال طبيعيّ للسلطة في الوقت المحدّد في الدستور".
وشدّد متروبوليت بيروت على أنّ "المبادرة التي أطلقها بعض النواب المسمّون تغييريّين جديرة بأن يلاقيها كلّ نائب يحرص على القيام بواجبه وعلى إنقاذ البلد". وأكّد أنّ "تضافر الجهود واجب، وتطبيق الدستور أول الواجبات، وعلى المجلس النيابيّ ورئيسه القيام بواجبهم مهما كانت الظروف والعقبات".
ورأى أنّه "إذا استمرّت المناكفات وزاد التباعد، لن تبقى جمهورية ليُنتخب لها رئيس. لذلك على الجميع التحلّي بالتعقّل والحكمة والحسّ بالمسؤولية"، مضيفاً أنّ "النيّة الجسنة وحدها لا تكفي، كما الوعود والكلام المعسول"، وأنّ "المطلوب أفعال على مستوى الظرف العصيب، تلاقٍ وحوار وقرار، بعيداً عن المصالح والارتباطات".
وسأل عودة: "هل تعطّل جلسة انتخاب رئيس حتى الاتفاق على اسم؟ وإذا لم يتم ذلك هل نرمي البلد في المجهول؟ أليس الأفضل أن يعلن من يرى في نفسه الكفاءة والقدرة على تولي المسؤولية ترشحه ورؤيته وبرنامجه، ويجري التنافس بروح ديموقراطية راقية؟ وما الضير من وجود عدة مرشحين؟".
وأضاف: "لينتخب النواب من يقتنعون ببرنامجه وكفاءته ويرونه أهلاً لتحمل المسؤولية في هذا الظرف، وليكن انتخابهم بحسب ضميرهم لا بحسب الإملاءات والمصالح. بعد كل التحولات التي حصلت، لم يعد مجال للتسويات كما في السابق، ولم يعد جائزاً التلاعب بمصير البلد وأبنائه. المطلوب تضافر الجهود من أجل إنقاذه. ووجود رئيس وحكومة فاعلة ليس ترفاً بل ضرورة".
وشدّد عودة على جميع المعنيّين "التخلي عن مصالحهم وأنانياتهم وأحقادهم وكل ما يعرقل إتمام الاستحقاقات. الإنتقام صغارة لا تليق بالكبار الذين ينشغلون بالقضايا الكبرى عوض تضييع الوقت بالحرتقات. والوقت لم يعد متوافراً لأننا أصبحنا في قعر القعر، وقد غزا اليأس النفوس وشحت الموارد وضاقت سبل العيش حتى أصبح اللبناني يغامر بنفسه وبعائلته ويخوض غمار البحر مفضلاً المجهول على العيش بلا كرامة. أصبحنا نعيش تحت رحمة شريعة الغاب، حيث القوي يأكل الضعيف، وحيث يغيب حضور الله تماماً".
وأكّد "ضرورة كشف حقيقة تفجير المرفأ وعدم تعطيل التحقيق طمسا للحقيقة"، سائلاً: "عوض تعيين محقق رديف، أليس الأفضل تيسير عمل القاضي الأصيل؟".
وتابع: "مؤلم ومخز عرقلة عمل الأصيل ثم الإتيان برديف. وكأنهم يستخفون بعقول الناس وبألم المصابين وأهالي الضحايا. وهل يجوز انقضاء أكثر من عامين على تفجير أودى بأرواح الناس وبروح العاصمة ولم تنجل الحقيقة بعد؟ هذا غريب وغريب جداً".
الصور بعدسة الزميل حسام شبارو.