الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

رسالة إلى بسام داية بحبر غير ملموس

المصدر: "النهار"
رشيد درباس
رشيد درباس
Bookmark
بسام داية.
بسام داية.
A+ A-
يوم الأحد مشت مسيرة خلف المسيرة...تجمع المحامون بسوادهم والمحبون بحدادهم، والقادرون الفضلَ بأعدادِهم، وسعَوا جميعًا إلى حيث يودعون ويعاينون كيف تتكفَّنُ البسمةُ بالكتّانِ والتراب، حيث يرقد بسام داية، وسنرقد نحن أيضًا بعد أحيان أو حين.كلما قرأت عمري رأيت الغد ماضيًا مؤجَّلًا. لكنني لم أحسب أبدًا أن غد بسام داية سيسرع هكذا، إلى الهجوع في ماضيه الثريِّ الذي لم يُتَمَّم بعد بما يستحق، إلا إذا فهِمنا الغياب كمالًا مطلقًا، فيه استراح جسده من أدوائه، وتحررت نفسه من معاناة الدورة الدموية، ومن خفقان القلب وتصلب الشرايين وارتفاع السكري والضغط، ومن أثقال الحياة وصروفها، ومن القلق المستدام الذي ربما تمادى إلى ما بعد إغماضه في ذلك الصباح من الأضحى.بسام مسيرة وضيئة الوجوه أيَّةً سلك، مذ كان طالبًا في كلية الحقوق ومتعاقدًا مع وزارة الإعلام في الوقت عينه، ليخفف عن والده العصامي بعض أعبائه. ثمَّ صار محاميًا متدرجًا، فأمسك بالزمام منذ همزةِ جوادِه الأولى، من غير أن يشق له أحد غبارًا. ولقد نماني وإياه في التدرج موضعٌ واحد هو مكتب الأستاذ رشيد فهمي كرامي الذي أخذنا عنه الكثير من العلم والأدب. وحين استقلَّ بسامٌ عملًا لبث وَفِيًّا لمن تعلم معهم ومنهم، دقيقًا مثابرًا يقاس الاحتراف على مقاسه، وسمْحًا لا يترك للخلاف مكانًا، يتقي العاديات بالبشاشة والمرض بالصبر والخطر بالحنكة، حتى غدا منذ شبابه محط ثقة الشهيد رشيد كرامي في أعقد الظروف وأشدها، ينتدبه إلى...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم