أشار نائب رئيس مجلس الوزراء السابق غسان حاصباني الى اتصالات بين قوى "سيادية" ومن اتجاه تغييري في المجلس النيابي من أجل محاولة بلورة اتفاق على اسم رئيس حكومة قبل أيام من موعد الاستشارات التي دعا اليها رئيس الجمهورية.
لا يمكن الحديث عن حسم في هذا الاطار، ذلك أن من يعرفون بالنواب التغييريين أنفسهم لم ينجزوا اتفاقهم بين بعضهم البعض حتى الآن في هذا الشأن.
وقال حاصباني في حوار مع الزميلة ديانا سكيني في برنامج "فكرة حرة" أن حزب "القوات اللبنانية" يضع مواصفات لرئيس الحكومة، أبرزها أن يكون سيادياً مع حصرية السلاح في يد الدولة، وملتزماً العمل من أجل منع تعطيل مجلس الوزراء، وتشكيل حكومة من القادرين على القيام بالمهمات.
وأكد حاصباني أن تسمية رئيس الحكومة ليست مناورة او بهدف تسجيل مواقف بل من أجل التوصل الى تشكيل حكومة على مستوى المرحلة، مضيفاً "على رئيس الحكومة العتيد ان يكون رجلا سياديا وأن يلتزم وضع نظام داخلي لمجلس الوزراء يمنع تعطيله لأسباب سياسة وأن يشكّل حكومة من وزراء قادرين على تحقيق المسار الانقاذي وعلى الاتفاق مع صندوق النقد على خطة التعافي. كل هذه المواصفات اصبحت اولوية لدينا لاختيار رئيس حكومة ونحن منفتحون على التشاور مع الكتل الاخرى ولن نسير بخطوة احادية بل نسعى الى اوسع قبول ممكن لتحقيق ذلك".
ورداً على سؤال، قال: "قبل توصيف العلاقة بين "القوات" والنواب التغييريين، يجب التوقف عند الاستشارات النيابية الملزمة لاختيار رئيس حكومة إذ شاهدنا مواعيد لهؤلاء النواب كل منهم على حدى. اي ان هؤلاء لم يتوصلوا الى مستوى من التماسك والاتفاق على تشكيل كتلة تلتزم بقرارات موحدة. لذا يجب منحهم الوقت كي يتبلور واقعهم، لكن الوقت ليس لمصلحة أحد. كما يجب البحث بسبل التغيير الحقيقي والتعاون من دون الانتقاص من اي نائب او مجموعة وعدم التلهي بالدخول بحقل تجارب سياسي وبالمزايدات التي كنا نشهدها في زمن الانتخابات".
وأكد حاصباني على ضرورة أن تعمل أكثرية النواب والتي انتخبها الشعب من اتجاه التغيير على التوحد في الملفات الأساسية، لا أن تتحوّل الأكثرية الى مجموعة أقليات.
وتحدث عن حوار جار مع كتل أخرى كـحزب "الكتائب" ونواب مستقلين من أجل التوافق على اسم، لا أن يصار الى التشتت.
واعتبر أن الأفضل حالياً يكمن في الاتجاه الى حكومة من ذوي الاختصاص، ومن الشخصيات القادرة والتي تملك خبرات.
(حسام شبارو)
ورداً على سؤال عما حصل في انتخابات اللجان النيابية وما قيل عن اقتراع "القوات" للنائب علي حسن خليل، قال: "لم يكن هناك قرار بالاقتراع لعلي حسن خليل وكان الاقتراع سرياً، ولسنا مجبورين على التأكيد أو النفي، فمن صوّت يعرف نفسه ومن أجرى صفقات على حساب قوى المعارضة يعرف نفسه"، مضيفاً أن
"المزايدة لا تنفع فقد كان من الأجدى على البعض التفاهم مع من يشبههم بدل المناورة".
في مسألة ترسيم الحدود وزيارة الموفد الاميركي اموس هوكشتاين، قال حاصباني: "نحن لسنا مرتاحين لما يحدث في التفاوض على ملف الحدود البحرية لأن هناك الكثير من الضبابية حوله ولم نر نتيجة ملموسة حتى الآن. فلا عروضَ قدمت رسمياً من لبنان إنما نقاشات، إذ ثمة مراسيم على لبنان إصدارها لتحديد حدوده. لذا اليوم إن لم تعدّل السلطة التنفيذية مسألة الخط 23 هل ستفاوض على أساسه؟ نحن مع ترسيم الحدود البرية والبحرية من الشمال الى الجنوب وألا نفرط بها. السلطة التنفيذية هي المسؤولة عن حسم القرار ونحن لا نأخذ مكانها، بل نراقب أداءها ونطالبها بألا تفرط بثروات لبنان لا جنوبا ولا غربا ولا شمالا. المطلوب وجود مرسوم واضح ليفاوض لبنان على اساسه".