لعلها المفارقة الدراماتيكية أن يحيي لبنان اليوم الذكرى الـ18 لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فيما يجد اللبنانيون أنفسهم في ظروف انهيارية استهدفتهم منذ ذاك الحدث الدموي الذي أطلق شرارة حرب الاغتيالات ومعها حرب تقويض مقومات إقامة دولة بكل معايير الدولة الحقيقية. ذلك أن إحياء الذكرى اليوم يأتي على وقع اشتعال هستيري لأرقام انهيارية في سعر الدولار وأسعار المحروقات تنذر ببلوغ الانهيار مراحله الأشد قسوة وشراسة.
أعلن قائد القيادة الشمالية الأميركية وقيادة الدفاع الجوي الفضائي لأميركا الشمالية الجنرال غليندي فانهيرك، الأحد، بعد سلسلة من إسقاط أجسام مجهولة إنّه لا يستبعد أن تكون هذه الأجسام من خارج كوكب الأرض أو أي تفسير آخر.
وعندما سئل عن صلة الأجسام الطائرة الثلاثة التي أسقطتها الطائرات الحربية الأميركية بالكائنات الفضائية، قال: "لا أستبعد أي شيء... سأترك الأمر لمجتمع المخابرات للكشف عن حقيقة ذلك".
وأضاف أنّه "في هذه المرحلة نواصل تقييم كل تهديد أو أي خطر محتمَل غير معروف يقترب من أميركا الشمالية بمحاولة التعرف عليه".
ثوانٍ قليلة كانت كفيلة بقلب حياة الملايين رأساً على عقب. وعادة ما تكون تداعيات ما بعد الكارثة هي الأسوأ. خطف زلزال تركيا وسوريا عشرات آلاف الأرواح، وخلّف جراحاً في الأجساد، وهدم الحجر، وحفر الألم عميقاً في نفوس الملايين. دفقٌ هائل من الأخبار المحزنة على مدار الساعة، ترافقها في بعض الأحيان توقعات وتنبؤات بحصول زلازل وشيكة! نحن متعبون من كل ذلك، ومن هول الكارثة المتمددة. لنصغّر "زووم" الكاميرا ونحكي عن حال اللبنانيين الذين يراكمون مع كل كارثة جديدة، معطىً نفسياً جديداً يعقّد أزماتهم ويحاكي ذكريات مؤلمة حُفرت في ذاكرتهم.
هل في الإمكان التخفيف من وطأة ما يحلّ بصحتنا النفسية. في الآتي، حديث مع الدكتور في علم النفس شوقي عازوري.
هل ما زال هناك ليُروى عن رفيق الحريري بعد 18 عاماً على استشهاده؟ الجواب هو: نعم. فبين دفتيّ كتاب "رفيق الحريري رجال في رجل - محطات في عقدَين من الصداقة" للوزير والنائب السابق محسن دلول من خلال حوار مع الكاتب يوسف مرتضى الكثير من المعلومات التي تبدو اليوم في ذكرى استشهاد الحريري ذات أهمية عالية المستوى، ليس لأنها من زاوية التاريخ فحسب وإنما للتبصر في الواقع والتطلع الى المستقبل.
يُعرّف نفسه وفق برج الجوزاء الذي ولد في ظلّه. "رجل بشخصيّتَين"، يقول، "الأولى مجنونة ولا تعرف التعب والملل، والثانية عاطفية وقلبها طيّب". يحلّ رجل الأعمال نجيب ساويرس ضيفاً على "Podcast With Nayla" مع رئيسة مجموعة "النهار" الإعلامية نايلة تويني وفي جعبته الكثير من الخبرات المتراكمة.
منذ أن التقينا أدركتُ أنك ستبقى رفيقي إلى آخر العمر، وأدركتُ أيضاً أن إرادتكَ أقوى من الامكانات المحدودة، وهمّتكَ أعلى من البحث عن ثروة فردية كان من شأنها أن تجعلك من أساطين المال والأعمال في العالم العربي وفي العالم، لو انصرفتَ فقط إلى تثميرها. ولكنك كنت المواطن الذي غادر بلده بعد قرار حاسم بالعودة إليه، ولم تكن تجد المتعة في ما جنيته من نجاح، إلا إذا عاد لبنان إلى تألقه، فمددتَ جسورك إليه مذ وطِئْتَ أرض المملكة، ورحت تبثُّ العزيمة بما يتيسر لك من موارد، فكأنك كنت تعلن أن ذاك أول القَطْر، وأنك سترجع بالغيث الذي يحتاجه اللبنانيون ويستحقه وطنك ويقتضيه تحقيق نهوضه ووضعه في مصاف التقدّم والتميّز والتنمية والديموقراطية الحقّ.
لم أعرف الرئيس رفيق الحريري شخصياً. ولم أكن اؤيد بعض سياساته، علماً أن اعتراضي لم يكن ليبدل في الأمر شيئاً. لكنني اليوم، وإنْ متأخراً، بتُّ على اقتناع تام بأن الحريري الأب، كان حاجة ملحّة للنهوض بالبلد بعد الحرب المدمرة. ولم يكن سواه من رؤساء الحكومات، مع الاحترام لرؤساء أمثال سليم الحص وعمر كرامي ورشيد الصلح، وهم من خيرة الأوادم، قادراً على المغامرة بالإعمار، ولو عن طريق القروض، وأيضاً المغامرة بحلّ ملف المهجرين، ولو مكلفاً، لمصلحة بعض الميليشيات التي احتلت وسط بيروت، ولم ترضَ بإخلائه إلا بأثمان باهظة، والكل يعلم ذلك.
يوم الجمعة الماضي دعا وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي جميع موظفي الوزارة بكل مديرياتها ووحداتها ومناطقها التربوية، للعودة إلى العمل ابتداءً من صباح الإثنين في 13 الجاري أي يوم أمس. كما دعا الأساتذة والمعلمين في دوامي قبل الظهر وبعده، إلى الالتحاق بمدارسهم ابتداء من صباح غد الأربعاء لاستقبال التلامذة، باستثناء المدارس التي يتبين من الكشف الهندسي أنها تشكل خطراً على تلامذتها ومعلميها.
لا جلسة تشريعية الخميس، وتالياً لا "كابيتال كونترول" سيولد من رحم المناكفات والنكايات المتبادلة. المراوغة في إقرار هذا القانون العتيد لم تنتهِ فصولاً، ولن تنتهي ربما، في ظل المزايدات والشعبويات التي يمارسها أهل السلطة مع المودعين، وبيعهم أوهام استعادة ودائعهم من مصارف تعيش على بقايا أمجاد وسيولة مقنّنة، دفعت بها إلى حافة خطر الإفلاس والهاوية النقدية.