"شي بقرّف"، و"صارت مسخرة"، عبارتان ميّزتا الجلسة العاشرة العقيمة الاخيرة لانتخاب رئيس للجمهورية، واحدة اطلقها رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل غاضباً لدى مغادرته الجلسة قبل انتهائها، واخرى كتبها احد النواب على إحدى أوراق الاقتراع، لتُقرأ على الملأ أمام النواب وتنال رضاهم ورضى رئيس المجلس نبيه بري الذي هز رأسه موافقاً على العبارتين.
أما المختلف الثاني في هذه الجلسة فكان انتقال نواب "التيار الوطني الحر" من صف الورقة البيضاء الفارغة، الى صف الشعارات الفارغة ايضاً، بحيث اضافوا شعاراً جديداً الى الشعارات الفارغة السابقة التي يصوّت بها عدد من النواب في الجلسات عادة كـ"لبنان الجديد"، و"التوافق"، وغيرهما، فحلّ "الميثاق" ضيفاً جديداً، تولّى النائب سيزار ابي خليل تلقينه للنواب قبيل التصويت.
تمايز "التيار الوطني الحر" عن "نواب المحور" في الشكل ليتلاقى معهم في المضمون، واعاد رسالته الاعتراضية التي اطلقها في الدورة الماضية بهزلية لا تختلف عن السابقة، فلا هي أثّرت بالحلفاء، ولا توقف عندها الخصوم.
في هذه الجلسة فاز النائب ميشال معوض للمرة الاولى على الورقة البيضاء بصوت واحد، إذ حصل على 38 صوتاً في مقابل 37 ورقة بيضاء، ونال "الميثاق" 8 أصوات، اضافة إلى صوت واحد لعبارة "الميثاق الوطني"، وصوت لـ"الأولويات الرئاسية"، فيما التزم نائب رئيس المجلس الياس بوصعب التصويت لزياد بارود، الذي حصل على صوتين أيضاً. ونال ميلاد أبو ملهب، الذي حضر بزيّ بابا نويل الى القاعة، صوتا واحداً. وحاز "التوافق" على صوتين أيضاً، وصلاح حنين كذلك، فيما حصل عصام خليفة على ثمانية أصوات، في مقابل صوت لشفيق مرعي، وصوت لمارتن لوثر كينغ، وستة أصوات لـ"لبنان الجديد".
ومع انتهاء عملية التصويت وبدء عدّ الأصوات، دعا النائب نديم الجميل إلى الإعلان السريع عن النتائج من دون اللجوء إلى العد، لعدم إضاعة الوقت. وسريعاً فُقد النصاب إذ إن النواب التابعين لـ"التيار الوطني الحر"ّ، و"حزب الله"، وحركة "أمل" همّوا بمغادرة القاعة العامة بعد الإدلاء بأصواتهم. وعندما تم إجراء تعداد للنواب الموجودين داخل القاعة العامة تبين أنهم 71 نائباً، ما يعني أن النصاب قد فُقد، وبالتالي رُفعت الجلسة وخُتم المحضر، فيما لم يحدد رئيس المجلس نبيه برّي أي موعد لجلسة جديدة، وهو كان قد أعلن أن هذه الجلسة ستكون الأخيرة للعام 2022، وقال لدى خروجه عند سؤاله عن الموعد الجديد: "تتبلغونه لاحقاً".
وبعد الجلسة أكد رئيس "حركة الاستقلال" النائب ميشال معوّض "أننا ذاهبون إلى إنهاء هذه السّنة من دون انتخاب رئيس للجمهورية، وللأسف اللبنانيّون هم من سيدفعون الثمن". وقال: "حاولت من أوّل لحظة أن يكون ترشيحي تحت عنوان لبننة الاستحقاق وكان واضحاً أنني لا أنتظر أحداً". ورأى أن "على المعارضة أن توحّد خياراتها، وأنا سأقوم باستكمال مروحة
المناقشات". وأضاف: "كي نتقدّم لا بدّ من خرق للنقاش بين القوى السياسية، ولإحداث خرق علينا أن نوقف التكاذب وأن يتخطّى النقاش شكل الرئيس إلى ما نريده من الرئيس". وشدد معوض على أن "لبنان قادر على الخروج من أزمته واستعادة دوره في المنطقة وأنا مقتنع أننا قادرون على التغيير".
بدوره أشار النائب علي حسن خليل إلى ضرورة الحوارات لكلّ الكتل والنواب للاتفاق حول كيفية التفاهم. وتابع: "لا نُريد الدّخول في سجالات مع أحد، وهناك مبالغة كبيرة في الحديث الإعلامي وفي بعض الدوائر السياسيّة عن مشاريع وخططٍ خارجيّة، وهذا الأمر غير مبنيّ على معطيات حقيقيّة".
أما عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب هادي أبو الحسن فاعتبر "أننا أجهضنا فرصة لنتّفق داخليًّا حول موضوع الإستحقاق الرئاسي". وقال: "ما يحصل اليوم مضيعة للوقت ويجب إعطاء فرصة بعد رأس السنة للحوار الداخلي".