أقام مجلس بلدية بيروت وشركة "سوليدير" وعائلة الشهيد باسل فليحان احتفالاً لإزاحة الستارة عن نصب الشهيد باسل فليحان التذكاري في محيط السان جورج في بيروت، في حضور ممثل رئيس الجمهورية ميشال عون وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري خوري، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين، وحشد من الفاعليات السياسية والنيابية.
وألقى ياسين كلمة قال فيها: "كيف نتذكر الراحل باسل فليحان ونحن واقفون على بُعدِ امتارٍ قليلة من مسرحِ الجريمة حيث امتدت يدُ الغدر لتغتال الرئيسَ رفيق الحريري ورفيقَه في الفكر والتخطيط والامل بالمستقبل، فسقطا شهيدين مع رفاقهم الابرار. سؤالٌ تحاورتُ حولَه مع السيدة يسمى. هل نتكلم عنهُ كزوجٍ وأبٍ مُحب، او كأستاذٍ جامعي صيتُه عابرٌ مع طلابِه وطالباتِه أو كباحثٍ اقتصادي تركَ نتاجَه الفكري حول التبادل التجاري في العالم العربي؟".
الصور للزميل حسام شبارو:
وأضاف: "فلنتذكره في بصماتِه التي لن تمحوها الأساليبُ الدنيئةُ في القتلِ السياسي، فلنتذكره في القضايا التي عمِلَ عليها كرجلِ دولةٍ وكمشرّعٍ والتي انكبَّ عليها بكل إخلاصٍ لوطنِه مستخدمًا عِلمَه الواسع وجَدارتَه ومناقبيتَه وحبَه للبنان الذي لم ينضب في سنواتِ حياته. لنتذكّره اولاً في عمله في اوائل التسعينيات وهو آتٍ في مقتبل العمر من صندوق النقد الدولي ومن أرقى الجامعات الاميركية الى وزارة المالية مستشارا للوزير في ذلك الوقت الرئيس فؤاد السنيورة، ومديرا لمشروع تطوير وتحديث وزارة المالية حيث ساهم بالاصلاحات التي انطلقت في أعوام ما بعد الحربِ الاهلية لاعادةِ الإعمار واعادة بناءِ المؤسسات واصلاحِها، وإن تَعرقَلَ بعضُها لاحقًا فإننا ندفعُ ثمنَه الآن".
وتابع ياسين قائلاً: "ثانياً، كوزير للاقتصاد والتجارة عاملًا بجهدٍ وحَماس لإصلاحِ وزارةٍ اساسية مُحدِّثاً الكثيرَ من اعمالها إن عبر حمايةِ المستهلك او تعزيزِ التنافسية أو من خلال السعيِ الجبّار لتطويرِ العلاقات مع المجتمعِ الدولي من خلال اتفاقيةِ الشراكةِ الاوروبيةِ المتوسطية والتي عَمِلَ على إبرامِها الراحل لايمانِه وفِكرِه الاستراتيجي بأهمية التعاونِ الاقتصادي. ثالثاً، في عملِه التشريعي كنائبٍ وكرئيسٍ للجنة الاقتصاد والتجارة والتخطيط في المجلس النيابي حيث قادَ جملةً من التشريعات المتعلقة بالإصلاحات الاقتصادية".
كما أكد أنّه "نقف بعد 17 عاماً على الغياب وقفةً ليس لتخليدِ الشخص بل لنَشرِ أفكارِه حول الحريةِ السياسية والاقتصادية وللتذكير بأعماله حول الاصلاحات والتحديثِ في مؤسسات الدولة وحبِه الكبير لوطنه. وهذا هو جوهرُ الذكرى. أن نؤمنَ بالبلد وبمنطقِ الدولة وان نعملَ لاصلاحِه وبناءِ مؤسساتِه القوية وازدهارِ اقتصاده. كم نحن بأمسّ الحاجةِ لذلك يا باسل. إنها وَقفةٌ ايضاً ضد العنف السياسي ومنطقِ الشر والغاءِ الآخر، ودعوةٌ لتغليبِ الحوارِ والتعدديةِ والمواطَنةِ الصالحة، وهي المبادئ التي رسّخها باسل بممارستِه وبنهجِه".
وختم بالقول: "السيدة يسمى، العزيزان رينا وريان، رحل باسل عن الدنيا لكن ستبقى اعمالُه وذكراهُ في قلوبِنا وفي عقولِنا الى الابد".
من جهتها، أكدت عقيلة الشهيد يسمى باسل فليحان أنّه "لا نستطيع إعادة باسل وغيره من الشهداء، لكن بإمكاننا تصويب ذهنيتنا باتجاه الإيجابية لنحقق ازدهار بلدنا، فمن يريد أن يلغي الآخر يكون هو الخائف. أما رد الفعل على ذلك اليوم فيكون بالعلم والانفتاح، وهذا نهج نوكل به أبناء الغد".