النهار

الجلسات الفولكلورية تابع... والنوّاب يخبّئون عجزهم بالأوراق البيضاء والشعارات الفارغة
اسكندر خشاشو
المصدر: "النهار"
الجلسات الفولكلورية تابع... والنوّاب يخبّئون عجزهم بالأوراق البيضاء والشعارات الفارغة
مشهد من الدورة الثالثة لانتخاب رئيس جمهورية التي عقدها مجلس النواب اليوم (نبيل إسماعيل).
A+   A-
بشعارات تافهة وفارغة وأوراق بيضاء و 42 صوتاً لـميشال معوّض انتهت الدورة الثالثة لانتخاب رئيس جمهورية التي عقدها مجلس النواب الخميس.
 
واستمرّ المجلس النيابي في عقد جلساته الفولكلورية المعروفة النتائج، ومعها يتحول مبنى ساحة النجمة كل أسبوع من صرح تشريعي تصدر منه القوانين الى "هايد بارك" إعلامي يجود فيه أصحاب السعادة بآرائهم ويكرّرونها نفسها بعد كل جلسة معطلّة.
 
دخل قاعة البرلمان الخميس 119 نائباً، ما يسمح بإجراء الانتخاب، وإجراء الجولة الأولى، فأفرزت الجولة الأولى أن عدد أصوات الورقة البيضاء انخفض من 63 في الجلسة الأولى إلى 55 في الجلسة الثالثة، وارتفعت أصوات ميشال معوّض من 36 الى 42 صوتاً وكان بإمكانه الوصول إلى 44 صوتاً، لو لم يتغيب النائبان شوقي الدكاش وإيهاب مطر.
 
وأظهرت النتائج أن 17 نائباً اقترعوا لـ"لبنان الجديد"، وهم 10 نواب من كتلة التغييريين، الذين انفصل عنهم النائب ميشال دويهي، فاقترع منفصلاً بالشكل "سيادي إصلاحي"، ومثلهم مضموناً أي بشعار لا باسم، وغاب منهم عن الجلسة النائب الياس جرادي والنائبة سينتيا زرازير، وساندهم بشعارهم جزء من النواب السنة (جزء من تكتل الاعتدال الوطني، عماد الحوت، نبيل بدر، عبد الرحمن البزري).
 
أما الأوراق البيضاء فكانت لكتلة "حزب الله"، حركة أمل، التيار الوطني الحرّ، والتكتل الوطني الذي يضم طوني فرنجية ووليم طوق وفريد الخازن، وميشال المرّ، حتى يصحّ القول فيهم، إنهم لا ينتخبون، لا يسمّون، ولا يدعون غيرهم ينتخب.
 
واقترع جميل السيّد لـ"الديكتاتور العادل"، أما أسامة سعد فصوّت بـ"لا أحد"، ولم يُعرف من صاحب الصوت "الاستخفافي" بالناس وبالموقع الذي ناله ميلاد أبو ملهب.
 
(نبيل إسماعيل)
 
وفور انتهاء الدورة الأولى غادر نواب كتلة الوفاء للمقاومة، وعدد من نواب التيار الوطني الحرّ وعدد من نواب حركة أمل، إلا أن النصاب بقي متوفراً بتسعين نائباً في القاعة. وبين مماطلة رئيس المجلس نبيه برّي بتوزيع الأوراق وإلحاح النواب على توزيع الأوراق ولا سيما النائب نديم الجميّل، غادر النواب طوني فرنجية ووليم طوق وفريد الخازن، وندى البستاني، وميشال المر، فانخفض العدد إلى 85، وتوالى خروج النواب ليرسو العدد الباقي على 77 نائباً، فأعلن برّي تأجيل الجلسة إلى يوم الاثنين المقبل.
 
وبالعودة الى عملية فرز الأصوات تبيّن أن معوّض أضاف الى أصواته السابقة المؤلفة من كتل "القوات" و"الكتائب" و"تجدّد" والنواب السياديين المستقلين هذه المرة أصوات المتغيّبين عن الجلسة الأولى (سليم الصايغ، فؤاد مخزومي، ستريدا جعجع) وجزء من النواب السنة، أما تقّلص مؤيّدي الورقة البيضاء فيعود الى عدول كتلة صيدا-جزين المؤلفة من 3 نواب عن اعتماد هذه الورقة إضافة الى النائب جميل السيد وغياب بعض النواب.
 
وبحسب مصادر معارضة، إن الرقم الذي حققه معوّض هذه المرة يحظى بأهمية كبيرة لدى داعميه، إذا ضمنت هذه الكتلة ثلث المجلس النيابي، ما يجعلها إن حافظت على تماسكها، تملك ورقة ضغط قويّة في هذا الاستحقاق، بحيث لا يستطيع أحد تجاوزها، حتى لو اتفقت باقي الكتل جميعها فلن تستطيع تأمين النصاب من دونها وهذا يجعلها لاعباً أساسياً لاحقاً في أي تفاوض أو "توافق" مطروح.
 
الى ذلك، بدا لافتاً الموقف السياسي العالي السقف للنائب جورج عدوان الذي قال عقب الجلسة، "بعد الجلسة اليوم باتت الأمور واضحة وكيف سننطلق إلى المرحلة المقبلة، فقد تبيّن اليوم أن هناك 56 نائباً لا يمكنهم الاتفاق على مرشح لخوض الانتخاب من خلاله ولا جرأة لديهم للذهاب نحو دورة ثانية، كما تبيّن أن هناك 22 نائباً محتارين لا يعلمون ماذا يريدون".
 
أضاف: "اليوم المرشح ميشال معوّض نال 44 صوتاً، وهذا يعني أنه استطاع بين دورة وأخرى إقناع نوّاب جدد بالانضمام إلى معركة السيادة والإصلاح".
 
وتابع: "أضع الأرقام التي أنتجتها جلسة اليوم الخميس، برسم الرأي العام اللبناني، للتأكيد أن من الممكن انتخاب رئيس صُنع في لبنان".
 
وأردف: "منذ عام 2005 ونحن ندور في حلقة مغلقة وهي سلاح حزب الله، ولا حوار في وضعية ناس فوق القانون وناس تحته"، معتبراً أن "للحوار شرطاً وهو أن يكون تحت سقف الدستور والقانون ولن ندخل في تسويات لانتخاب رئيس".
 
وقال "من اختار اسماً للرئاسة ولديه 44 صوتاً ويعمل لجمع 65 صوتاً، كيف يمكن وضعه بنفس ميزان من لديه 56 ورقة بيضاء وليس لديه اتفاق على مرشح ويعطل النصاب".
 
(نبيل إسماعيل)
 
وتوجّه للتغييريين بالقول: "عليكم يوم الاثنين أن تحسموا أمركم، وكثرة الاجتماعات والأسماء الجديدة لن توصل إلى مكان كما أنه لا يمكنكم فرض خياراتكم على من يمتلك 44 نائباً".
 
كلام عدوان استدعى رداً من يعقوبيان وقالت: "أحزاب السلطة "مضحكين" بتحميلنا المسؤولية، والبلد في انهيار ولا نزال نعيش مسرحية "سمجة" وقمنا بمبادرة وضحّينا فيها من رصيدنا لنحذّر من الفراغ ولنطالبهم بعدم الوصول إليه".
 
وقالت: "من طرح ميشال معوّض يعلم أنّه لا يمكنه تحصيل 86 صوتًا والكلّ يراهن على الفراغ لتحسين وضعه".
 
بدوره، اعتبر النائب إبراهيم منيمنة أن "محاولة الاستحواذ على تكتل "التغييريين" للتفاوض على حسابه لن نسير بها، ومحاولة إيهام الناس وتحميلنا المسؤولية هو تضليل للرأي العام".
 
أما النائب ميشال معوّض فقال "إنني لا أنتظر التسويات والمساومات، والكلام عن حرق اسمي غير صحيح، على الرغم من كل الحملات التي أتعرّض لها ("يوم حرقوني ويوم اشتروني ويوم باعوني").
 
وأضاف: "إنني المرشح الجدّي الوحيد، وأعلن ترشحي بشكل واضح، وكتلتي لا تخجل بترشحي". وأوضح أنه "بالرغم من محاولات القصف، تبيّن أن الترشيح الجدّي الوحيد الموجود هو ترشيحي". وتابع: "هناك فريق جدّي لانتخاب رئيس للجمهورية، وهناك فريق آخر يحضر إلى مجلس النواب ليس لانتخاب رئيس، بل ليظهر بصورة غير المعطّل".
 
وأردف: "حققنا تقدّماً نوعياً، وانتقلت من 36 إلى 42 صوتاً في غياب نائبين هما شوقي الدكاش وإيهاب مطر كانا سيصوّتان لصالحي". وشدّد معوّض على "ضرورة توحيد المعارضة والسماح بخلق وفاق وطني حقيقي". وتوجّه إلى قوى المعارضة، قائلاً: "بعض التبريرات التي قُدّمت فيها الكثير من الازدواجية، وليس هكذا نقوم بالتغيير بل نبدأ بتوحيد المعارضة".

اقرأ في النهار Premium