ارتقت وزارة الأشغال إلى الطوابق العليا من برج الإدارة اللبنانية وما عاد لصحيفة مثل "النهار" ولدت قبل الوزارة والإدارة أن تصل لبابها العالي لتسأل "معالي" الوزير علي حمية عن خبر أبيض زفّه للبنانيين في خضم كمية الأخبار السوداء التي تهطل عليهم يومياً في هذا البلد المنكوب.
بادرنا في "النهار" إلى الاتصال بمعاليه للاستفسار والوقوف على تفاصيل الخبر الذي يتعلق بمشروع إعادة إعمار المرفأ وعودته إلى الحياة قريباً، فلم يجب. راسلناه عبر "الواتساب"، فتلقى الرسالة ولم يجب. صدّقنا أنه مشغول فأعدنا الكرّة ثانية وثالثة ولم يجب أيضاً. فأقنعنا أنفسنا أن لا وقت لديه للإجابة. راسلناه عبر المستشارة الإعلامية، وهي من اللطف ما أخجلنا، لكن المفاجأة كانت أن معاليه ببساطة "حردان"، "زعلان"، "آخد على خاطرو" من "النهار" كيف تجرأت فكشفت عن تهريب مرسوم تثبيته استثنائياً دوناً عن أترابه المستحقين وهم بالمئات في ملاك الجامعة اللبنانية. وبدا أن الوزير حميه يفعل عكس ما يضمر إذ إنه راسل رئيس الوزراء نجيب ميقاتي طالباً وقف تنفيذ المرسوم الخاص به، لأنه لم يكن يعلم به، وهو الذي يدرك أن تعطيل لمرسوم لا يتم براسلة ودّية لا تعبّر إلا عن مشهد تمثيلي ما لم يقرن بالفعل.
ربما في ثقافة معاليه، وظيفة الصحافة مسح الجوخ، وتدبيج المديح، والصمت عن المخالفات، والسكوت عن الاستثناءات، وعدم فضح حكومة وجدت لنفسها، في ظل موت الاقتصاد والأزمة المعيشية الحادة، حيزاً من الوقت لإصدار قرار بتثبيت الوزير الدكتور منفرداً، ربما لفرادته في العالم الأكاديمي والحكومي والسياسي.