لا تزال تداعيات الحادثة التي حصلت في منطقة العاقبية والتي أدت، بحسب بيان "اليونيفيل"، إلى "مقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين، خارج منطقة عمليات اليونيفيل في جنوب لبنان"، تتواصل مع الغموض الذي يلف الموضوع، ومع بيانات الإدانة المحلية والدولية التي صدرت في هذا الإطار.
وذكر بيان "اليونيفيل" أنّ "التفاصيل حول الحادث متفرقة ومتضاربة، ونحن ننسّق مع القوات المسلحة اللبنانية، وفتحنا تحقيقاً لتحديد ما حدث بالضبط".
وفي وقت لاحق، أعلن وزير الخارجية والدفاع في الحكومة الإيرلندية سايمون كوفني أن "الضحايا هم من الكتيبة الإيرلندية". وذكر الجيش الإيرلندي أن "أحد الجنود خضع لجراحة وهو في حالة حرجة".
سبب الإشكال
دخلت سيارة تابعة للقوة الإيرلندية في طريق غير معهود العبور به (طريق الصرفند البحرية) من دون مرافقة الجيش اللبناني، فيما سلكت السيارة الثانية الأوتوستراد الدولي المعهود المرور به ولم يحصل معها أي إشكال.
وأشار عددٌ من الأهالي تحدثت إليهم "النهار" إلى "اعتراض عدد من السكان آلية تابعة لليونيفيل لدى وصولها إلى منطقة العاقبية. حيث بادرت دورية اليونيفيل بعد الإشكال مع الأهالي إلى العمل على فتح الطريق بالقوة، واندفعت بسرعة ممّا أدّى إلى ضرب سيارتين متوقّفتين في المكان، ودهس شخصين اثنين".
على إثر ذلك، حصل إطلاق نار من سلاح فردي من قبل أحد المواطنين على آلية "اليونيفيل"، وعلى بُعد 300 متر من المكان انقلبت، وقد توفي الجندي الإيرلندي مباشرة بسبب حادث السير.
وأكّدت مصادر الأهالي أنّ "سكان المنطقة عملوا على إسعاف العناصر ونقلهم إلى المستشفى".
مصدر قضائي
إلى ذلك، أفاد مصدر قضائي وكالة "فرانس برس" بأنّ الآلية "أصيبت بسبع طلقات من رشاش حربي"، مشيراً إلى أنّ الرصاصات التي أصابت الجندي خلف المقود "اخترقت مقعده من الخلف، واستقرّت إحداها في رأسه"، ما أدّى إلى "وفاته على الفور".
وارتطمت العربة إثر ذلك "بعمود حديدي ثم انقلبت، ما أدّى إلى إصابة العناصر الثلاثة الآخرين"، وفق المصدر الذي أشار إلى أن القضاء العسكري وضع يده على التحقيق وأن الأجهزة الأمنية "تطارد" أشخاصاً يُشتبه بتورطهم في الحادثة.
"حزب الله" وحركة "أمل"
في السياق، طالب مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في "حزب الله" وفيق صفا بعدم إقحام الحزب في حادث مقتل عنصر "اليونيفيل".
ودعا صفا في تصريح لوكالة "رويترز" إلى "ترك المجال للأجهزة الأمنية للتحقيق في الحادث غير المقصود الذي وقع بين الأهالي وأفراد من اليونيفيل". وتقدّم بالتعزية لليونيفيل بمقتل العسكري الإيرلندي وتمنى الشفاء للجرحى.
وفي السياق ذاته، وبتكليف من رئيس مجلس النواب رئيس حركه "أمل" نبيه بري، قام وفد قيادي من الحركة ضم النائبَين عناية عزالدين وعلي خريس وعضو المكتب السياسي في الحركة النائب السابق علي بزي، بزيارة مقر قيادة قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان في الناقورة، حيث التقى الوفد قائد قوات اليونيفل اللواء أرولدو لاثارو.
وتحدث بزي بإسم الوفد ناقلاً لقائد "اليونيفل" تعازي بري وقيادة الحركة بوفاة الجندي.
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
