النهار

عباس إبراهيم يرسم صورة شديدة القتامة للبنان: البلد ينهار والدولة تسقط ونفتقد رجال الدولة
المصدر: "النهار"
عباس إبراهيم يرسم صورة شديدة القتامة للبنان: البلد ينهار والدولة تسقط ونفتقد رجال الدولة
اللواء عباس ابراهيم.
A+   A-
تحدث المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم امس في ندوة نظمتها جمعية المقاصد فاعتبر انه "يتوجب علينا الإعتراف بأننا فقدنا كل بطاقات التعريف السابقة. لم نعد جامعة الشرق ووجهته السياحية. لم نعد مستشفى الشرق وإعلامه ومطبعته.لم نعد مصرف الشرق، ولم نعد موضع ثقة المودعين.

وللاسف، ما زال وطننا ساحة يتصارع فيها الجميع، وصندوقة بريد من كل الجهات والى كل الاتجاهات. ولأنه هكذا، فهو مرشح للتدهور أكثر فأكثر. وبالرغم من صلابة أرضه ، وأصالة شعبه، لكننا في وطن يطوف على رمال مُتحركة. هذا الكم والنوع من الأخطار نواجهه حالياً. نجاح ندوتنا يبدأ من تعيين دقيق للوضع الداخلي، لقراءته بشكل سليم في متعلقاته الإقليمية والدولية".

وتابع :"الصورة العامة توحي وكأن البلد ينهار على اللبنانيين. هل هذه حقيقة أم وهم؟. الواقع أن الدولة تسقط بشكل متسارع، لم يبق منها إلا المؤسسات العسكرية والأمنية، يقاتل افرادها باللحم الحي دفاعاً عن الشعب وكيان لبنان ووحدته وأمنه بما استطاعوا إلى ذلك سبيلا. وأبلغ دليل على ذلك ما جاء في قمة جُدَة، إذ لم يحضر لبنان سياسياً على خارطة هذه القمة الإقليمية ـ الدولية. والإهتمام به كان من مدخل التداعي لمساعدة قواه العسكرية والأمنية حصراً ومن دون البحث في كيفية مساعدته لإجتياز محنته والمصاعب التي تواجهه. وهذا الأمر بالتحديد يوجب علينا كلبنانيين أن نقف مع أنفسنا لبلورة رؤية عاجلة للإنقاذ والنهوض".
 
 
وأردف: "الحديث عن سقوط الدولة يعني في ما يعني أن كل ناظم للبنان صار مطروحاً على طاولة البحث. وصار مستحيلاً أيضاً المضي قدماً من دون مواجهة الوقائع بشجاعة وبعقل منفتح. لقد بلغنا هذه النقطة لأننا نفتقد لوجود رجال دولة يفكرون بالمستقبل ويعملون من اجله، بينما في الحقيقة نحن محاطون برجال مهمومين بالحواصل الإنتخابية وليس بالحواصل الوطنية.إن الذين قالوا بأن الإنتخابات النيابية هي المدخل للتغيير، صاروا الآن كالنعامة التي تدفن رأسها بالرمل"، وقال: "حسناً، أجْرِيت الإنتخابات بمعايير من الشفافية والأمان، لكن ماذا بعد؟ ما الذي يستطيع أن يفعله النواب المنتخبون الآن فيما الإدارات والمؤسسات تسقط تباعا؟ الجميع معه حق، والجميع على حق في مطلبه بتعديل الرواتب التي ما عادت قادرة على توفير فاتورة الخبز والدواء والاستشفاء والكهرباء. وما مر على لبنان منذ ثلاثين شهراً حتى الساعة لا يُنبئ بخير، ولا يبشر بأمل آتٍ. لقد رأينا كيفية تفاعل العالم كله معنا. هل من داعٍ لأقول أن النتيجة كانت صفرية، لأن جديدا لم يولد وقديما قد رحل، فيما نحن، شعبا وسياسيون، لا نقوم بمسؤولياتنا وواجباتنا.

حالياً لا مؤشرات على أن لبنان ومكوناته قادرون على الفكاك من تشابك التعقيدات الداخلية مع الخارجية. ليس لأن ذلك قدراً، بل لأن الجميع له مدد وسند خارجي يستدعيه إلى الداخل، وهنا لا يستثنى أحد".

وتوجه ابراهيم الى الحاضرين: "ان قوس الأزمات أحاط بكل شيء في لبنان الذي صار بلد العدادات، وصارت خريطته كلها عبارة عن إشارات حمراء تُحذر من المخاطر. الكوارث السياسية تصاحب مثيلاتها المالية لتلف لبنان. الإدارات العامة مُقفلة واللبنانيون يختنقون. السلع الأساسية مفقودة بمعظمها وما يتوافر نحصل عليه بشق الأنفس. لا نعرف بعد متى يحين الإستسلام، ونحن نعاين قيمة الليرة على خط الإنهيار المتمادي". وتابع: "للاسف، هذا هو حال لبنان الذي يتقابل مع شرق أوسط يعيش لحظة إصطفافات جديدة عنوانها الأمن الإقليمي والدولي، وتنازع رهيب على الموارد. ولا أخفيكم أن لبنان ليس حاضراً على طاولة المجتمَعَيْن الإقليمي والدولي إلا من كونه يكاد يكون ملجأً أو وطناً بديلاً لللاجئين والنازحين، وهذا ما يرفضه اللبنانيون جميعاً، وتوافقوا عليه في دستورهم بنص صريح يحسم بنهائية الكيان اللبناني لبَنيه".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium