تحلّ الذكرى الـ18 للزلزال السياسي الكبير الذي ضرب البلاد في 14 شباط 2005، وغيّر وجه لبنان. وتتزامن ذكرى استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري هذا العام مع مرور عامٍ ونيّف على تعليق الرئيس سعد الحريري عمله وعمل تيار "المستقبل" السياسي، ولا تزال تبعات هذا الموقف تتوالى مع التشتّت السياسي الحاصل على صعيد الطائفة السنّية.
الحريري الذي غادر البلاد بعد اعتكافه عن ممارسة العمل السياسي، حضر إلى بيروت للمشاركة في إحياء الذكرى. وعند الساعة الواحدة من ظهر اليوم، وصل الحريري إلى الضريح، ترافقه النائبة السابقة بهية الحريري، وشقيق الشهيد شفيق الحريري، إلى جانب وفود سياسية وديبلوماسية وشعبية حضرت من عدد من المناطق. وقد شهدت العاصمة بيروت انتشاراً أمنياً كثيفاً للمناسبة.
وبعد قراءة الفاتحة، ألقى الحريري التحية على الحاضرين، وقال في تصريح مقتضب: "الله يرحم الشهيد والله يعين لبنان".
وكان سبق قراءة الفاتحة نزول الحريري بين الحشود حيث صافح مناصريه، ولفت شعار الذكرى الذكرى هذه السنة "لا ما خلصت الحكاية"، ومفادها أن مسيرة رفيق الحريري مستمرة. وقد أعطى مشهد الحشود والتفاعل مع الحريري رسالة حاسمة بالزعامة الراسخة، لاسيما مع ما أثبتته الأشهر الماضية من استعصاء ولادة بديل عن الحريري في الساحة السنية.
وبعد الانتهاء من ساحة الشهداء، توجّه الحريري إلى بيت الوسط، حيث التقى الحشود، وتوجّه إلى الموجودين، وقال لهم: "أنتم ضمانة لبنان، وأنا أفديكم. سبق أن قلت لكم أن هذا البيت سيبقى مفتوحاً، وإن شاء الله سيبقى مفتوحاً بوجودكم ومحبتكم. أنتم الناس الطيّبون الذين بكوا على رفيق الحريري، وهذا البيت سيكمل هذا المشوار معكم بإذن الله، أدامكم الله وجازاكم كل خير ورحم الله الشهيد رفيق الحريري".
وزار رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط يرافقه أعضاء الكتلة النواب: مروان حمادة، أكرم شهيب، وائل أبو فاعور، هادي أبو الحسن، فيصل الصايغ، راجي السعد، بلال عبدالله وأمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر ومستشار النائب جنبلاط حسام حرب، ضريح الرئيس الشهيد الحريري، حيث قرأ الوفد الفاتحة على روح الشهيد ورفاقه.
كما زار عدد من الوفود السياسية والنيابية والوجو الديبلوماسية الضريح، أبرزهم السفيرة الأميركية دوروثي شيا، التي وضعت إكليلاً من الورد.
وتوالت المواقف التي استذكرت الرئيس الشهيد، وكتب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عبر "تويتر": "الاغتيال الزلزال الذي قتل زعيماً كبيراً ومشروع لبنان الجديد".
كما غرّد رئيس "حزب الكتائب" النائب سامي الجميل عبر "تويتر" قائلاً: "في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري وشهداء ١٤ شباط الـ٢٢، نستذكر العدالة المعذّبة في وطن استباحه الإرهاب وقتل فيه كل من قال "لا" للاحتلال السوري من رفاق وأصدقاء. أساليب التهرب من العدالة الدّولية نشهدها في قضية انفجار مرفأ بيروت لكننا على العهد باقون. لا ننسى لا نستسلم ولا نساوم.
في ذكرى اغتيال الرئيس #رفيق_الحريري وشهداء #١٤_شباط الـ٢٢، نستذكر العدالة المعذّبة في وطن استباحه الإرهاب وقتل فيه كل من قال "لا" للاحتلال السوري من رفاق وأصدقاء".
كما توافد إلى الضريح عدد كبير من مؤيدّي "المستقبل".
الصور بعدسة الزميلين نبيل إسماعيل وحسام شبارو:
وانطلقت حشود كبيرة من منسقيّة تيار المستقبل في عكّار للمشاركة بإحياء الذّكرى.