النهار

محمد شقير يبرىء نفسه من الانتفاضة
المصدر: "النهار"
محمد شقير يبرىء نفسه من الانتفاضة
الوزير السابق محمد شقير.
A+   A-
غ.ح.
 
في ذكرى انطلاقة انتفاضة 17 تشرين، عاد محمد شقير الى الضوء، وقد أعاده جبران باسيل من باب انتقاده واصفاً إيّاه بـ"بائع الشوكولا" الذي أسّس شركة للاستثمارات النفطية في دولة الامارات، للدخول عبرها الى سوق الغاز في لبنان. ورد شقير بأنه فخور بامتلاكه أكبر شركة لصناعة الشوكولا ربما في العالم العربي.
 
عندما انطلقت شرارة انتفاضة 17 تشرين الأول عام 2019، كان محمد شقير وزير الاتصالات، اقترح فرض رسم 6 سنتات أميركية على "الواتساب"، وهو إجراء غير مشروع ولا تقبل به شركة "الواتساب" التي تقدم خدمتها بالمجان، ولا تسمح لأي دولة أن تفرض عليه تسعيرة معينة.
اثر اقتراحه العجيب هذا، صدرت دعوات الى اعتصام مسائي رفضاً لزيادة الأسعار والضرائب والرسوم. وكان لبنان قد بدأ يسلك النفق المالي الأسود قبل عشرة أشهر من ذلك التاريخ، عندما أعلن وزير المال آنذاك علي حسن خليل، عن التوجه الى اعادة جدولة ديون لبنان، قبل أن يتراجع عن تصريحه في اليوم التالي، خوفاً من ارتدادات سلبية على الوضع المالي والنقدي. وترك المهمة الى حكومة الرئيس حسان دياب التي نفّذتها بوحشية خارقة جعلت السقوط مريعاً.
 
واتهم محمد شقير آنذاك بأنه أشعل الثورة، وأيقظ الشعور بالغبن لدى الفقراء، ومتوسطي الحال، ما دفع بهم الى الشارع. وصار شقير مضرب مثل، أو لنقل محط الأحاديث كأنه المسؤول عما آل اليه الوضع.
 
اليوم في الذكرى الثالثة لتلك الانتفاضة التي بدأت شعبية، ثم سرقتها الأحزاب والأجهزة الأمنية، ارتفعت أسعار الاتصالات بنحو عشرين الى ثلاثين مرة، ولم يحرك أحد ساكناً. تضاعفت كل الأسعار عشرات المرات، ولم يتحرك الفقراء ومتوسطو الحال. بدا كأن شيئاً لم يحصل.
 
حتى في الذكرى، كانت حركة خجولة. نزل العشرات الى ساحة الشهداء، تكلموا ورفعوا شعارات عن الترسيم وانتخابات رئيس الجمهورية، ولم يتذكروا افقارهم واحوالهم المعيشية وغلاء الأسعار، ولم يعترضوا على اسعار الاتصالات.
 
بالأمس، جلس محمد شقير جانباً يدخن سيجاره (سيجار غير كوبي لأنه مقطوع من الأسواق) مرتاح البال، فقد برّأ نفسه من تهمة إشعال الانتفاضة، وتأكد من أن رفع الأسعار عشرات الأضعاف لا يحرّك شارعاً، ولا يسقط حكومة، وأن السنتات القليلة التي لم تطبق على الواتساب، كانت الذريعة لحركة منظمة، دفعت اليها قوى خارجية ونفّذها أهل الداخل، لضرب مناعة لبنان. وقد تحقق لها الأمر.
 
سئل شقير عن سعيه وطموحه الى بلوغ السرايا الحكومية رئيسا لوزراء لبنان، أجاب بالنفي، المبطن، ولا أعلم اذا كان جوابه حاسماً، أو اعلامياً فقط، الى حين اتضاح الرؤية، وانقشاع الغيوم مع انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium