صباح الخير، إليكم آخر مستجدات الأربعاء 21 أيلول 2022
ظاهريا وفي الدلالات الشكلية، عكست حركة اللقاءات الديبلوماسية المتعددة الجانب التي جرت بين بيروت ونيويورك امس، اما محاولات جادة لجذب الاهتمامات الخارجية لدول معنية عادة برعاية الوضع في لبنان الى الأولويات اللبنانية الضاغطة، واما تحرك عدد من هذه الدول طوعا للضغط على ما يسمى اركان السلطة اللبنانية للقيام باختراق ما، من شأنه احياء الاهتمام الدولي بلبنان عند مشارف استحقاقه الرئاسي. ولكن وفي الاحتمالين لا مغالاة في القول ان مجمل هذه الحركة، لم تثر ادنى اهتمام لدى اللبنانيين الذين يواجهون فعلا ما يصح اعتباره موجة جديدة مفزعة من الانهيار المالي والمعيشي والاجتماعي بلا أي امال جدية وواقعية في امكان تجنبها وتلافي تداعياتها الموجعة.
افتتاحية "النهار" بقلم سمير عطالله: شيكاغو في لبنان يسطو الأوادم على البنوك لاستعادة شيء من أموالهم.يأخذ اليائسون القانون بأيديهم. وهذا شطط بالغ السوء لا تقرّه شرعة. ولكن هذا ما يحصل للأمم، عندما تهترئ الدولة بكل مؤسساتها، ويخاف الضعيف من شكواه، ويفهم الناس من عظة اللقلوق أنهم في ظلّ قضاء سيّئ، ولا خلاص إلّا بالتدقيق الجنائي. وما إن ينتهي هذا التحقيق الجنائي، حتى يعود سعر الدولار الى ليرتين وربع، وتضاء الجامعات ويعود المنتحرون عن انتحارهم.
في مقالات اليوم
كتّاب "النهار"
يعرف اللبنانيون أن "حزب الله" يميل بقوّة الى إيصال حليفه الزغرتاوي زعيم "تيار المردة" سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية هذه المرة بعدما نجح عام 2016 وبعد تعطيل الانتخابات الرئاسية نحو سنتين ونصف سنة في إيصال الأول العماد ميشال عون الى الرئاسة نفسها. لكنهم يعرفون أيضاً أن "الحزب" يتريّث في إعلان موقف نهائي من هذا الموضوع لأسباب عدّة أوّلها عدم حيازته غالبية نيابية في المجلس الحالي مماثلة للتي كانت له فيه عام 2016.
حمل وفد سفراء الاتحاد الاوروبي الى بعبدا رسالة واضحة ضاغطة وقوية بضرورة تنفيذ لبنان التزامه اجراء الاصلاحات المطلوبة منه والتي تساعده على الحصول على مبالغ من صندوق النقد الدولي واكثر على انفتاح الخارج عليه الان وليس غدا. انها رسالة اضافية جديدة يخشى انها تقع على اذان لا بل على ضمائر صماء باعتبار ان الرسالة نفسها تتكرر منذ اكثر من ثلاث سنوات من دون جدوى وزاد الوضع سوءا مع اعتقاد بتراجع التأثير الاوروبي الحاسم والضعف في مواجهة التحديات المتزايدة امام اوروبا.
المصارف مصدومة لأن ثمة مودعين يلجأون الى السلاح لاسترداد ودائعهم، وهي تستنكر هذا الفعل وتقفل ابوابها. لن ندخل في نظريتين ولن نناقشهما. الاولى هي ان التشجيع على اللجوء الى السلاح خطر في حد ذاته ولو لأخذ حقنا. والثانية اذا كانت هذه التحركات منظمة ام عفوية وما هدفها الحقيقي. ولن نقول ما اذا كانت هاتان النظريتان صحيحتين ام لا، فهذه ليست النقطة الأساسية التي ننسى دائما ان نسلط الضوء عليها منذ سنة 2019. ذلك ان النقطة الأهم هي وقاحة المصارف وأصحابها والمساهمين فيها.
قد تتشكل أغرب المفارقات التي ستدخل تاريخ لبنان الحديث أنه في عز نزاعه للحفاظ على بقايا عوامل صمود اللبنانيين ومواجهته احتمال نشوء أزمة شغور رئاسية جديدة ستتوصّل الوساطة الأميركية الى إبرام اتفاق بينه وبين إسرائيل على ترسيم الحدود البحرية واستخراج الغاز والنفط. تخيّلوا هذا "الإبداع" الاستراتيجي الذي يفوق التصور فيما بدأ شحذ السكاكين الطويلة في معارك المناورات الرئاسية يتخذ منحى التعبئة السياسية والإعلامية بشتى الوسائط والاتجاهات والوسائل بما فيها تلك البدعة الطريفة التي دشّنها أحدهم باللجوء الى استطلاعات الرأي، وما أدراك ما صدقية هذه الاستطلاعات؟
بأقلّ قدر من الصخب، مضت "الجماعة الإسلامية" قُدُماً في مؤتمرها العام وانتخبت قبيل أيام أميناً عاماً جديداً من خارج دائرة التوقعات وهو الشيخ محمد طقوش البيروتي الشاب (أقل من خمسين عاماً). وهي المرة الأولى التي تسمّي فيها هذه الجماعة أميناً عاماً غير شمالي ومن خارج الآباء المؤسّسين والمخضرمين، إذ إنه يلي الشيخ الراحل فتحي يكن أول أمين عام معلن بعد انفصال جماعة لبنان عن تنظيم "الإخوان المسلمين" في سوريا وأعقبه الشيخ الراحل المستشار فيصل المولوي، وتلاه الشيخ إبراهيم المصري ثم المحامي عزام الأيوبي الذي أنهى ولايتين.
الورقة الوحيدة التي تتسلح بها رابطات التعليم الرسمي، وايضاً "متفرغي" اللبنانية وسائر الأدوات في القطاع العام، هي المقاطعة والإضراب المفتوح لتحصيل الحقوق، وهي اليوم تقتصر على تصحيح الرواتب لزيادة وبدلات النقل والتقدمات لتحسين القدرة المعيشية وللتمكن من ممارسة الوظيفة والوصول إلى العمل. وبهذه الورقة يضغط الاساتذة لكنهم في الوقت نفسه لا يكترثون في هذه الأوضاع المزرية والانهيار، لعناوين أخرى منها استعادة المؤسسات وضمان استمرارها وحماية التعليم وصيانة الوظيفة بمكافحة الفساد، وكلها أمور لا تتحقق إلا بالاستقرار وبإعادة بناء الدولة بعيداً من المحاصصة والاستئثار والمصالح الخاصة لأهل الحكم والطبقة السياسية المتحكمة بأمور البلاد والمتجذرة في بيئاتها الطائفية.
في قسم السياسة
لا يزال من السابق لأوانه مقاربة موضوع تشكيل الحكومة من منطلقات تأكيديّة على تجهيز "البذّات الرسمية" سريعاً، ذلك أنّ شوطاً أساسياً من المشاورات الرئاسية يُنتظر استكماله الأسبوع المقبل قبل الاهتمام بـ"الزيّ الوزاريّ". وتنقشع نفحة إيجابية من شأنها إبعاد غيوم ملبّدة عن الأجواء العامة، بما يرفع حجم الانطباعات التفاؤلية بإمكان الوصول إلى تقدّم في المشاورات ومعالجة بعض الاختلافات المتبقية في النظرة إلى الحكومة العتيدة. ولا يعني ذلك الاغداق في التلويح باقتراب موعد "الصورة التذكارية"، باعتبار أنّ الأيام المقبلة سيكون لها دورها في تحديد نتيجة المسائل التي لم تصل حتى اللحظة إلى خواتيمها التوافقية بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي.
على رغم منسوب التفاؤل الذي يتحدث عنه اكثر من فريق حيال اقتراب موعد تأليف الحكومة وصدور مراسيمها المنتظرة بعد طول تأخير وترجمة الكلام الذي اعلنه الرئيس المكلف نجيب ميقاتي في هذا الصدد، لا تبدو بعبدا في هذا المناخ وإنْ كانت لا تريد الاطاحة به او تبديده في مواقف اعلامية مسبقة بعدما سادت في الايام الاخيرة كل هذه الطمأنينة الحكومية الى حين انتظار عودة ميقاتي من دورة اعمال الامم المتحدة في نيويورك. وكانت الدوائر المعنية في رئاسة الجمهورية تفضل ان تتلقى من ميقاتي التشكيلة الجديدة قبل توجهه الى الخارج وخسارة كل هذه الايام من الوقت الضائع.
بدأت ترجمة لقاء باريس السعودي – الفرنسي من خلال تحرك السفير السعودي في لبنان وليد بخاري باتجاه المرجعيات السياسية، وانطلق من دارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو، وتبعها بزيارته أمس لمعراب، بعدما برزت معلومات قبل أيام حيال هذا الحراك بغية وضع المسؤولين اللبنانيين في أجواء موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي ولاءاتها وثوابتها في هذا الإطار.
أمّا جاد فياض فكتب: في ذكرى نداء المطارنة الموارنة... الحاجة اليوم إلى ما هو أكبر من نداءعشية نهاية عهد رئيس الجمهورية، تقف البلاد على مفترق طرق، بين تكرار تجربة ميشال عون وتكريس لبنان كدولة واقعة تحت السيطرة الإيرانية التي تشمل أربع عواصم، وبين محاولة إطلاق مسار يُعيد إلى البلاد شيئاً ممّا فُقد من كرامتها وسيادتها بعد مصادرة "حزب الله" قرار السلم والحرب والسيطرة على مفاصل الدولة ككلّ.
في قسم الاقتصاد
ينتظر لبنان الانفراج "الكهربائي" على خطين الأول عراقي والثاني ايراني، وإن كان الغموض لا يزال يلف كليهما. الخط الاول هو عن طريق العراق حيث لا يزال لبنان ينتظر الموافقة الخطية من السلطات العراقية لاسترداد كميات الفيول التي سترسل الى لبنان اذا ثبت انها تحتوي على نِسب مرتفعة من الكلوريد. وتؤكد مصادر وزارة الطاقة لـ"النهار" أن التواصل مستمر مع الجهات العراقية في هذا الموضوع تحديدا كما في موضوع التجديد على العقد الذي تنتهي مفاعيله آخر الجاري. وإذ أقر بتأخير قد يحصل في وصول الشحنة الأولى من الكميات المتبقية من العقد القديم والمقدرة بنحو 180 الف طن، أكد أنه ما أن تتضح الصورة يمكن للبنان الحصول على شحنات من النفط العراقي والغاز أويل لزوم تشغيل معامل مؤسسة الكهرباء بين 10 و 15 يوما فقط.
في وقت تشتد العقوبات الغربية على روسيا على خلفية حربها في اوكرانيا، والتي تحدّ من قدرة الشركات الروسية على الحصول على التمويل اللازم لمشاريعها، ومع انقطاع العلاقات بين كبريات الشركات الغربية والشركات الروسيةـ، خرجت مجموعة "نوفاتك" الروسية في الاسابيع الأخيرة معلنة الانسحاب من كونسورسيوم الشركات المتعهدة النشاطات البترولية في الرقعتين 4 و9 في المياه البحرية اللبنانية، ما طرح الكثير من التكهنات حول مصير العقود الموقعة واتفاقات الاستكشافات البترولية.
يبدو أن "كابوس" دولرة البنزين أصبح واقعاً لا مفر منه، لا بل أنّه بات قيد التنفيذ وسيُعلن عنه قريباً، في خطوة تُنذر بالخطر المحدق الذي ينتظر اللبنانيين، لا سيّما على أعتاب العام الدراسي، بعدما رفع مصرف لبنان راية الإفلاس بقراره الأخير بإيقاف الدعم الكامل عن المحروقات. فما كنا نخشاه حصل، وبات خيار الدولرة الحل الوحيد لإنقاذ ما تبقى من القطاع الذي فقد ركائزه الأساسية، فأصبح "يعرج" على خيار واحد لعلّه يكون المخرج لأزمة لا نهاية وشيكة لها إلّا حدوث معجزة... وهذا لن يحصل!
في قسم الصحة
يحتلّ لبنان المرتبة الرابعة بمؤشر التلوّث فيه ضمن 116 دولة، حيث بات التلوّث حقيقة لم تعد بحاجة إلى أرقام وإحصاءات للتثبت من صحتها، إذ يكفي متابعة ورصد حالات التسمّم والأمراض الناتجة من الملوّثات في الطعام والشراب والهواء لمعرفة ما وصلنا إليه. وما يُفاقم الأزمة هو وضع المياه في لبنان، حيث المياه التي تضخّها مؤسسات المياه الرسمية لا تتمتّع بالأمان، والمياه الموزّعة بالعبوات البلاستيكية ليست مأمونة الجانب أيضاً، فضلاً عن تكلفتها المالية الكبيرة. وفي جولة على المياه المعبّأة الموجودة في السوبرماركت، نجد أن تكلفة الصندوق الواحد المؤلّف من 6 قوارير بلاستيكيّة، سعة الواحدة منها 2 ليتر، تبلغ ما بين 42 ألف ليرة و51 ألف ليرة لبنانية. أمّا بالنسبة إلى تعبئة الخزّان فتتراوح تكلفة الصهريج الواحد لخزان سعة 1000 ليتر ما بين 250 ألف ليرة و350 ألف ليرة حسب كلّ منطقة.