أقلّ من 48 ساعة تفصل عن بدء انتخابات المفتي المحلّي لمحافظة عكّار، والتي ستجرى ابتداء من صباح يوم الأحد المقبل في مركز دائرة الأوقاف الإسلامية في بلدة حلبا مركز المحافظة، بإشراف رئيس الدائرة الشيخ مالك جديدة والمحامي محمد المراد عضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى المكلّفَين من قبل المفتي دريان.
ولم تفلح كلّ المساعي التي بذلت على أكثر من صعيد لتحقيق التوافق على مرشح واحد للفوز بالتزكية بمركز المفتي لهذه المحافظة التي تشكّل ثُمن ( 1/8 ) مساحة وعدد سكّان لبنان، كما ويشكّل أبناء الطائفة السنية حوال الـ 72 في المئة من سكّانها اللبنانيين.
ومع وفرة عدد المرشحين لهذا المركز يبدو المشهد الانتخابيّ قبل ساعات قليلة على إجراء هذه الانتخابات مشدودًا على وتر الانقسامات العائلية والبلدية، مع بعض المحاولات السياسية التي تبذل لترجيح كفّة الفوز لدى هذا المرشح أو ذاك.
حيث يسعى كلّ مرشّح الى تكوين أكبر قاعدة ناخبة من حوله تؤمّن له الفوز، ويكتسب رؤساء البلديات والأئمّة في هذا السياق خصوصية واضحة بكونهم يشكّلون العدد الأكبر من الناخبين.
ويشار إلى أنّ عدد المرشحين لمنصب مفتي عكار تراجع إلى 6 مرشحين اثر سحب الشيخ الدكتور محمد عبدالرزاق عبد القادر الحسن ترشحه معللًا الأسباب في بيان جاء فيه:
لأنني أعلم انّ كل واحد منا ضعيف بنفسه قوي بإخوانه وأنا أولهم، ولأني أعلم أنّ الأمانة عظيمة والعبء والحمل كبير ويحتاج الى تعاون الجميع وتضافر جهود الجميع وليتنا ننجح، وأنّ تخلّف ايّ فريق عن تحمّل جزء من هذا العبء الكبير فإنّ المسيرة التنموية والإصلاحية ستتأخّر كثيرًا وهذا ليس في صالح المؤسسة الدينية، بالإضافة إلى أنّنا إذا ذهبنا إلى توافق مشيخي فإننا وفي ظلّ غياب الدولة وكثرة الهرج والمرج سنريح الساحة العكارية من كثير من التشنجات والمظاهر والألفاظ والمواقف التي لا تخدم المصلحة العامة، ونساهم بالتوافق في المحافظة على النسيج الاخوي والاجتماعي بين ابناء عكار ما استطعنا إلى ذلك سبيلًا.
وأفهم بفهمي البسيط انه اذا تمّ التوافق عليّ من الجميع أو من الأكثرية فهذا يعني لي انّ هناك مهام يُراد لي أن أقوم بها بالتعاون مع الجميع، وأنني سأُعان عليها من الله تعالى على قاعدة (ومن أُعطيها عن غير مسألة أُعين عليها )، ومن يأتي برأي الجميع أو الأكثر فإنّ فُرص نجاحه بإذنه تعالى تكون أوفر.
هذه أهمّ الأسباب التي دفعتني إلى فكرة التوافق.
واليوم وبعد أن جلست مع بعض الاخوة المرشحين وقدمت لهم رؤيتي من أجل التوافق عليّ ولم يلقَ هذا الامر قبولًا عندهم .
وعليه فإنني أعلن خروجي من هذا الاستحقاق (الإفتاء) سائلًا المولى عزّ وجلّ أن يحفظكم ويرعاكم ويستعملنا وإياكم بإخلاص وإتقان في ما يحبّ ويرضى، وفي حال وجد المرشحون أو أكثرهم انهم وصلوا إلى حائط مسدود ووجدوا مع أهل الرأي والمشورة انّ الحلّ باتفاقهم عليّ لمصلحة المؤسسة الدينية ولمصلحة عكار فإنني مستعدّ لهذا الأمر بإذن الله تعالى".
وتبعًا لهذا المعطى، فإنّ التنافس على مركز مفتي عكار بات محصورًا حتى الآن، بـ 6 مرشحين ما لم يطرأ أيّ جديد.
وهم: المفتي السابق الشيخ زيد محمد بكار زكريا، والمفتي السابق الشيخ اسامة عبدالرزاق الرفاعي، الشيخ ناجي عادل علوش، الشيخ زيد محمد خالد الكيلاني، الشيخ محمد عبدالرحمن الرفاعي، الشيخ حسن احمد البستاني.
هذا وقد أصدر مفتي الجمهورية اللبنانية رئيس المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى الشيخ عبداللطيف دريان موافقته على القرار رقم 23 الصادر عن الهيئة القضائية في المجلس الشرعيّ، والذي قضى بالموافقة على تصويب الهيئة الناخبة لانتخاب المجلس الشرعي الإسلامي الاعلى والمجلس الإداري والمفتي المحلي، وذلك بشطب اسم محمد خالد المصري، وأحمد حسين حسين، من جدول رؤساء البلديات السنة من الهيئة الناخبة لعكار بسبب حلّ بلدياتهم.
وبناء عليه فإنّ عدد أصوات الهيئة الناخبة في المحافظة بات 172 ناخباً:
وهي تضمّ رؤساء المجالس البلدية من المسلمين السنّة (72) وأعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى (ثلاثة)، ومدرّسي الفتوى (11)، والمجلس الإداري في الأوقاف (9)، إضافة إلى النواب السنّة الثلاثة، والقضاة الشرعيين العاملين (ثلاثة)، وقاض مدنيّ واحد، والأئمة المنفردين العاملين.
وبالتزامن مع اجراء انتخاب مفتي محلي لمحافظة عكار، في مركز دائرة الأوقاف الاسلامية في مدينة حلبا، سوف تعمد قوى الأمن الداخلي بتوجيهات من محافظ عكار المحامي عماد اللبكي، الى قطع الطرقات المؤدّية الى مركز الدائرة وسط حلبا، ومنع دخول السيارات، لتسهيل وتأمين حضور أعضاء الهيئة الناخبة وممارسة حقّهم الانتخابي طيلة فترة إجراء الانتخابات.
وفي السياق، اعتبرت الجماعة الإسلامية في عكار في بيان انّ "انتخابات الإفتاء خطوة على طريق تفعيل المؤسسات والجماعة لم ترشح من صفوفها".
ولفتت الى انّه "على أبواب انتخاب مفت أصيل لعكار يهمنا التأكيد على المسائل الآتية:
١- الشكر الجزيل لصاحب السماحة على هذه الخطوة المباركة على أمل أن تكون بإذن الله بداية نهضة في المؤسسات الدينية في عكار وفي مختلف المجالات.
٢- كنّا ولا زلنا وسنبقى بإذن الله حريصين على التوافق بين كافة المرشحين، وفي جميع الأحوال نتوجّه إلى السادة المرشحين واعضاء الهيئة الناخبة بأن يتعاونوا ويضعوا مصلحة المسلمين والعكاريين في صلب أولوياتهم خاصة في هذه المرحلة الصعبة.
٣- لم ترشح الجماعة من صفوفها أحدًا لهذا المنصب، وتدعو السادة أعضاء الهيئة الناخبة الى المشاركة وانتخاب من هو أهل لهذا المنصب على أمل أن تتضافر الجهود لنبني معًا".