في نبأ من الفاتيكان أن البابا فرنسيس استقبل في القصر الرسولي في الفاتيكان، أعضاء سينودس أساقفة الكنيسة البطريركية للروم الملكيين الكاثوليك، يتقدمهم البطريرك يوسف العبسي، وجدد نداءه الى "جميع الذين يشغلون مناصب مسؤولية، سواء داخل البلد أو في المجتمع الدولي، لكي يجري التوصل إلى حل عادل ومنصف لمأساة سوريا".
وخاطب الأساقفة قائلاً: "أنتم مدعوون لكي تسألوا أنفسكم حول الطريقة التي تقدمون بها، ككنيسة، شهادتكم البطولية نعم والسخية، ولكنها تحتاج على الدوام لأن توضع في نور الله لكي تتطهر وتتجدد. أنتم سينودس بفضل تلك الصفات التي جرى الاعتراف لكم بها ككنيسة بطريركية، وبالتالي من الضروري أن تسألوا أنفسكم حول الأسلوب السينودسي لكيانكم وعملكم، بحسب ما طلبت من الكنيسة الجامعة: أي قدرتكم على عيش شركة الصلاة والالتزام بين بعضكم البعض ومع البطريرك، بين الأساقفة والكهنة والشمامسة، مع الرهبان والراهبات، ومع المؤمنين العلمانيين، مكونين هكذا معا شعب الله المقدس.
أنتم محقون في قلقكم بشأن بقاء المسيحيين في الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي أشاركم به بالكامل".
وأضاف: " فصل آخر يتعلق بانتخاب الأساقفة، والذين أطلب منكم أن تفكروا في ذلك دائما بعناية وأن تصلوا إلى الروح القدس لكي ينيركم، وتعدوا المواد والمعلومات مسبقا وبشكل كاف عن المرشحين المختلفين، وتتخطوا منطق الحزبية والتوازن بين الرهبانيات".
العبسي
وألقى العبسي كلمة لفت فيها الى "ان الأزمات التي تعصف ببلاد الشرق الأوسط، وتؤدي الى موجة هجرة الكثيرين من أبنائنا ولاسيما الشباب منهم، وهي الاخطر منذ عقود، تدفعنا الى الطلب من قداستكم التدخل لدى رؤساء الدول لرسم خط احمر للوجود المسيحي في الشرق، في ظل تفشي الفقر بين عائلاتنا وتدني مستوى المعيشة ووقوع حالات نفسية ومجتمعية خطيرة في بيئتنا المسيحية".
واضاف: "حاولنا جميعا ما استطعنا أن نكون إلى جانبهم، اينما وجدوا وتدخلنا بشكل كبير في لبنان عند انفجار مرفأ بيروت، فقدمنا ما قدمناه وحثثنا الدول الاوروبية الصديقة على مد يد العون، وكانت استجابة مشكورة من بعضها إلا أن الأزمة كانت ولا تزال أكبر من إمكاناتنا. بيد أنها لن تنال منا ولن تتمكن من إحباط عزيمتنا، ومن صدنا عن الاستمرار والثبات في العمل والشهادة الإنجيلية التي يريدها الرب يسوع منا في تلك البلاد التي زرعنا فيها".
يذكر أن أعمال السينودس بدأت في المقر البطريركي سانتا ماريا دا كوزمادين في روما وتستمر الى السبت المقبل.