فيما تسلّم لبنان مسودة الاتفاق النهائية حول ترسيم الحدود من الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، وفي وقت يُفترض أن تكون شركة "إنرجيان" صاحبة الامتياز في استخراج غاز حقل كاريش في البحر الأبيض المتوسط قد بدأت عملية الضخ التجريبي، اكد خبير اقتصادات النفط والغاز فادي جواد لـ"النهار" ان حقل كاريش دخل مرحلة التكليف Commissioning عبر منصة Energean Power FPSO وهي مرحلة التأكد من أن جميع الاجهزة والمعدات وأعمال تركيب الأنابيب والرافعات وأنشطة التثبيت تحت سطح البحر وأنشطة دعم الغوص تتوافق مع المتطلبات التشغيلية لاسرائيل.
ويتضمن هذا العمل التحضيري إدخال منتجات النفط والغاز في الأنبوب لبدء الحركة إلى وجهاتها عبر اجراء عمليات تفتيش تفصيلية لخطوط الأنابيب باستخدام قوائم فحص تشغيل خطوط الأنابيب، للتأكد من أن الأنابيب مُرضية قبل بدء العمليات.
ولتشغيل خطوط الأنابيب أهمية كبيرة، حيث يدور التكليف (Commissioning) حول تحضير خط الأنابيب لتحقيق افضل اداء. إذ عندما يتم تركيب خطوط أنابيب جديدة، فإنها عادة ما تكون غير جاهزة للتشغيل بسبب شوائبها: الشحوم، والأوساخ، والحطام، والزيت، والبخار، إلخ.
هذه الشوائب، وفق ما يقول جواد، "تخلق مخاطر التلوث، وتعطل العمليات، وتؤدي إلى وقوع حوادث يمكن أن تؤثر على البيئة بشدة، أو قد تؤدي إلى حرائق يمكن أن تكون كارثية لعمليات النفط والغاز. وفي بعض الأحيان يقوم الخبراء بإجراء العديد من الإجراءات والاختبارات للتأكد من خط الأنابيب والتحقق من صحتها والامتثال لمعايير السلامة والتصنيع".
ويوضح جواد أن "عملية التكليف Commissioning تعد أمرا حيويا أيضا للتأكد من ان عمل جميع مفاصل المشروع من خطوط الأنابيب والصمامات والموصلات والمضخات وجميع معدات المراقبة ذات الصلة مطابقة للمواصفات، بما يتماشى مع متطلبات المشروع، وتفي بمعايير صناعة النفط والغاز، ومن ثم عليهم أيضًا التأكد من أن الموظفين ليسوا في خطر أثناء اختبارات ما قبل التكليف وعمليات التفتيش".
ولهذا السبب تسرع اسرائيل في عملية التكليف التي تتطلب الكثير من التخطيط والتعاون لتتحقق فرق عمليات التكليف من أن معدات السلامة والحماية من الحرائق وأنظمة إدارة المخاطر مثبتة وجاهزة قبل بدء عملية التشغيل، ودور فريق التكليف ان يضمن أن الغاز جاهز، وان جميع الموظفين المطلوبين في نقاط مختلفة من خط الأنابيب جاهزون ومنتشرون، وأخيرا يتم إجراء الموافقة اللازمة لبدء الانتاج، وفق جواد الذي يوضح "بعدها تدخل مرحلة بدء التشغيل (النفط الأول، الغاز الأول)، حيث تعتمد عمليات خطوط أنابيب النفط والغاز إلى حد كبير على كيفية بدئها. فعند تركيب خط أنابيب يتم تنفيذ الكثير من الأعمال التحضيرية قبل تشغيل الخط بشكل منتظم، لتأتي المرحلة الأولية من عمليات فحص الجودة والاختبارات في مرحلة ما قبل التشغيل، ويتضمن ذلك فحص خط أنابيب النفط والغاز عند وصولها من المورد لضمان تلبية معايير الجودة، ومراجعة منطقة التخزين وكيفية تخزين الأنابيب قبل التثبيت، ومراجعة إعداد التثبيت، والكثير من فحوص الجودة الأخرى. وتسلم عمليات التكليف Commissioning لشركات عالمية متخصصة بهذا المجال لتقدم التقرير النهائي لبدء الانتاج والعمل".
ويتوقع جواد أن تنتهي هذه العملية يوم الجمعة المقبل بحد اقصى ليتوج رئيس الوزراء الاسرائيلي مسيرته السياسية بتوقيع اول اتفاق خطي مع لبنان منذ 70 سنة وحفل فتح انابيب التصدير من على ظهر سفينة "انرجيان باور".