تحلّ ذكرى الشهيد جبران تويني و"النهار" لا تزال متمسّكة بكلمتها ونضالها الصحافي الطويل، وهي الشاهدة على ويلات ألمّت بالصحافة الورقية في لبنان، فترك غياب صحف عريقة أثراً كبيراً في نفوس القرّاء الأوفياء للكلمة الحرّة.
17 عاماً على استشهاد الأستاذ، وصحافة لبنان صارت شهيدة. منها ما طوى صفحته ومضى، لأسباب كثيرة، لكن المؤسف أنه صار من الماضي البعيد. الجيل الجديد لا يفتقده، والأصعب أنه لا يتذكره ولا يتذكر أهله وناسه وصحافييه.
ومن الصحافة أيضاً ما هو مستمر بعرق الجبين، بل بالحبر الأحمر القاني، بعدما تكبّد الدماء فداء عن مهنة كانت تعدّ مهنة رسالة، إذ كان هدفها إعلام الناس، وتوعيتهم، وتثقيفهم، وإرشادهم الى المسارات الفضلى لحياتهم ومستقبلهم، وحضّهم على تلك الخيارات.
17 عاماً حتى اليوم، لم يقم سوى الدليل القاطع على أن نهر الدماء التي أريقت لم يروِ تربة صالحة لإقامة تلك الدولة التي يستحقها الشهداء ولا الأحياء بدليل إعدام كل إمكانات قيام عدالة وقضاء في مستوى كارثة لبنان.
نرفع صورة جبران تويني على مبنى "النهار" اليوم، في يومه الأبدي، لنقول إنّ النضال لأجل الكلمة الحرّة سيظلّ أسمى مبادئنا، وإنّ "النهار" باقية، تسمو بالصحافة إلى مراتب الحرية العليا.