"فعل الحصار" من خلال تعطيل "حزب الله" للمؤسسات

لا يعاني لبنان فعل حصار خارجيّ استناداً إلى التعريف العلميّ العام للمصطلح الذي يتمثّل عملياً في تفعيل دوريات بحرية تشمل سفناً وطائرات على امتداد السواحل بهدف منع تلقّي السلع على تنوّعها بشكل عام. وفي التعريف العلمي لمعنى عبارة "حصار" من منطلق حربيّ خالص، فإن خطوة مماثلة تحصل من طريق إحاطة مدينة أو حصن للحؤول من دون وصول الأسلحة والذخيرة إليها ثم غزوها ودخولها عسكرياً بُعيد استسلام جنودها. ويحتاج إعلان الحصار بحسب القواعد الدولية إلى إخطار الأقطار المحايدة وعدم امتداده إلى مناطق أكثر بُعداً من السواحل والموانئ المُعتبرة تابعة للخصم الذي تجري عملية محاصرته. وعندئذ، تُعزّز الحراسة من خلال قوة بحرية كبيرة بغية عدم السماح بأيّ اختراق من سفن تجارية. وهنا، يدحض الشرح العلمي تصوير استخدام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الوضع اللبناني من منطلق "فعل حصار"، طالما أن الموانئ والمرافئ اللبنانية مشرّعة أمام استيراد المواد الغذائية والنفطية ولا عقوبات دولية مفروضة على الشركات التي تحطّ السفن المحمّلة ببضاعتها في المياه الاقليمية اللبنانية بشكل اعتياديّ. وإذا انحصر الشرح العلمي للمسألة من زاوية عسكريّة فحسب، فإن لبنان لا يعاني حصاراً بل إنه يُصنّف في طليعة الدول التي تحظى بتقديمات دولية من الولايات المتحدة...