صباح الخير، إليكم مستجدات اليوم الثلثاء:
لم تبدل انطلاقة الأسبوع السياسي الكثير في مشهد الارتباك النيابي والسياسي الواسع الذي يطبع التحركات والمشاورات الجارية بين مختلف الكتل النيابية والنواب المستقلين والقوى السياسية إيذانا بحسم توجهات الجميع من تكليف الشخصية التي ستتولى تشكيل اخر حكومات العهد العوني في الاستشارات النيابية الملزمة التي ستجرى الخميس المقبل.
ليس في لبنان ضجّة تشبه تلك التي تحدّث عنها أبو العلاء المعرّي عن اللاذقية حين قال "في اللاذقية ضجّة ما بين أحمدَ والمسيح". فهذا موضوع وَجَدَ له اللبنانيون حلاً منذ زمنٍ بعيد حين ساروا في تجربة كان من معالمها الساطعة والمُضيئة ارتفاع الأجراس إلى جانب المآذن.
كتّاب "النهار":
قرأت أمس خبراً عن مطالبة أحد النواب بحكومة "كاملة الأوصاف، لا حكومة تصريف أعمال يجري التقاتل على صلاحياتها عند كل مفترق أو أزمة تستوجب المعالجة".المطلب في ذاته، أكان بريئاً من حسابات المحاصصة والمطالب والشروط التي تسبق كل تكليف وتأليف، أم لم يكن كذلك، يطرح السؤال عن معنى الأوصاف الكاملة لكل حكومة، بل الأسئلة، ومنها الآتي: 1- هل هي حكومة "وحدة وطنية" تضم كل الأطراف المتصارعة وفارغة من أي مضمون لأن التوافق يمنع عنها المحاسبة ويغطي كل التجاوزات والارتكابات كما اظهرت كل التجارب السابقة؟ أم هي حكومة الأكثرية النيابية التي يرى البعض إليها أنها انتقامية وحكومة اللون الواحد التي تقصي الآخرين؟
تكشف معطيات سياسية انه وعلى عكس البيانات او الكلام عن عدم وضع شروط من التيار العوني في موضوع رئاسة الحكومة في ما خص تأليفها فان هذه الشروط تفوق التصور في غرائبيتها وحجمها وقد امطر بها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اشتراطا لاعادة تسميته للحكومة الجديدة. وكان رد ميقاتي في مواقفه الاخيرة معبرا في هذا الاتجاه رافضا الخضوع لها ، مما يرجح في رأي مصادر سياسية سعي التيار العوني مع " حزب الله" الى محاولة اقناعه بتسمية نائب جديد لرئاسة الحكومة يتولى تأليفها لا سيما انه من النواب الجدد المحسوبين على المستقلين من حيث المبدأ.
عن سؤال: ما رأيك في ما يقوم به وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في المملكة؟ أجاب الباحث الجدّي في مركز أبحاث أميركي له تأثيره في الداخل والخارج الذي شغل مركزاً مهماً في وزارة أساسية في بداياته، ثم عاد الى المركز نفسه لكنه غادره ثانيةً الى مسؤولية أرفع في وزارة أساسية أخرى وعاد إليه بعد انتهاء مهمته فيها، قال: "إن ما يقوم به بن سلمان مهم".
لا تخفي مصادر الثنائي الشيعي وائتلاف قوى 8 آذار أنها في مقاربة مسألة التكليف والتأليف تعطي أهمية استثنائية لهذا الاستحقاق الطاغي على كل ما عداه من قضايا، وأن دوائر القيادة لدى الطرفين لا تنأى بنفسها عن ورشات الاتصالات واللقاءات المتنوّعة والساخنة التي انطلقت بحيوية منذ بضعة أيام وكأنها في سباق محموم مع الوقت ويشارك فيها غالبية الأطراف سعياً لبلوغ هدف مزدوج وهو:– "حجز" مكان متقدّم والاستئثار بدور فاعل في لعبتَي التكليف والتأليف إن سارت في مسارها الطبيعي حتى نهاياتها المنشودة.– إعطاء انطباع فحواه أن زمام أمر تسمية الرئيس المكلف واستيلاد الحكومة العتيدة بيد جهة بعينها ويخصّ طائفة بذاتها وبالتالي يحرم على الآخرين التمادي في الظهور بمظهر اللاعب المحوري.
"الاقتصاد السياسي في لبنان في الجمود، والقادة السياسيون لا يقومون بالإصلاحات الاقتصادية اللازمة مخافة أن تتقوّض سلطتهم. معظم التحليلات التي نُشرت عن لبنان تتضمّن إشارات الى مشاكل مثل الفساد والتدهور المؤسسي، لكن لا تتطرّق غالباً الى أدوار الأطراف الخارجية التي لا ترى سبباً للتدخل الفعّال لتغيير الوضع الراهن المختلّ".
من يواكب الصخب الدائر حول استشارات التكليف الملزمة التي سيجريها رئيس الجمهورية ميشال عون الخميس المقبل، يسترعي انتباهه تمحور الكلام حول احتمال تكليف الرئيس نجيب ميقاتي مهمة التأليف، لتضاف هذه المهمة الى مهمة أخرى يضطلع بها ميقاتي حاليا، الا وهي رئاسة حكومة تصريف الاعمال منذ 20 أيار الماضي. وفي هذا الكلام يتصدّر "التيار الوطني الحرّ" المشهد لجهة قبوله او عدم قبوله بتسمية ميقاتي في الاستشارات الملزمة المقبلة، ربطا بشروط يطرحها "التيار".
في "السياسة":
"راحت السكرة، وإجت الفكرة"، مثل لبناني ينطبق على حالة اللبناني قبل الانتخابات النيابية التي جرت في 15 أيار، وبعدها؛ إذ سكر اللبناني بالشعارات الانتخابية التي أطلقتها حناجر المرشحين، منها ما حمل طابع الإصلاح والمحاسبة وانتشال لبنان من أزمته الاقتصادية، ومنها ما لعب على الوتر الطائفي والمذهبي، كالدفاع عن الوجود أمام محاولات الإلغاء، إضافة إلى شعارات طغت عليها لغة التخوين بين من هو عميل لإسرائيل ومن هو أداة في يد الإيراني.
يحلو لجيل المعمّرين اللبنانيين تذكّر المستوى الرفيع الذي كان يحتله من يصل الى مراكز المسؤولية السياسية في السلطة في أكثر من موقع والتوقف عند المواصفات التي كانوا يتمتعون بها. ومن الظلم الحكم على البعض ممّن وصلوا الى السلطة بعد الطائف أنهم لا يملكون تلك القماشة من نظافة الكفّ والتشبّع بالأخلاق السياسية وفروسيتها وهم قلة.
بلغت اللقاءات والمشاورات ذروتها بين التكتلات النيابية من السياديين والمستقلين والتغييريين على خلفية التنسيق حول الاستحقاقات الداهمة من الوضع الحكومي الى الانتخابات الرئاسية لمواجهة ما يحاك من قوى الممانعة. وعلى رغم التباينات بين هذه المكونات حيال أكثر من ملف، الا أن ذلك، وفق المتابعين والمواكبين لهذه الاتصالات، يجب ألا يحول دون التوافق حول الشأن الحكومي، وصولاً الى مواصفات رئيس الجمهورية العتيد وعدم الانصياع لمن يطرحهم "حزب الله" تحديداً، وعطفاً على هذه الأجواء تأتي اللقاءات المرشحة لأن تتفاعل وتتوسع مروحتها مع الأحزاب والقوى والتكتلات ربطاً بهذه العناوين.
في "المجتمع والمناطق":
لم تعد اليوغا مجرد رياضة عادية للكثير من الناس، الذين يحتفلون بيومها العالمي في 21 حزيران من كل عام. باتت هذه الرياضة متنفساً للخروج من الصدمات والاكتئاب وللعودة إلى النفس وتصفية الذهن. بالنسبة إلى كثيرين جرى تخطي الاعتقادات والأفكار الخاطئة التي رافقت دخول هذه الرياضة إلى لبنان، وباتت تشهد اقبالاً استثنائياً لما تتميز به من تقنيات التنفّس، والاسترخاء، إضافة إلى التأمل والحركات الجسدية.في اليوم العالمي لليوغا، كيف يتعامل اللبنانيون مع هذه الرياضة في ظل الظروف الراهنة؟
في "الاقتصاد":
عندما وضع جوزف أوغورليان (نائب حاكم مصرف لبنان بين عامي 1964 و1985) الأسس القانونية الحديثة لتطوير عمل مصرف لبنان كان في ذهنه تحقيق أمرين أساسيين: الأول صناعة حصن منيع لحماية النقد اللبناني، وإبقائه على مستوى يعادل أو قريب من مستوى النقد الأوروبي أو الأميركي القويين، لما للبنان من صلات سياحية وتجارية وعلاقات مميزة مع هذا الغرب، إضافة الى حضور اغترابي واسع، تمكنه من خرق المواقع الأولى في عالم السياسة والمال والاقتصاد.
في انتظار الاستشارات النيابية لتكليف رئيس لتشكيل الحكومة العتيدة، وترقّب موقف السلطة التشريعية من "خطة التعافي الاقتصادي" التي أعدّتها حكومة تصريف الأعمال، لا يفوّت القيّمون على القطاع المصرفي اللبناني فرصة إلا وينتهِزونَها للنهوض بالبلاد واقتصاده وقطاعاته كافة لا سيما المصرفي، لاقتناعهم بأن البلاد في ظل الانهيار الحاصل، لا تحتمل "ترف الوقت" وإضاعة الفرص.