أكّد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "ميشال معوض لو حظي في الجلسة الأخيرة على 66 صوتاً لكان الواقع فرض نفسه، ولما عاد بمقدور الفريق الآخر تعطيل النصاب إلى ما شاء الله، لأنه سيضطر في نهاية المطاف إلى الذهاب إلى الانتخابات، بحكم أن هناك مرشّحاً يحظى بأكثرية الأصوات في المجلس، وبالتالي من يحرقون أصواتهم يساعدون بفعلتهم هذه من يسعون إلى تعطيل الانتخابات الرئاسية بالنجاح في مسعاهم".
وخلال لقاء مع طلاب "القوات اللبنانية" في جامعة الـNDU الذين توجهوا إلى المقر العام للحزب في معراب، أوضح جعجع أنّ "الطرف القادر على إنقاذ البلاد من الفراغ اليوم هم النواب الـ22 الذين يمكنهم في الجسلة المقبلة نهار الاثنين 24 الحالي، الإحجام عن حرق أصواتهم، ولدينا متسع من الوقت قبيل الجلسة للتواصل، ونحن منفتحون على كل الحلول، وإذا ما كان لديهم طرح جدي مغاير للذي نطرحه، لينتدبوا لجنة تمثلهم لكي نتفاوض معها، وحتى إن لم يحصل ذلك فنحن سنتابع اجتماعاتنا واتصالاتنا معهم لعل وعسى، لان هذه هي الطريقة الوحيدة لتفادي الفراغ الرئاسي".
وتوجه إلى الطلاب بالقول: "الفرحة التي اعترتني لحظة دخولي القاعة مردّها ليس لفوزكم في الانتخابات الطالبية، فهذا أمر جيد ومهم، إلا أن الأهم هو أنني شعرت بمقدار الحماس والاندفاع اللذين تتمتعان بهما ورأيت الأمل في عيونكم، وهذا بالنسبة لي في هذه المرحلة هو الأساس، باعتبار أن أخطر ما يواجهنا في الوقت الحاضر هو اليأس الذي يحاولون أن يزرعوه في مجتمعنا، لذا عليكم بالعمل والجهد لكي تبقوا على ما أنتم عليه اليوم لأنه ليس سهلا أبداً على الإنسان الحفاظ على اندفاعه وحماسته وإيمانه بالوطن والقضية في ظل كل المآسي التي نمر فيها في هذه الأيام".
وشدّد على أنّ "الانتصار في الانتخابات الطالبية مهم جدّاً، لأنه يرخي جوّاً معيّناً على الساحة السياسيّة، إلّا أنّ المعركة الأساس التي على كل فرد منا الفوز بها، وعليه أن يخوضها في كل مكان وزمان هي معركة انتشال مجتمعنا من اليأس وعدم السماح لأهلنا ومن يحيطون بنا بأن يفقدوا الأمل، وللحقيقة هذه ليست معركة سهلة أبداً، لأن البطل هو ليس من يحافظ على عزيمته وأمله في أيام اليسر، وإنما من يتمكن من القيام في ذلك في أيام العسر. لذا أنا أعتبر أن هذه الأيام هي أيامنا كأفراد قررنا الإنضمام إلى حزب القوات اللبنانية لأن هذا هو دورنا الأساسي في المجتمع".
ودعا الطلاب إلى "تحصيل أكبر قدر ممكن من العلم والثقافة والإفادة بشكل كامل من هذه الفترة في حياتهم، لأنه بعد تخرجهم من الجامعات وانخراطهم في العمل يصبح الوقت المتاح يوميا لهكذا أمر أقل بكثير وبالتالي تصبح المسألة أصعب. فالثقافة هي السلاح الأبرز الذي سيحملونه في حياتهم وسيستخدمونه في مجتمعهم، وخصوصاً أنّ المواجهة التي نخوضها هي بجزء كبير منها ثقافية، انطلاقاً من هنا مهمّتنا الرئيسية هي نشر الوعي في محيطنا، ليس فقط في الجامعة وإنما في مناطقنا أيضاً حيث واجب عليكم كمجموعة نخبوية الانخراط في العمل الحزبي أيضاً وألا يقتصر عملكم على الجامعات ومن ثم المصالح المهنيّة فقط".
وختم جعجع: "نواجه أخصاماً منهم من هو سيىء جداً ومنهم من لا علاقة له بكل ما نؤمن به من لبنان الدولة والحضارة والتاريخ والثقافة وإلى ما هنالك، وبالتالي من أجل أن نتمكن من الفوز في المواجهة. عليكم أن تتقنوا المعرفة وأن تحافظوا على الحماسة التي تدب فيكم اليوم وهذه مسؤولية فردية على كل واحد منكم تجاه القضية التي نؤمن بها".