بدا مشهداً استثنائياً للغاية عكس إلى حد بعيد صورة لبنان الممزق بأزماته الداخلية وتخبطات سلطاته القاصرة والعاجزة والفاسدة من خلال "احتشاد" قضائي أوروبي يحقق في ملفات فساد وتبييض لبنانية تسربت إلى بلدان أوروبية من جهة، فيما واصل "احتشاد" أمني – قضائي لبناني ملاحقة عدد من ذوي شهداء انفجار مرفأ بيروت مع انحسار نسبي في العاصفة التي أثارتها هذه الخطوة المشبوهة والمدانة.
لم يكن إعلان النائب سجعان عطية أن نحو 400 حاوية تخرج من مرفأ بيروت يوميا، عبر ما يسمى "المسار الأخضر"، من دون رقابة وتدقيق في صحة مطابقة محتوياتها للمانيفست المستوردة بموجبها، وأن معظمها لا تُدفع عنها الرسوم الحقيقية لمحتوياتها، إلا استعادة لعشرات التصاريح السياسية والمقالات والتقارير الإعلامية التي تطرقت إلى أوضاع المرفأ، ولطالما نعته الكثيرون بـ"مغارة علي بابا".
طغى عاملان في أروقة قصر العدل أمس. الأول بدء الوفد القضائي الأوروبي مهمته بهدوء وسط حراسة أمنية على مدخل قاعة محكمة التمييز من المجموعة الخاصة في الشرطة القضائية، وإحاطة أمنية على مداخل قصر العدل من عناصر قوى الأمن وفي باحتيه. والثاني الخلاف في مجلس القضاء الأعلى إثر بيان المجلس الذي صدر السبت عشية مباشرة الوفد تحقيقاته في سياق توقيف وليم نون شقيق الشهيد جو نون في انفجار مرفأ بيروت، وما أعقبه من توضيح رئيس المجلس القاضي سهيل عبود الذي اعتبره مشروع بيان.
في رصيد هشام حداد خبرة واسعة بتقديم البرامج، عزّزها بأكثر من 14 عاماً في مواجهة الكاميرا التي من شأنها أن ترفع من يقف أمامها أو تُحطّمه، والتي في كثير من الأحيان "لا تترك للإنسان صاحباً". من بدايات متواضعة إلى اليوم، سار الشاب الطموح حتى بات كلّ برنامج يُقدّمه يُسمّى باسمه، وضرب موعداً أسبوعياً في أجندات جمهوره الذي صار يُخصّص وقتاً "لحضور هشام حداد".
يملك وليم نون الشجاعة، وبعض الكاريزما. ولا شيء غير ذلك يخوّله أن يصبح قائداً أو زعيماً، أو نجماً تلفزيونياً.
الظروف هي التي تصنع الإنسان. لا ملامة على أحد إذا لم تتوافر له ظروف جيدة، رغم أنه من الممكن أن يصنع بعضاً منها بنفسه، أو أن يبدّل من وجهتها.
وإذا كان مقتل جو نون، شقيق وليم، شقّ له الطريق لتبوؤ النجومية الإعلامية عبر إطلالات أدمنها وأكثر منها، فإن الدولة اللبنانية، بغبائها المعهود، جعلت منه بطلاً قومياً نزل الناس من أجله إلى الشارع وتدخلت أرفع القيادات من أجل إطلاقه.
ما كاد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان ينهي زيارته لدمشق بعد لقاء مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، حتى أطلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية بنبأ يتصل بالعلاقات الإيرانية السورية يقلب صورة هذه العلاقات رأساً على عقب. فبموجب هذا النبأ لم يعد هناك من قيمة لكل ما صدر عن محادثات الأسد وعبداللهيان عن استعداد طهران لمؤازرة سوريا فيما إيران تريد استيفاء كلفة المحروقات التي تنقلها إلى الموانئ السورية بـ"الفريش دولار!"
بين الرأيين، الرأي الأول القائل أنه لم يعد السؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تفكّ ارتباطها بالشرق الأوسط، بل بات واضحًا على نحو متزايد أن الشرق الأوسط هو الذي يفكّ ارتباطه بالولايات المتحدة، والرأي الثاني أن السؤال لم يعد ما إذا كان الشرق الأوسط يريد الارتباط بالولايات المتحدة بل هو هل لا تزال الولايات المتحدة تريد الارتباط بالشرق الأوسط.