صباح الخير من "النهار"، إليكم أبرز مستجدات اليوم السبت 18 حزيران 2022:
مانشيت "النهار" جاءت بعنوان: المحكمة وأميركا والسعودية... على الضفة الحكومية؟
شاءت المصادفة ان تلفظ المحكمة الخاصة بلبنان حكمها المبرم بالسجن المؤبد على المدانين الاخرين في اغتيال الرئيس الشهيد #رفيق الحريري في لحظة بدء البحث العميق في مواصفات الحكومة الأخيرة التي ستشكل في عهد الرئيس ميشال عون. وعلى رغم انتفاء أي تزامن متعمد طبعاً بين هذا التطور القضائي الدولي الجديد الذي أعاد حضور "محكمة الحريري" بقوة الى قلب الحدث اللبناني، فان الاصداء الخارجية الفورية التي أحدثها غداة صدور الحكم اتخذت دلالات معبرة للغاية، يصعب القفز فوقها وتجاهلها تحت أي ضغط يمكن ان يمارسه "حزب الله" باعتباره ان المدانين الثلاثة في اغتيال الحريري هم من "اركانه" الأمنيين، على حلفائها والسلطة لتجاهل أي اثر للحكم على مسار تأليف الحكومة واعتبار الحكم كأنه لم يكن كما تعامل أساسا مع انشاء المحكمة الدولية . ذلك ان مسارعة الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية الى الترحيب بحكم المحكمة الدولية اتخذ دلالات سياسية بارزة اذ اظهر التفاعل مع القرارُ الذي صدر عن المحكمة والذي فرض بالإجماع على كلّ من حسن مرعي وحسين عنيسي عقوبة السجن المؤبد خمس مرات لإدانتهما في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وهذه الاصداء أدرجت في اطار اشارات الى موقف الخارج السلبي من اي حكومة يمكن ان تكون لـ"حزب الله" الاكثرية او النفوذ الزائد فيها. ولم تخف عن المتابعين في هذا السياق الدلالات الأخرى التي برزت مع دعوة المدعي العام للمحكمة نورمان فاريل في دعوته المجتمع الدولي الى توفير كل الإمكانات المتاحة لتوقيف المدانين الثلاثة في الجريمة .
افتتاحية "النهار" بقلم المطران كيرلس بسترس: كلماتُ رجاءٍ في أوقاتِ اليأس
لقد عوَّدنا البابا فرنسيس على رسائل تخرج عن المعتاد. فعليه ينطبِقُ قول السيّد المسيح: "الإنسان الصالح من كنزه الصالح يُخرِجُ الصالحات" (متّى 35:12). هذه رسالته الأخيرة حول السعادة: "قد تكون في حالةٍ من الفشل أو القلق أو الغيظ، لكن لا تنسَ أنّ حياتَكَ هي أعظم مشروعٍ في العالَم. أنتَ وحدكَ بإمكانكَ أن تمنعَ إخفاقَه. كثيرون يُقدِّرونكَ، يُعجَبون بك ويُحبّونَك. ربَّما لا تعرف أنّ ثمَّةَ أناسًا أنتَ بالنسبة إليهم شخصٌ مميَّز. أودُّ أن أُذكِّركَ بأنّ سعادتَكَ لا تقوم على أن تعيشَ في سماءٍ من دون عواصف، ولا أن تسيرَ من دون حوادث، ولا أن تعملَ من دون تعب، ولا أن تكون لكَ علاقاتٌ خاليةٌ من خيبات الأمل.
في كتّاب "النهار":
المدرسة مظلومة، المعلم مظلوم، والأهل مظلومون، في بلد مثل #لبنان، لكن المهم ألّا يحط الظلم أوزاره على التلميذ، على هذا الولد الذي يرسم المستقبل. قد لا تكون كل المدارس واقعة تحت الظلم، إذ منها قسم تجاري محض يبغي الربح الفاحش. وقد تكون مدارس كثيرة وكبيرة حقّقت أرباحاً باهظة في زمن غابر، لكنها اليوم باتت ضحيّة الانهيار المالي كما كل المؤسسات. قبل أيام دخلت في جدل مع إحدى المعلمات التي كانت تقول "إذا لم تكن المدرسة قادرة على سداد قسم من رواتبنا بالدولار، فنحن لن نعود الى الصفوف في أيلول، ولتقفل المدارس". أفهم معاناتها وعائلتها، إذ إن زوجها المعيل معلم أيضاً، وقد باتا غير قادرين على تلبية حاجات أسرتهما.
وسأل أحمد عياش: هل انتهت قضية الحريري؟
لو لم يعلن عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب #مروان حمادة بالأمس، أنه سيتقدّم بسؤال الاثنين المقبل الى الحكومة، في ضوء دعوة المدعي العام للمحكمة الخاصة ب#لبنان نورمان فاريل من يحمون المتهمين الثلاثة باغتيال الرئيس #رفيق الحريري، الى تسليمهم للمحكمة، لبدا لبنان كأنه غير معنيّ بقرار المحكمة الذي ختم القضيّة التي بدأت في 14 شباط 2005. ولم يقتصر الأمر على تجاهل "حزب الله" كلياً قرار المحكمة الذي أدان 3 من قيادييه، وهم سليم عياش وحسن مرعي وحسين عنيسي، بارتكاب الجريمة فحسب، بل بدت الدولة ممثلة بوزارة العدل وكأنها غير معنيّة بقرار المحكمة على الإطلاق. هل بتنا، بعد 17 عاماً من الجريمة التي هزّت لبنان والعالم، كأننا نقرأ خطبة الوداع لهذه القضية؟
عن سؤال "ماذا يريد "#حزب الله" وما المستقبل في رأيه؟" الذي وجّهه لي المسؤول المهم والصديق الذي شغل مواقع أميركية عدّة مهمة داخل بلاده وخارجها في الشرق الأوسط ولا يزال في الخدمة، أجبت: يقول الكثيرون من أخصامه بل أعدائه في #لبنان إنه يريد "المثالثة" أي وضع صيغة تكون الطوائف الكبرى الثلاث الشيعية والسنية والمسيحية حاكمة لبنان من خلال مواقع دستورية متساوية في الشكل، لكنها تعكس عملياً الميزان الديموغرافي في لبنان "الطابش" أساساً لمصلحة المسلمين بنسبة 70 في المئة الى 30 في المئة تقريباً. لكن "المثالثة" هذه قائمة عملياً ودستورياً من خلال "اتفاق الطائف" الأمر الذي يكوّن انطباعاً بأن المطلوب صيغة أو نظام تعطي المثالثة فيه انطباعاً باستمرار العيش المشترك بين الطوائف والمذاهب، ولكن وفق توزيع سلطوي وصلاحيتي يعكس قوة الطائفة الأكبر في البلاد ديموغرافياً وعسكرياً ووجوداً في المؤسسات الرسمية المتنوّعة ووجوداً ديموغرافياً وحتى أمنياً وعسكرياً في غالبية المناطق اللبنانية حتى التي منها تنتمي الى دين آخر أو الى مذهب آخر في الدين نفسه. يعني ذلك أن هناك حاجة الى عقد اجتماعي وسياسي جديد يعكس ميزان القوى الحالي في البلاد مثلما عكست موازين القوى بين 1920 و1943 وبين 1969 و1982 وأخيراً منذ 1989 حتى الآن.
بعد طول انتظار اضطر #رئيس الجمهورية الى الدعوة للاستشارات النيابية الملزمة يوم الثالث والعشرين من الشهر الحالي. ويبدو أن التفاوض الساخن بين رئيس الجمهورية وبطانته من جهة، والرئيس نجيب ميقاتي من جهة أخرى، وصل الى أحد أمرين، إما تمّ الاتفاق على شكل الحكومة، وتوزيع الوزارت المهمة، وحجم التمثيل داخل الحكومة، أو أن الاتفاق لم يحصل لأن ميقاتي، المرشح الأوفر حظاً حتى الآن ليكون رئيساً مكلفاً، يدرك ان حكومته لن تعمّر أكثر من أربعة أشهر، هذا إذا تم تشكيلها ضمن مهلة معقولة. تقديرنا أن مطالب رئيس الجمهورية أكبر من أن يستطيع ميقاتي تلبيتها. هذه المطالب باتت معروفة من القاصي والداني، وهي تندرج في إطار المعركة الكبرى التي يخوضها محاولاً اختراق الجدار السميك الذي يحول دون وصول صهره جبران باسيل الى سدّة الرئاسة، أو أقله التمديد لنفسه لفترة وجيزة لا تتعدّى السنتين، ريثما يتمكن من ترتيب أوضاعه، وتحسين وضعية باسيل السياسية. الرئيس ميقاتي الطامح دائماً وأبداً لرئاسة الحكومة غير قادر وغير راغب في أن يضمن للرئيس ميشال عون حصة "منفوخة" في الحكومة العتيدة، ولا سيما أنه يعرف أن عون يراهن على الفراغين، الرئاسي والحكومي، لأخذ البلد الى ما هو أبعد، أي الى إعادة خلط الأوراق التأسيسية. بمعنى آخر، إن لم يتمكن عون من أن يخلف نفسه عبر صهره، أو بالتمديد، فلن يستكين، ولن يتأقلم مع الخيارات الأخرى المطروحة، حتى لو كانت خيارات مضمونة من "حزب الله".
لا شك أن كتلة "ال#نواب التغييريّين" أحدثت ليس فقط صدمة سياسية لنمط البيئة البرلمانية التقليدية بل أحدثت أيضا نقلة في المستوى الشخصي للنواب. أعني بالمستوى الشخصي أن عددا كبيرا من النواب ال13 إن لم تكن غالبيتهم العظمى يشكّل ارتقاءً في المستوى السائد برلمانيا . تترافق في هذا الرقي كلا النسبة العمرية والتأهيل التربوي والاجتماعي.
إنهم جيل جديد في العمل العام بكل ما تعنيه الكلمة وهم لذلك ممثلون أمينون لجيل الطبقة الوسطى الشبابية التي قادت وصنعت ثورة 17 تشرين. ولم يكن عندي أدنى وَهْمٍ منذ انطلاقة هذه الثورة، التي أثارت إعجاب وتعاطف أرفع المحافل الدولية وأكثرها حداثةً، أنها ثورة نخبوية . لكنّ اتساعَ قاعدتها الاجتماعية الشبابية والجامعية لا يجعل منها ثورة شعبية. لقد ثارت نخبة شباب الطبقة الوسطى اللبنانية. جيل جديد من الشباب اللبنانيين الذين اختزنوا في تأهيلهم أفضل ما أنتجته الجامعات اللبنانية الكبرى مدعومين من نخب الدياسبورا الواسعة،وغطوا التشويه البالغ الذي طبع انتفاضة "ثورة الأرز" عام 2005 وجعل منها ثورة معاقة تكوينيا، رغم أهميتها الفائقة، من حيث أنها أي ثورة2005، لم تطرح إسقاط النظام اللبناني بل كانت موجهة فقط ضد نظام آخر خارج لبنان. وهي بهذا المعنى تختلف عميقا عن ثورات "الربيع العربي" التي تميّزت كلٌ منها بالدعوة إلى إسقاط نظام بلدها قبل أي طرح آخر. جاءت ثورة 17 تشرين لتصلح هذا التشوّه وتوجّه مطالب التغيير نحو النظام اللبناني نفسه بعد الانتهاء من حالة الوصاية.
في انتظار الاستشارات النيابية الملزمة الخميس المقبل تنشط حركة الاتصالات بين الكتل والنواب المستقلين بغية بلورة اسم الرئيس المكلف والمؤهل في هذه المرحلة.
ولا يبدو في ملعب الترشيحات حتى الان ان اسما يتقدم الرئيس نجيب ميقاتي الذي لا يتعامل مع هذه المهمة من باب الغنج، لأن المرحلة لا تستدعي هذا النوع من الدلال السياسي في وقت يتجه البلد نحو مزيد من الانهيارات.
وتجري اكثر من كتلة الى مجموعة النواب المستقلين اكثر من اتصال مع ميقاتي الذي يكرر على مسامعهم أنه لن يتأخر في تأدية هذه المهمة الوطنية. ولا يكتفي بهذا الجواب بل يقرنه بالقول انه اذا توافرت المواصفات المطلوبة في شخصية سنية فلن يعمل على وضع العصي في طريقها، بل على العكس سيكون في مقدم من يدعمها. ويبقى على موقفه بأنه لن يتهرب من الواجب الذي تقتضي المصلحة الوطنية الركون اليه. ويأمل في المقابل، لا بل يتمنى ان تتوافر جملة من المعطيات والعناصر التي تتطلب تضافر جهود الجميع في هذا التوقيت، او بالأحرى العدد الاكبر منهم، بغية التعاون لاخراج البلد من ازماته، مع ضرورة استمرار المعارضة البناءة والحفاظ عليها بهدف تصويب عمل اي حكومة بغض النظر عن مكوناتها ورئيسها.
منذ تشرين الأول عام 2019 بات #لبنان أسير الأزمات المتفاقمة بعد أن استهلكت منظومته الحاكمة كل الوعود بـ"ربيع زاهر"، وأحالته الى شتاء مكفهرّ لم يعد في استطاعة غالبية اللبنانيين تأمين وسيلة للتدفئة من برده، وسيصل الأمر الى استجداء رغيف لسدّ الجوع بعد انهيار متسارع لأبسط مقوّمات دولة الرعاية الاجتماعية.
في حمأة انشغال لبنان بضيفه الاميركي الخبير بشؤون الطاقة آموس هوكشتاين لإبلاغه اقتراحاً رسمياً للحفاظ على الثروة الغازية والنفطية، زار قائد الجيش العماد جوزف عون رئيس مجلس النواب #نبيه بري في عين التينة. صحيح أن تلك الزيارة ربما كانت مقررة قبل عودة الوسيط الأميركي ولكن بعض ما قاله بري لقائد الجيش كان يختصر أحوال البلاد والعباد.
فرئيس المجلس، لدى إجابته عن سؤال عن عن صحّته أجاب "صحتي منيحة بس صحة البلد مش منيحة أبداً". لم تكن تلك العبارة عابرة في توقيت هو الأصعب في بلد لم يعد فيه "شيء منيح". فالدولة تعاني من ترهّل مؤسساتها وإداراتها بدءاً من الوزارات وصولاً الى أصغر المصالح المستقلة مروراً بالمديريات العامة والمؤسسات كافة.
لم يتعلم أولو الأمر في السياسة والاقتصاد من الدرس الحديث والدروس التي سبقته والعبر التاريخية في الدول الأخرى التي أفضت الى قاعدة اقتصادية ثابتة: الدعم المباشر هو سمّ بطيء يفتك بالمالية العامة وباحتياطات العملة الصعبة في الدول النامية. وبالرغم من هدر عشرات مليارات الدولارات على الدعم أخيراً، الذي ذهب بمعظمه الى جيوب المهرّبين والتجار ورعاتهم من الأحزاب والسياسيين، لا تزال هذه السلطة، بعدم رفض أو ممانعة جدّية من مصرف لبنان، تمارس دسّ السمّ البطيء في ما بقي من احتياطات مصرف لبنان بالعملة الصعبة.
ليست خافيةً توصيات مؤسّسات دولية كصندوق النقد والبنك الدوليين وتحذيرات خبراء اقتصاديين ومفادها أن لبنان لن يستطيع الاستمرار في ممارسة الدعم على أي سلعة حتى لا يسقط آخر ما بقي له من عملات صعبة في خزائن مصرف لبنان، التي هي في الأصل جزء من أموال المودعين وُضعت كأمانة في البنك المركزي، ولكن على الرغم من ذلك، لا يزال بعض أهل السلطة يتهيّب الشروع في اتخاذ قرار تاريخي بوقف دعم المحروقات وترك توازنات السوق تحدّد الأسعار، بغية إقفال نزف الخسارة التي يتكبّدها مصرف لبنان بسبب إلزامه تأمين المحروقات على سعر صيرفة الذي يقلّ عن السعر الفعلي للدولار ما بين 5 و6 آلاف ليرة.
مع اشتداد الازمة الاقتصادية والمعيشية على وقع انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية وتحليق سعر دولار السوق وما نتج عن هذه الازمة من ارتفاع حاد في نسبة الفقر الى 80% وفقاً للأمم المتحدة، أصبح من الصعب جدا على معظم اللبنانيين إرتياد المنتجعات السياحية البحرية الخاصة خلال فصل الصيف بسبب ارتفاع اسعارها، ما يدفعهم الى ارتياد الشواطئ العامة.
يبدو أنّ حالات التهاب الكبد الفيروسي أ، في طرابلس وجوارها وفي البقاع إلى ازدياد، هذا التفشّي المحلّي في بعض المناطق أعاد إلى الأذهان يوم شهد لبنان في العام 2014 على إصابة 2500 حالة بالفيروس نفسه. أمّا العدد التراكميّ للحالات بين عامَي 2005 و2014 الذي بلغ نحو 11 ألف حالة، كفيلة في أن تظهر أنّ هذا الفيروس مستوطن في البلد، والمضحك المبكي أننا لم نفعل شيئاً لتحسين هذا الواقع ووضع حدّ لهذا التلوّث المستشري.
الماء والطعام ملوّث بالبراز، اليوم طرابلس والبقاع وغداً من يدري؟ ندور في حلقة مغلقة، نرفع الصوت عندما نشهد على تسجيل حالات مرضية، يهرع المسؤولون للملمة القصّة وننتهي بتناسي المشكلة والمضيّ قدماً. لم تفلح كلّ الفضائح المتعلّقة ب#سلامة الغذاء والتلوث من محاسبة أحد، ولكنّها كشفت عن أنيابها بزيادة سنوية لحالات السرطان، ناهيك عن التسمّم والحالات المرضيّة الأخرى. لم تشفع تحذيرات الدول والاتّحاد الأوروبيّ بالتوقّف عن استخدام بعض المواد الكيميائيّة من إيقاف أيّ مسؤول أو من سحب أيّ منتج في السوق اللبنانية، وبقي الشعب يأكل ويشرب و"ألله وحده يعلم حقيقة ما نأكله"!