تكاد أزمات البلاد بمجملها تغدو تفصيلاً هامشياً منسياً أمام ملهاة مريبة هدفها المضمر إطالة أمد الفراغ الرئاسي فيما يزعم أبطال أان هدفهم الأول والأخير استعجال انتخاب رئيس الجمهورية الجديد. هذه الملهاة تتمثل في احتدام المناورات المتعلقة بمبارزة قطبي الترشح للرئاسة في محور 8 آذار النائب جبران باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية علماً أن رئيس "التيار الوطني الحر" حول حربه على فرنجية إلى حملة تعويم ذاتية له من خلال تجواله بين قطر وباريس وتحويله المحطة الباريسية منصة لإلغاء منافسه في حملة مضخمة أراد لها أن يعوض تراجع نفوذ تياره وانتفاء حظوظ وراثة الرئيس الثالث عشر عقب انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون.
بات من الحريّ إطلاق مصطلح "تطوّرات المراوحة الرئاسية" على صورة الجلسات الانتخابية المستمرّة بالدوران في حلقة مفرغة، لكن مع بروز متغيرّات تتيح تعبير المراقبين السياسيين عن استنتاجات جليّة أوّلها "كسر جرّة" احتمال موافقة "التيار الوطني الحرّ" على دعم ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية نهائياً وتلقّف كلام رئيسه النائب جبران باسيل كامتناع كامل عن بحث فكرة وصول رئيس تيار "المرده" إلى القصر الجمهوري. ويتظهّر أن المرحلة المقبلة لن تشهد محاولات تجميع أجزاء الجرّة التي لن تكون قادرة حتى إذا رُمّمت على احتواء أصوات رئاسية لفرنجية أو استيعابها. ويعني ذلك بالنسبة إلى المراقبين من المحور السيادي أن غياب أفق حلّ مشكلة المراوحة الرئاسية مستمرٌّ ومتفاقم، طالما أن فريق الموالاة لا يتراجع عن اعتماد الأسلوب نفسه في غياب الاتفاق على مرشح أوحد بين مكوناته من جهة، والامتناع عن تعبير كلّ كتلة نيابية عن اختلاجاتها الرئاسية الخاصة على أوراق الاقتراع من جهة ثانية.
بفعل التدهور الحاصل، يتعرض قطاع النقل لأزمة. إذ يدور جدل كبير بين أركانه بشأن رفع تعرفة "السرفيس". إذ أعلن الاتحاد العام لنقابات السائقين وعمال النقل في لبنان رفع تعرفة السرفيس للراكب الواحد من 50 ألف إلى 80 ألف ليرة. وأشار رئيس الاتحاد مروان فياض، إلى أن التسعيرة الجديدة لتعرفة السرفيس أتت حرصاً على مصلحة السائقين، مع ارتفاع أسعار المحروقات وارتفاع أسعار قطع الغيار، المسعرّة بالدولار أصلاً. في المقابل، أصدرت اتحادات ونقابات قطاع النقل البري في لبنان بيانًا، نفت فيه كل الأخبار المتعلقة بتعرفة جديدة "للسرفيس" يبدأ العمل فيها اعتباراً من الجمعة. علما أنه وفق القانون، يصدر وزير الأشغال التسعيرة، بناءً لدراسة علمية تقوم بها الوزارة بالتشاور مع النقابات.
تفاجأ بعض اللبنانيين اليوم برفض سائقي "السرفيس" تعرفة الـ50 ألف، إذ طلب البعض 70 ألف والبعض الآخر 80 ألف. وهو ما كان يتخوّف منه الكثيرون، من عدم التزام أصحاب الأجرة بالقانون، وتفلّت الوضع.
بات نحو نصف البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا "خارج الخدمة" في أعقاب الضربات الروسية منذ أوائل تشرين الأول، بينما طالبت كييف الجمعة بـ"دعم إضافي" من حلفائها الأوروبيين.
ويأتي ذلك فيما اتهمت روسيا أوكرانيا بأنها أعدمت "بوحشية" أكثر من عشرة من عسكرييها بعد أسرهم، مندّدة بـ"جريمة حرب".
وبعد أكثر من شهر ونصف الشهر على بدء عمليات القصف بالصواريخ أو بالطائرات المسيّرة الانتحارية، تبدو الأضرار التي لحقت بشبكة الطاقة الأوكرانية كبيرة.
وقال رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميغال إنّ "نحو نصف" البنى التحتية المرتبطة بالطاقة في أوكرانيا "خرج عن الخدمة".
"لا تفقد الأمل!". هذه هي الرسالة التي أرادت الدكتورة سامية جوزف خوري إيصالها إلى اللبنانيين جميعاً، وتحديداً إلى مرضى التصلّب اللويحي، بعد نيلها جائزة الملك سلمان للأبحاث العلمية لأبحاث الإعاقة مناصفةً مع الدكتورة إلينا قريقورينكو من جامعة بيل (الولايات المتحدة).
في مقابل ما يعيشه لبنان من أزمات، خصوصاً الصحيّة، ثمّة إصرار على الحياة، وإرادة صلبة تتمثّل بإنجازات المواطنين اللبنانيين، أفراداً وجماعات، في شتّى المجالات، لا سيّما الرياضيّة والصحيّة.
في السياق، يأتي إنجاز الدكتورة خوري (رئيسة معهد أبو حيدر لعلوم الأعصاب في الجامعة الأميركيّة في بيروت، ومديرة مركز نعمة وتيريزا طعمة للتصلّب المتعدّد)، ونيلها الجائزة العلميّة، نتاج مسيرة طويلة من الأبحاث العمليّة في حياتها المهنيّة، وليسلّط الضوء - بالرغم من كونه تكريماً شخصيّاً - وفق تأكيدها "على حاجات مرضى التصلّب اللويحي، وعلى أهميّة إنشاء أوّل مركز متخصّص في المنطقة العربية للتصلّب اللويحيّ، وفق منهجية التخصّصات البينيّة، والأهمّ إشراك المرضى في الأبحاث التي نجريها في لبنان".
لا لاتهام المصارف وحدها بما آلت إليه الأمور، ولا يتحمل حاكم مصرف لبنان وحيداً مسؤولية الإنهيار، لأن ذلك يشكل تبرئة للسلطة السياسية التي تمسك القرار، وللذين تعاقبوا على المسؤوليات، سواء في الحكومات المتعاقبة، أو في مجلس النواب الذي يشرّع كل النفقات، ومن ضمنها كل السرقات والصفقات، ولا يحاسِب حكومة أو مسؤولاً، والمجالس التي حوّلوها تنفيعات طائفية من مجلس الإنماء والإعمار والهيئة العليا للإغاثة ومجلس الجنوب وصندوق المهجرين.
إنها المرة الأولى التي يلفظ الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله عبارة بالإنكليزية. وقدّم لهذه العبارة خلال خطابه في "يوم الشهيد" في 11 الجاري قائلاً: "هلّق منعرفلنا كلمتين إنكليزي، يعني MADE IN USA ." ومضى من هذه العبارة ليشن هجوماً لاذعاً على مساعدة وزير الخارجية الأميركية برباره ليف التي كانت لها محاضرة في مركز ويلسون بواشنطن في الرابع من تشرين الثاني الحالي.
أثار استخدام السيد العبارة التي تقول ترجمتها "صنع في الولايات المتحدة الأميركية" ابتسام المشاركين في المناسبة. وكأن زعيم الحزب أراد القول انه يهتم جيداً برصد السياسة الأميركية، كما يفعل منذ عقود برصد السياسة الإسرائيلية، لكنه لم ينطق في يوم من الأيام أية عبارة باللغة العبرية.
ينقل مرجع سياسي سابق عن أحد المسؤولين الدوليين قوله أن السياسيين في لبنان لا يقدرون ما يتسببون به للبنان من ضرر ولا نقول لانفسهم فحسب لأن كل واحد يسعى إلى قلب الأمور على الآخر. ولكن هناك استخداماً لكل ما له علاقة في الشأن العام مادة ووسيلة من أجل استهداف الخصوم السياسيين فيغدو الأمر كمن يقصف الآخر على متن سفينة واحد تجمع الجميع ما يعني العمل على إغراقها.
يبدو استناداً الى متابعي حركة "حزب الله" من قرب، سواء في الداخل اللبناني أو الخارج الإقليمي، أن زعيم "تيار المردة" سليمان فرنجية هو مرشّحه الفعلي وربما الوحيد لرئاسة الجمهورية وإنْ من دون قيام قيادته بإعلان ذلك في صورة رسمية. وهذا الامر استشفّه اللبنانيون والجهات السياسية المعنية في آن من الإطلالات التلفزيونية الأخيرة للأمين العام السيد حسن نصرالله، كما تأكدوا منه وإنْ ليس مئة في المئة لأن إعلاناً بذلك لم يصدر عن "الحزب" في تصريحات مرجعيات عدة فيه منهم رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النيابية الحاج محمد رعد الذي قال كلاماً لا لبس فيه، وهو أن الرئيس الجديد يجب أن تكون مهمته المحافظة على المقاومة.
لا يتوقف رؤساء البعثات الديبلوماسية في بيروت عن قرع جرس الإنذار إذا استمر الأفرقاء في لبنان على هذه المراوحة من الدوامة المفتوحة على سيل من الخلافات التي وصلت إلى الاشتباك على تفسير مواد دستورية تتعلق بانتخابات رئاسة الجمهورية ونبش صفحات من أيام الحرب عندما تعطلت لغة المؤسسات وانتخاب الرؤساء الياس سركيس وبشيرالجميل وأمين الجميل على وقع ألسنة النار وجبهات الاقتتال.
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.