على خلفية كتابة شعار "بشير حي فينا" على احد الملصقات الانتخابية، تم اقتياد الناشط طوني خوري إلى "المعتقل" كما يسميّه تحت عنوان إثارة النعرات السياسية. نقلوه إلى وزارة الدفاع، ومن ثم إلى سجن فخر الدين قرب الأونيسكو. مدة توقيفه استمرت نحو 40 يوماً، ليخرج بعدها إلى الحرية، حاملاً هموم من التقاهم داخل السجن.
يشرح خوري لـ"النهار" ظروف توقيفه السيئة. فالسجن ليس سجنا كما يقول، هو "زريبة" او "معتقل" بالحد الأقصى. مقومات السجن القانونية والصحية والبيئية غير متوفرة. السجن يتسع لنحو 40 شخصاً يضم أكثر من 200 سجين. والغرفة التي كنا فيها يبلغ طولها نحو 6 امتار بعرض 3 امتار، تحتوي على 21 سجيناً". ويضيف: "الحكي مش متل الشوفة، شي ما بيتصدق شو في بالداخل، ناس مظلومة ومتروكة لقدرها".
ويكشف خوري معاناة العديد من السجناء الذين لا يتم عرضهم امام قاضي التحقيق وخصوصا المتهمين بالعمالة، فتمر سنوات على وجودهم في السجن من دون البت بملفهم أو حتى التحقيق معهم. ويرى أنه كما ان هناك قضاة غير نزيهين، فهناك آخرون نزيهون.
ويؤكد انه سيحمل معاناة هؤلاء الأشخاص وكل من هو مظلوم داخل السجون، معرباً عن أسفه لان بعض السجون اللبنانية تحولت إلى أداة لإذلال الناس وتحطيم معنويات الأشخاص.
قانونياً، يشير إلى أنه خرج بإخلاء سبيل وبالتالي سيتم تعيين جلسة له مستقبلا في المحكمة العسكرية. ويؤكد ان الملف مركّب، والدليل انه يواجه اليوم 4 قضايا لا علاقة له بها، هي التعامل مع العدو، التحريض على قتل قائد الجيش، تنظيم مجموعات لإثارة النعرات الطائفية، وملف الطيونة.
خوري توجه بالشكر إلى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، وإلى الدائرة القانونية في القوات اللبنانية وإلى الدكتور سمير جعجع شخصياً، وإلى كل نواب ووزراء القوات حاليين وسابقين على الجهود الكبيرة التي قاموا بها لاطلاق سراحه، مشدداً على أن القوات بالأساس لا تتدخل في هكذا قضايا بالواسطة بل بالطرق القانونية ولولا جهدهم لكنت لا زلت في السجن.