صباح الخير، إليكم آخر مستجدات الأربعاء 15 حزيران 2021
على وقع ارتفاع دراماتيكي إضافي في سعر الدولار دفع به الى سقف الـ 30 الف ليرة، وارتفاعات موازية اشد ايلاما في أسعار المحروقات دفعت بصفيحة البنزين الى سقف الـ700 الف ليرة ، شقت معالم حذرة لما وصف بـ"الانباء السارة" طريقها عبر نتائج الجولة التي قام بها الوسيط الأميركي في مفاوضات الترسيم البحري غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين. ولعل الانطباعات المريحة لهوكشتاين نفسه عن خلاصات جولته، بدت لافتة للاضاءة على ما وصفته مصادر واكبت محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين ولا سيما منهم رئيس الجمهورية ميشال عون بانه "تطور نوعي" من شأنه فتح باب الاحتمالات الجدية في اتجاه تحريك المفاوضات حول تسوية للترسيم البحري، إن توصل الاميركيون الى اقناع إسرائيل بالتعامل بمرونة مع الاقتراح "الموحد "الذي قدمه امس الجانب اللبناني.
بعد انتخاب الرئيس سليمان فرنجية العام 1970 أصبح الموظفون الزغرتاويون في كل الدوائر، يشددون على إظهار لهجته المفعمة بالأثر السرياني وضمّ المفردات، مهما كان مكانها في الإعراب. لم يمضِ وقت قليل حتى منح اتفاق القاهرة منظمة التحرير الكثير من السلطة والسيادة، فكان ان طغت اللهجة الفلسطينية ورنّتها القومية من الفصحى، وقلّدها كثيرون مبالغين في اعتماد الجزء الغزّاوي منها. وبعدها جاء الاخوة السوريون، وجلس قائدهم في قلعة الاستطلاع، وصارت اللهجة السورية لغة البلاد. وعندما خرجوا سارع اللبنانيون الى استعادة البناء اللغوي الخالي من المدّات والإطالة وطول الانتظار على الحواجز في شمس النهار وقمر الليالي. غادرت اللهجة السورية، ريفية أو شامية، وكانت اللهجة الجنوبية والبعلبكية في الانتظار. اللهجة ليست هوية صاحبها فقط، بل هوية السلطة والتفوق وصورة البلد.
في مقالات اليوم
كتّاب "النهار"
سأل المسؤول الأميركي السابق المهم نفسه الذي شغل مواقع ديبلوماسية مهمة عدّة وله خلفية عسكرية متينة: "هل ستوجّه إسرائيل ضربة عسكرية مباشرة الى إيران؟" ثم أجاب: "هناك احتمال أن يحصل ذلك، إذ قد تعطي إيران توجيهات وتعليمات لـ"حزب الله" لضرب إسرائيل من لبنان فينفّذها. وعندها تردّ إسرائيل بضرب لا لبنان فقط بل إيران أيضاً على الأرجح". علّقت: أنا أستبعد ذلك تماماً. فإيران لا تزال متمسّكة بالاتفاق النووي لعام 2015 أو بالأحرى بإحيائه. وهي تنتظر انتهاء مفاوضات فيينا المعلّقة حالياً الى نتيجة إيجابية بعد استئناف عملها. طبعاً أخّرت حرب روسيا على أوكرانيا وانشغال أميركا وأوروبا وحلف شمال الأطلسي بها الاتفاق الجديد "الجاهز" تقريباً.
فتحت معركة رئاسة الجمهورية قبل الحكومة التي يجب أن تؤلَّف بعد الانتخابات النيابية. يسأل البعض هل ثمة استعداد لدى أي دولة مهتمة بمنع المزيد من الانهيار لدفع ثمة حكومة يفترض أن تنتهي بعد بضعة أشهر إذا أُلّفت انطلاقاً من أن أي دولة كالولايات المتحدة أو فرنسا أو حتى أي دولة خليجية تطالب بتأليف حكومة، فإن إيران ستكون جاهزة للرد بضرورة بدء التفاوض حول الحكومة. في استعادة رئيس التيار العوني جبران باسيل أدبياته في رمي الاتهامات في خانة رؤساء الحكومة كما فعل مع الرئيس نجيب ميقاتي مستعيداً فصولاً مماثلة مع الرئيس سعد الحريري برفع سقف شروطه، ليس من استعداد لدى ميقاتي وفق ما يرجح كثر لإعادة تكليفه لا سيما لرغبة الثنائي الشيعي في غطاء سني وازن وفتح مشكلة مع الطائفة السنية، ولا لدى أفرقاء كثر لإعطاء العهد الذي بدأ العد العكسي لوجوده.
التهديد الاسرائيلي بتدمير لبنان كله شغل اللبنانيين هذا الأسبوع فباتوا يسألون: ماذا سيحصل اذا شنّت إسرائيل فعلا حربا جديدة على لبنان ؟بعد هذا التهديد الذي ارعب الكثيرين لان إسرائيل هددت بتدمير غير مسبوق للبنان اصبح اللبناني يسأل ماذا يمكن ان يحصل لاننا ما عدنا نتحمل؟ بين اثارة ملف الخط 29 وترسيم الحدود البحرية وفق ما كان متفق عليه خلال المفاوضات السابقة وزيارة المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين بدعوة معجلة، اصبح لبنان الغارق بانهيار اقتصادي اسوأ من انهيار فنزويلا، يتخبط في همّ حماية حدوده وثرواته وامنه وسلامه. وبات اللبنانيون يراقبون بحذر طلعات الطيران الاسرائيلي والتهديدات.
بمرور الشهر الأول اليوم على إجراء الانتخابات النيابية فيما تسجل مسارات الأزمات الداخلية على كل المستويات مزيداً من التفاقم الخطر، ترانا نتساءل متى "يُفتتح" العرض الأخير الذي ستتحفنا به سلطة هذا العهد الذي لا شيء يبشّر به إلا أفوله بعد أربعة أشهر ونصف الشهر لكي نعرف معالم ما يخطّط له وما سيواجهه به الآخرون؟ لا يقف الأمر في ظاهرة التمادي المتعمّد الذي فُطر عليه العهد العوني في تعطيل الاستحقاقات الدستورية وتسخيرها لمنطق فاشل نعتوه بالعهد القويّ، وهو أسوأ صنوف القوة إطلاقاً، عند تأخير الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة المكلف.
كثيرة هي التداعيات السلبية للانهيار في البلد. أصيب القطاع التعليمي بضربات بالغة، فلا أحد يعرف كيف ستكون السنة الدراسية المقبلة وهل تستطيع الإقلاع في ظل الأخطار الكبرى والتحديات التي تواجه التعليم والمدرسة ومكوناتها. بعض هذه الأسئلة تشغل اللبنانيين الذين يريدون تعليماً نوعياً لأولادهم، كما تشغل القيمين على التربية ووزارة الوصاية، فإذا لم تتأمن الحاجات المطلوبة والمناخات الطبيعية لانطلاق التعليم سنكون أمام خطر يهدد الدراسة كلها، وليس فقط رواتب المعلمين وبدلات ساعاتهم وكلفة النقل والوصول الى المدرسة. إذا استمرت الأزمة لن يكون ممكناً إقناع المعلمين بالتوجه الى مدارسهم تماماً كما لا يمكن اقناع الموظف بممارسة عمله في إدارته، حتى المدارس لا تستطيع العمل من دون تأمين حاجاتها والحصول على أموال صناديقها.
لا تتيح الأزمات المتفجرة الواحدة تلو الأخرى كنتيجة طبيعية للانهيار الاقتصادي والمالي في البلاد، وآخرها عودة الدولار الى قفزاته غير المبرّرة، آخذاً بجريرته أسعار السلع والمحروقات، ترف الوقت أمام المسؤولين للتعاطي بخفة واستهتار مع استحقاق تشكيل حكومة جديدة. إلا أن هذا ما هو حاصل مع استمرار تأخير إطلاق مسار التأليف بفعل تريّث رئيس الجمهورية في توجيه الدعوة للاستشارات النيابية الملزمة، وقد مضى على موعد الانتخابات النيابية شهر، ولم يعد من مبرّر لاستمرار هذا التأخير تحت وطأة اشتداد الخناق الاقتصادي والمعيشي والمالي.
لم يكن قد مرَّ إلا أقل من 48 ساعة على ظهور نتائج الانتخابات النيابية، وتحديدا في الدائرة الثالثة من الشمال، والتي كشفت "نكسة" لا يستهان بها لتيار "المردة" بسقوط اثنين من مرشحيه المباشرين ونجاح يتيم لطوني فرنجية، حتى خرج رئيس التيار سليمان فرنجية على احدى الشاشات المحلية ليطلق خطابا خلا من أيّ مظاهر الانكسار والتراجع والشعور بآثار تلك "النكسة"، بل انطوى هذا الخطاب على عناصر ذات طبيعة "هجومية" متفائلة، اذ اكد في تلك الاطلالة انه ما انفكّ يجد في نفسه مرشحا جادّا وجدّيا لمنصب الرئاسة الاولى، متجاوزا كل الآثار السلبية التي أفرزتها تلك النتائج.وفي الخطاب التالي الذي القاه قبل ايام في ذكرى "مجزرة اهدن"، بدا فرنجية مستأنفا الهجوم المضاد الذي كان بدأه غداة الانتخابات، اذ جدد انتسابه الصريح الى محور سوريا - "حزب الله" بعدما سمّاهما بالاسم، معتبرا في رد على الخصوم ان "حزب الله" ليس في حاجة الى غطاء من احد ولا ينتظر مثل ذلك الغطاء، ومصرحا بانه قادر على استيعاب التداعيات السلبية التي ظهرت عنده بعد فرز نتائج انتخابات 15 أيار.
في قسم السياسة
يغيب حضور لبنان عن الدول المتغنّية باحترام مبادئ الحريات العامة وحقوق الإنسان. وتبدو حلّته شاحبة وباهتة بعدما أطفأ واقع الممارسات سبل التقاط البلد أوكسيجين الديموقراطية، مع استفحال مظاهر الانتهاكات والتهديد وتركيب الملفّات التي تطاول الصحافيين والقوى السياسية المعارِضة لمحور "الممانعة". ولم يتأهّل لبنان العام المنصرم إلى باكورة الدول المكلّلة بثوب الديموقراطية. وقد أظهر تقرير "إيكونوميست إنتليجنس يونيت" الخاص بـ"مؤشّر الديموقراطيّة" في العالم، تراجع لبنان إلى مصاف "الأنظمة الاستبداديّة" مع تدهور نتيجته على نحو كبير إلى 3.84 عام 2021 محتلّاً المرتبة 111 عالميّاً. ويترافق تدهور واقع الحريات مع تقهقر معيشي ومحاولة استنساخ تجارب أنظمة اقتصادية تابعة لدول شمولية وتوتاليتارية، بما يشمل محاصرة مؤسّسات الدولة اللبنانية وهويّة البلاد حتى الاستنزاف والتهديم. ولم تعد الإشكالية المطروحة متعلّقة بالهواجس لناحية تردّي واقع الحريات في لبنان، بل بات لسان حال مؤسسات حقوقية: متى يمكن أن يعود لبنان دولة ديموقراطية فعليّة؟
استأثرت زيارة عضوي "اللقاء الديموقراطي" النائبين أكرم شهيّب ووائل أبو فاعور إلى معراب باهتمام لافت في هذا التوقيت والمضمون أمام الإستحقاقات المقبلة، وخصوصاً بعد الإنتخابات النيابية وما أفرزته من نتائج، وحيث التحالف "القواتي ـ الإشتراكي" كان متماسكاً في الدوائر التي جمعت لوائحهما المشتركة، إضافة إلى اقتراع "القوات" للنائب غسان سكاف في انتخابات نيابة رئاسة المجلس. وعليه، فإن هذه الزيارة جاءت بعد دعوة رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط، لجمع صفوف القوى السيادية والتغييرية لمواجهة التحديات المقبلة، ولا سيما الإستحقاقين الحكومي والرئاسي.
في قسم الاقتصاد
كان مفاجئا قرار مجلس شورى الدولة إبطال مزايدة السوق الحرة في مطار بيروت بعد نحو 5 سنوات على اجرائها، والمفاجىء أكثر انه حمَّل ادارة المناقصات مسؤولية إجراء مزايدة تفتقر الى الشفافية وضمان المنافسة. فما هي القصة الكاملة لهذه المزايدة، وما هي المراحل التي مرت بها، وما خلفيات إبطالها؟في 27 نيسان 2017، أُجريت في إدارة المناقصات مزايدة لادارة واستثمار مساحات مخصصة للبيع بالمفرّق في مطار بيروت، بالاستناد الى دفتر شروط خاص وضعته وزارة الأشغال العامة والنقل- المديرية العامة للطيران المدني، دققته ووضعت ملاحظاتها عليه إدارة المناقصات في التفتيش المركزي.
في قسم الصحة
في ظلّ الضغوط الكثيرة في حياتنا، نبحث في أغلب الأحيان عن مصادر الإيجابية أينما وجدناها، ونحاول تجنّب الأشخاص السلبيّين البعيدين كلّ البعد من الإيجابية، وقد يبدو تجنّبهم هو الحلّ الأنسب للحدّ من أثرهم الذي يتركونه في دواخلنا.
فمَن هُم هؤلاء الأشخاص الذين يُمكن أن نصنّفهم فعلاً بالسلبيّين؟ وهل هناك وسائل أخرى للتعامل معهم من دون الاضطرار إلى تجنّبهم، خصوصاً إذا كانوا من المقرّبين، كما قد يحصل أحياناً؟
في قسم السيما
"شمس المعارف" للمخرج السعودي فارس قدس، من الأفلام السعودية التي اكتشفناها في الدورة الأخيرة من مهرجان مالمو السينمائي (4 - 9 أيار). ضمّ المهرجان السويدي المتخصّص بالسينما العربية هذا الفيلم إلى برنامجه، بالرغم من أنّه كان يُعرض على "نتفليكس" بالتزامن مع عرضه في مالمو، ولم يبالِ بحقيقة أنّ عروضه كانت انطلقت في الصالات السعودية في صيف عام 2020 فالتحية التي أُلقيت في بلاد إنغمار برغمان على السينما السعودية الناشئة، أتاحت هذا العرض، كما أتاحت لنا فرصة لقاء المخرج الشاب الذي حدّثنا عن أهمية هذا الفيلم بالنسبة إلى أبناء جيله من "السينيفيليين" الذين عانوا من غياب صالات السينما في وطنهم.