النهار

خطط أمنية للفولكلور الإعلامي... طرابلس تسأل: لماذا؟
المصدر: "النهار"
خطط أمنية للفولكلور الإعلامي... طرابلس تسأل: لماذا؟
طرابلس.
A+   A-
طوني فرنجية
 
 
ليست طرابلس بحاجة إلى خطة أمنية فولكلورية – إعلامية لقمع مخالفات الميكانيك، والزجاج الداكن غير المرخّص، أو دفاتر السوق الصالحة أو المنتهية الصلاحية، وحواجز أمنية تؤدي إلى اختناق مروريّ في رابعة النهار، بل إلى قرار سياسيّ يُدرك حجم الأخطار التي يُمكن أن تنتج من استمرار الفلتان الأمنيّ في المدينة.
 
في الشمال، لا ضوابط ولا قانون، ولا هيبة لأيّ دولة، من طرابلس امتداداً إلى القلمون فالبدّاوي والمِنية. تعمل العناصر الأمنية نهاراً فيما تغيب ليلاً، ويخرق المشهد عناصر الجيش اللبناني الذي يتدخّل عند الضرورة والأحداث الكبيرة. وعلى الرغم من التحرّك الذي تنفّذه القوى الأمنية على الأرض، فإنّ المواطنين لم يلمسوا تغييراً أو تراجعاً في نسبة الجريمة أو الحوادث، أو الفلتان.
 
 "كلّ مين إيدو إلو ". السلاح منتشر بشكل ظاهر أحياناً، وكما يقول المثل "الضرب ببيت النار" أو "الضرب ع البوز"، والضغط على الزناد يتمّ من دون وازع من ضمير، أو رادع من دولة.
 
"فالتة والحمد لله" وفق ما يقول أحد أبناء المدينة: تشليح، تشبيح، تهديد، سرقات، فرض خوّات، إطلاق نار عشوائيّ بسبب أو من دون سبب، إلقاء قنابل، قطع طرق، ومَن لم يستطع إلى السلاح سبيلاً استخدم السلاح الأبيض للقيام بفعلته.
 
بعض الناشطين على مواقع التواصل يطلبون من متابعيهم "ضبط ساعاتهم حسب التوقيت المحليّ الليليّ لإطلاق النار"، والرصاص الطائش يحصد الأبرياء بين جرحى وقتلى، وإن خلت ليلة واحدة من الرصاص كانت المفرقعات "المتفجّرات" البديل الذي يُرعب الأهالي.
 
أغلب ضحايا الفلتان هم من الأبرياء الذين يُصادف مرورهم في الوقت الخاطىء في هذا الشارع أو ذاك، أمّا الأسباب فواهية جداً، كالأفضليّة على المرور، أو الخلاف على سرقة، أو "فورة خلق"؛ والظواهر هذه متمادية. ومنذ أيام، ارتفعت أصوات في المدينة تطالب بتطبيق "الشريعة": قطع يد السارق، وإعدام القاتل على ساحة التلّ، علّ ذلك يردع الخارجين على القانون ويحمي الأهالي.
 
أمس، وعقب الفلتان الأمني الذي تعيشه المدينة منذ فترة، قام الجيش اللبناني والمخابرات بتسيير دوريات راجلة وسيّارة في أرجاء المدينة، وتمّ توقيف عدد من المواطنين الذين يحملون سلاحاً غير مُرخص.

وعقب عمليات رصد ومتابعة لعدد من المطلوبين في المدينة، أوقفت دورية تابعة لمخابرات الجيش اللبناني المطلوب "خ.م." في حي الدراويش - التبانة، حيث ضبطت بحوزته بندقية حربية و٤ قنابل يدوية وبعض الذخائر، إضافة إلى كمية كبيرة من حبوب الكبتاغون، و٢ كلغ من مادة الحشيشة المخدّرة، فسُلِّم الموقوف مع المضبوطات، وبوشر التحقيق بإشراف القضاء المختصّ.

من جهة أخرى، شهدت المدينة ليلة أقل فوضى، باستثناء تسجيل خرق ليلاً، حين أقدم أحد الأشخاص على إطلاق النّار باتّجاه صالة الأمراء في منطقة أبي سمراء من دون معرفة الأسباب كما ألقيت مفرقعات أرعبت الأهالي.
 
أكثر من طرابلسي يسأل: "كيف انتشر السلاح بهذه الكميات في المدينة المسالمة، ومن موّل اقتناءه من قبل الأهالي؟ ومن يؤمّن لهم ثمن الرصاص الذي يُطلق يومياً، علماً بأن تكلفة الطلقة الواحدة تتخطّى أحياناً الدولار الواحد بحسب نوعيّتها".
 
أما السؤال الأهمّ، في ظلّ تردّي الأزمة الاقتصادية، هو من يدفع لتوتير الوضع في المدينة؟ ولأيّ أسباب؟ وهل من مخطّط تفجيري يُرسم لطرابلس؟ وما الذي يمنع الأطراف المولجة فرض الأمن عن التنفيذ الجدّي للخطة الأمنيّة، فتشمل كلّ المُقيمين فيها، من لبنانيين وغير لبنانيين، ويُجمع السلاح ويتمّ التشدّد في العقوبات على المتفلّتين ليعود بإمكان "الأوادم" العيش في المدينة، وتعود طرابلس إلى أهلها الأصيلين، الذين اشتهروا بحبّهم للسلام والأمان والاستقرار؟
الكلمات الدالة

الأكثر قراءة

سياسة 11/23/2024 7:37:00 AM
أعلن برنامج "مكافآت من أجل العدالة" عن مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار أميركي مقابل الإدلاء بمعلومات عن طلال حمية المعروف أيضاً باسم عصمت ميزاراني
سياسة 11/23/2024 9:48:00 AM
إسرائيل هاجمت فجر اليوم في بيروت مبنى كان يتواجد فيه رئيس قسم العمليات في "حزب الله"، محمد حيدر

اقرأ في النهار Premium