فيما يتذكر لبنان حربه الأهلية اليوم، مع دعوات من قبل من شاركوا فيها لعدم العودة إليها، تُرسم في المنطقة خارطة قوى سياسية جديدة، بدأت مع تقارب الأضداد، أي المملكة العربية السعودية وإيران، وقد لا تنتهي بإعادة السخونة إلى العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، أو بين المملكة وسوريا. وهو ما يطرح السؤال نفسه عن تأثر لبنان بهذه التطورات.
بداية، يتحدث النائب فراس حمدان لموقع "النهار" عن ذكرى 13 نيسان، فيعتبر أنه بعيدا عن فرضيات الحرب وكيفية حصولها، فهي حصدت أكثر من 150 ألف ضحية ومئات الآلاف من المفقودين والمعتقلين، والبلاد دُمرت بشكل كامل بناءً على فرضيات صاغها المُنتصر ومن اعتبر نفسه منتصراً".
حمدان أكد رفض لغة الحرب بشكل قاطع كما لغة التعصب الطائفي والخطاب الفئوي الذي يهدف إلى تحريك الغرائز الطائفية خدمة لمصالح شخصية وفئوية، فهذا لا يشبهنا، ولا يعنينا، نحن جيل جديد كرّس وجوده السياسي انطلاقاً من حركة 17 تشرين، التي أسقطت الحواجز وجمعت بين ثوار طرابلس والنبطية وصور وبيروت"...
ويرى "ان الخطابات السياسية التي استخدمت منذ 40 سنة أثبتت فشلها ودمارها لكل مقومات الدولة اللبنانية وأدت إلى إسقاط جميع حقوق الشعب اللبناني، ونحن بعيدين كل البعد عن هذه الخطابات. أي حديث اليوم عن حرب أهلية هو حديث للعقل القديم الموجود في السياسة اللبنانية، موجود لدى الأحزاب السياسية التي شاركت في الحرب الأهلية، فيما جيلنا اليوم يبحث عن دولة تصون الحريات والمواطنة والعدالة والمساواة والقانون والمؤسسات، هذا هو إيماننا الوحيد ونحن نعمل من خلال الادوات الديمقراطية والسلمية الذي كفلها الدستور والقانون".
وعن التطورات الإقليمية وتأثيرها على لبنان، يشير حمدان إلى "أن أي تطورات جديدة على الساحة الدولية والاقليمية لا تعنينا بل تعني مصالح الدول نفسها، وكل ما يعنينا مصالح الشعب اللبناني، وضرورة إخراج البلاد من الشغور الذي تعانيه على مستوى المؤسسات الدستورية، وهذا ليس له علاقة بالتبادل الدبلوماسي الإقليمي".