"رفيق الحريري ولبنان الغد"، عنوان ندوة نظمها النادي الثقافي العربي في فندق موفمبيك، لمناسبة الذكرى الثامنة عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، وتحدث فيها الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى والنائب مروان حمادة والوزير السابق إبرهيم شمس الدين والسفير السابق سيمون كرم.
استهلت رئيسة النادي سلوى السنيورة بعاصيري الندوة، باستعادة كلمات ومواقف للرئيس الشهيد رفيق الحريري.
كرم
ولفت كرم الى ان "قيمة رفيق الحريري وحضوره أنه كان يرمز الى ذلك المشترك الذي دفعته الحرب من صدارة التجربة اللبنانية الى هامشها. العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، الدولة وضرورة استرجاعها وبناء مؤسساتها على أسس الحرية والديموقراطية".
وشدد على "ضرورة استخلاص العبر، وأوجهها أن الإقتصاد في خدمة مشروع سياسي، مهما كانت مشروعيته، وهي في هذه الحالة إعادة بناء دولة دمرتها حرب أهلية، مسألة فيها نظر. فمن يضبط نهم السياسة والسياسيين؟".
شمس الدين
وتناول شمس الدين الصداقة التي جمعته بالرئيس الشهيد، وسأل: "أين نحن الآن في "لبنان الغد" بعد الجريمة؟"، مشيراً الى "أن اتّفاقُ الطّائفِ كان عقداً اجتماعيّاً مقبولاً ودستوراً مرجعيّاً لكلِّ اللبنانيّين، مع شذوذٍ قليلٍ مُعلنٍ أو مكتوم. لكن اليوم صار الاعتراضُ جهيراً والتشكيكُ في العيشِ المشتركِ واقعاً".
كذلك أشار الى أن الدولةُ "صارت متلاشية، كما صارت دُويلةً بين دويلات"، و"أن
لبنانُ صارَ الآن معزولاً عن العالم، مستفزّاً لأشقّائِه العرب ومحاصِراً نفسَهُ بنفسِهِ".
حمادة
وقال حمادة: "في طائرة الشيخ رفيق الحريري، وفي مراجعتنا لمسودة البيان الوزاري، سحب صفحة ومزقها ورماها في سلة المهملات قرب مقعده. فثرت قائلاً: "لماذا با دولة الرئيس؟". قال: "بدك تقتلنا يا مروان؟ شو بدك بذكر إتفاق الطائف وتطبيق بنوده".
وأضاف: "في هذه اللحظة، أدركت أن الطوق يشتد على الشخص، على المشروع وعلى مستقبل لبنان. ادركت ان الحكاية لن تدوم وان النهاية اقتربت".
موسى
وقال موسى: "كم كان رفيق الحريري عميق النظرة في تحليله للواقع، ثاقب النظر في استشرافه للمستقبل.
تحدثنا في القضية الفلسطينية ومآلها، وكان رأيه الثابت هو انه مهما كانت خطورة التهديدات الموجهة اليها من اعدائها فان التهديد الأخطر ينبع من داخلها ومن داخل صفوفها(...)
تحدثنا في الموقف في المنطقة على اتساعها، وكان موقفه واضحاً ان هناك مكانا يسع كل دولها ومجتمعاتها، وان التعاون من أجل التقدم والبناء ممكن ولكن تحقيقه يتطلب أرضية ثابتة من العدالة والتوازن واحترام المصالح المشتركة. أليس هذا هو ما نعمل اليوم لتحقيقه؟".
وأضاف: "رفيق الحريري كان يحلم للبنان، كما كان يحلم بلبنان. لبنان القرن الحادي والعشرين الذي يتخلص بسرعة من القيود التي صفّده بها اعداؤه وخوارجه. لم يكن يدور في خلده انه سوف يُغدر به، وان لبنان ذاته سوف يُغدر به، وان أحلامه سوف تتحول الي كوابيس يعاني منها اللبنانيون جميعا".