تتجّه الأنظار اليوم إلى اختبار سلطوي – حكومي جديد ينذر بمضاعفات وتداعيات بين مكونات الحكومة من خلال الجلسة التي سيعقدها مجلس الوزراء في السرايا برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووسط اشتداد الصراع الحاد بينه وبين "التيار الوطني الحر" الذي يقاطع وزراؤه الجلسة على خلفية موقفهم الرافض انعقاد مجلس الوزراء في ظل الشغور الرئاسي.
بعد الأزمات التي ترسّخت وتعمّقت منذ ما لا يقل عن ثلاثة أعوام، لا يبدو أن سنة 2023 ستحمل حلولاً لها، أقله في أشهرها الأولى. ولعلّ أول الغيث سيكون الشغور في أكثر من موقع سياسي ومالي وأمني.
وليس الشغور أو الفراغ الرئاسي الذي دخل شهره الثالث هو الوحيد الذي "يكلل" الجمهورية اللبنانية، وإن كان أبرزها كونه يتعلق بالمنصب الأول في الدولة.
تبقى مشكلة السيولة في القطاع الاستشفائي في الواجهة مهما وضعت حلول ظرفية أشبه بمسكنات.
هذه المعضلة التي سرعان ما تظهر بين الفترة والأخرى تشغل اليوم بال المرضى الذين يجدون أنفسهم كبش محرقة بين المصارف والمستشفيات.
لا سيولة في يد المستشفيات وفق ما أعلن نقيب المستشفيات الخاصة الدكتور سليمان هارون، فمن جهة يطالب المستوردون بتسديد ثمن الأدوية نقداً رافضين الشيكات المصرفية، ومن جهة أخرى لا توفر المصارف الأموال النقدية العالقة للمستشفيات، خصوصاً أنّ مصرف لبنان لا يمدّها بالسيولة المطلوبة.
لا تزال قصة "إبريق الفيول"، تتصدّر المسلسلات الطويلة المضجرة إلى حدّ الكفر بكل ما لا يزال يقع تحت بند دولة. كل ما سنكتبه مكرّر، وكل ما سنعرضه، سبق الفضل في عرضه، وكأن مشكلة الكهرباء في لبنان، جزء لا يتجزأ من مشكلة الشرق الأوسط، واستعصاء الحل مرده إلى تداخل الدولي، مع الإقليمي، مع الغربي، وصولاً إلى حرب روسيا – أوكرانيا!
بدأت محاكمة إيلون ماسك اليوم في سان فرانسيسكو باختيار أعضاء هيئة المحلفين الذين سيتعيّن عليهم تقرير ما إذا كان رئيس "تسلا" و"تويتر" قد كتب تغريدة احتيالية عام 2018 كما يتّهمه مستثمرون.
تعود أطوار القضية إلى آب 2018، عندما غرّد ماسك بأنّه يريد إخراج "تسلا" من البورصة لأنّ له ما يكفي من التمويل للقيام بذلك. وتسبّب ذلك في تأرجح سعر سهم الشركة بشكل حاد لبضعة أيام.
لا تقاس "مهمة" الوفود القضائية الأوروبية التي شرعت في تنفيذها في "عدلية" بيروت بتطورات سياسية وعسكرية وحتى قضائية سابقة كان فيها "التدويل" عنواناً لحروب وأزمات زعزعت لبنان. وأساساً، ليس من الدقة والجدّية تناول هذا التطوّر القضائي الأوروبي ومقاربته من زاوية "التدويل" لولا الخفة السياسية والإعلامية التي تطبع الواقع اللبناني الراهن وتضعه تحت رحمة السخافات الشعبوية الجاهلة بفعل طبقة سياسية وحزبية يغلب عليها وهن مخيف في الثقافة التاريخية وواقع إعلامي يخدمها بأسوأ الأشكال.
منذ أن بدأ التباعد يتظهّر بين "حزب الله" ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، على خلفيات متعددة كان أبرزها الاستهداف الشخصي للأمين العام السيد حسن نصرالله على لسان باسيل، بدا الحزب في مقاربته للمشهد السياسي أقرب إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، تاركاً المجال واسعاً أمام تفاقم الخلاف، وإن كان على حساب التفاهم الشهير الذي جمع النقيضين الشيعي والمسيحي تحت قبة كنيسة مار مخايل قبل نحو عقد ونصف عقد.
وجّه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في إطلالته الأخيرة على محطة "الجديد" جملة من الرسائل الرئاسية والسياسية إلى خصومه واصدقائه في آن حيث يعمل على تثبيت بوصلته حيال انتخابات الرئاسة. وإذا كان موقفه معروفاً بالطبع حيال "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" ومن لا يدور في فلك طروحاته، الا ان بعض سهامه لم تلقَ قبولاً عند أكثر من جهة.
السقف المرتفع الذي يزداد ارتفاعاً في عظات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لجهة مخاوفه على المواقع المسيحية التي تشغر من دون القدرة على ملئها في ظل شغور رئاسي يمنع اجتماع الحكومة من جانب القوى المسيحية في شكل أساسي، يثار على خلفية انتهاء ولاية حاكم المصرف المركزي رياض سلامة في حزيران المقبل.
لا أحد يتنبّه إلى الأزمات التي يعانيها أساتذة المدرسة الخاصة، وما يتعرّضون له من ضغوط ومشكلات. تراجعت قدرات المعلمين المعيشية من جراء الانهيار الذي طال كل قطاعات البلد، لكنهم وحدهم في القطاع الخاص استثنوا من التقديمات التي تحصّن أوضاعهم وتمكنهم من الاستمرار في التعليم. وإن كان العديد من المؤسسات التربوية الخاصة قد حسّنت رواتب المعلمين، فإن أكثرية المدارس تحجب عنهم جزءاً من حقوقهم وتضعهم أمام أمر واقع، فتلجأ الى التخلص من أساتذة لهم بصماتهم في التدريس وتستبدلهم بأساتذة جدد برواتب أقل، علماً بأن مئات المؤسسات الخاصة لم تلتزم حتى اليوم بتطبيق قانون سلسلة الرواتب 46 منذ 2017، خصوصاً الدرجات الست.
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.