النهار

يزبك لـ"حوار النهار": "ما بدنا دم، بدنا نبني دولة" ونحن صمام أمان لعدم العودة إلى الحرب
المصدر: "النهار"
يزبك لـ"حوار النهار": "ما بدنا دم، بدنا نبني دولة" ونحن صمام أمان لعدم العودة إلى الحرب
النائب غياث يزبك.
A+   A-
في ذكرى 13 نيسان، أكد عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب غياث يزبك في حديث لبرنامج "حوار النهار" أن الحرب ليست هدفاً ولا سبيلاً للحلّ، وهي ليست قدر اللبنانيين.
 
وقال: "كلّ من وقف مع القضية اللبنانية المحقّة وقاوم، مهما كان اختصاصه؛ وكلّ من دافع عن لبنان، لم يكن هاويَ حرب، كنّا طلاب جامعات ومدارس وأُلزمنا على حمل السلاح".
أضاف: "استناداً إلى ما أمثل مهنياً وتنظيمياً وحزبياً، أؤكد أننا صمّام أمان لعدم العودة إلى الحرب، ولكن أخشى أن هناك من يحاول أن يستجرّ الحرب من خلال ارتباطات لا تمتّ إلى لبنان بصلة، وارتباطات تضع لبنان على ممرّ الفيلة الإقليمي. لذلك هناك خشية من أن نجد أنفسنا مرغمين على خوض الحرب من جديد".
 
أضاف: "كلّ ما نريده هو إبعاد هذه الكأس المرّة عن اللبنانيين وتحصين الجيل الجديد، وتجنيبه السقوط في هذه المهلكة. وهذا يكون بسلوك مسيرة بناء الدولة، ومن يُرِد سلوك طريق تثبيت السلم الأهلي يبحث مباشرة وبسرعة عن بناء أسس الدولة. وهذا يعني أن يكون لبنان سيّداً، بحدود محميّة من الجيش اللبناني فقط، بدولة تحميها المؤسسات الديمقراطية، بسلطة قضائية يقودها رجال قدّيسون، وبنواب يتمّمون واجباتهم التشريعية، وبسلطة تنفيذية صاحبة برنامج متناغم، تحكم لبنان وتنحو به نحو الإصلاح والتبديل والتغيير وإعلاء شأن الدولة، وكل من يبحر بعكس هذه الخريطة الواضحة المعالم يبحر بمسارات تأخذ لبنان نحو حروب وفتن جديدة".
 
وتابع يزبك: "بقناعتي، إن من يريدون أخذ لبنان نحو الحرب هم قلّة قليلة جداً، ومعظم اللبنانيين لا يريدونها، بل يريدون مشروع الدولة وبناء المؤسّسات ويريدون التآخي وإزالة الحدود النفسية والطائفية والمذهبية بين إخوانهم في لبنان. من يريدون السلم الأهلي ودولة المؤسّسات هم كثر".
 
أضاف: "طيّروا الانتخابات البلدية، عزّزوا الفراغ في رئاسة الجمهورية، ويحمّلون الجيش والقوى الأمنية أكثر من طاقاتهم، ويعملون على ضرب عمل المؤسسات وتسييب الحدود اللبنانية وربطنا بالإقليم؛ لذلك أحذر جميع اللبنانيين في ذكرى 13 نيسان من هذه الطغمة التي تقود لبنان إلى حروب جديدة، متوجّهاً لهم بالقول: "اتقوا الله في لبنان، اتقوا الله في لبنان، اتقوا الله في لبنان، "ما بدنا دم، بدنا نبني دولة، بدنا ازدهار"، نحن أبناء الحياة نعشق الحرية، ودور لبنان صلة وصل بين الحضارات وليس قطع وصل بين الحضارات".
 
ورداً على سؤال، استذكر يزبك أقوال الأجداد، "تنذكر وما تنعاد". وذكّر بأنه كان مقاتلاً في الحرب في صفوف المقاومة اللبنانية التي كانت تجسّدها "القوات اللبنانية" في تلك الفترة، "أحمل البندقية منتفضاً على الظلم. في بداية عام 1981 طلب منا الرئيس الشهيد بشير الجميل بدء العمل لإنشاء تنظيم إعلاميّ منظّم وعصريّ لنقل القضية اللبنانية إلى أصحاب القرار والرأي العام الدولي. وهكذا كان، بدأنا بتنظيم الإعلام العصري في القوات اللبنانية، وكنّا في الوقت نفسه طلاب إعلام ومقاتلين، وبدأنا كمقاومة لبنانية التواصل مع الصحافة اللبنانية والصحافة الأجنبية، وكانت بداية العلاقات الطويلة والمليئة بالعِبر والذكريات الجميلة والمرّة مع العديد من الزملاء الصحافيين والإعلاميين". وتابع: "يعنيني اليوم المصوّرين الصحافيين، لأنّهم جنود مجهولون، يحملون أرواحهم على أكفهم، وهم مهجوسون بمهنتهم وتوقهم إلى حمل صورة لبنان بأمانة إلى الخارج وإلى دوائر القرار".
 
ووجّه يزبك تحية إلى أرواح كلّ الشهداء، مؤكّداً أن تضحياتهم لم تذهب هدراً. هم موجودون معنا. واليوم هناك من هم مؤتمنون على رسالتهم ونحن منهم، فلن نضيّع شهادة شهدائنا، دماؤهم في أعناقنا، وأحلامهم وطموحاتهم ودموع أهاليهم. طالما هناك لبنانيون أوفياء ورجال يعملون على مشروع بناء الدولة، وأوفياء لرسالة المؤسّسين الذين أسّسوا لبنان فلن تضيع دماء شهدائنا سدى".
وتوجه إلى اللبنانيين قائلاً: "لا تيأسوا، مشروع بناء الدولة هو بناء بطيء، فيه الكثير من التعب، وفيه الكثير من الدماء، والكثير من الإحباط، لكنه مسار متصاعد وسيتحقق، وكلّ من يمشي بعكس هذا المسار يحقّق انتصارات في معارك جانبيّة بسيطة، لكن مشروعه مدمّر ويدمّر أصحابه وآيل إلى السقوط".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium