دعا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الى "الاحتكام إلى الدستور وانتخاب رئيس للبلاد، اليوم قبل غد"، مشدداً على "أننا لا نستطيع الانتظار أكثر من ذلك، والاستجابة لمطالب الناس وحاجاتهم، الذين بدأوا يفقدون الحد الأدنى من مقومات الحياة، ومن المؤسف أن الطبقة السياسية في مكان، والشعب في مكان آخر".
وقال في رسالة الى اللبنانيين لمناسبة حلول شهر رمضان المبارك: "(...) صراحة، ومن دون مواربة: إما انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة، وإما الفوضى التي بدأت معالمها تظهر شيئا فشيئا في الوطن، ويدفع الثمن المواطن.
يا ساسة لبنان، كفى بالله عليكم تضييع الوقت، أصبحنا في المراحل الأخيرة من الانهيار، وحدوا رؤيتكم في مصير بلدكم، اتقوا الله في هذا الشعب الصابر الصبور المتألم. نريد حلا للخروج من النفق المظلم، إلى متى الانتظار لانتخاب رئيس للجمهورية؟ هل المطلوب الانهيار الشامل ليبنى على الشيء مقتضاه؟
إن العملة الوطنية انهارت، فماذا أنتم فاعلون؟ ماذا تنتظرون والناس تعاني الجوع والفقر وارتفاع تكلفة الاستشفاء، أي نوع من البشر أنتم؟ وأي نوع من المسؤولين أنتم؟ لا يجوز بعد اليوم السكوت والتهاون بمصير لبنان واللبنانيين، فالساكت عن الحق شيطان أخرس في الجريمة التي ترتكب في حق اللبنانيين".
وإذ أكد "أن دار الفتوى كانت وستبقى الحريصة على وحدة اللبنانيين، وترسيخ عيشهم المشترك، وتوحيد صفوفهم، والتصدي لكل من يعمل على تمزيق وحدة الوطن"، رفض "تقسيم بلدية بيروت العاصمة التي هي رمز وحدة اللبنانيين في عيشهم الواحد، فبيروت بمسلميها ومسيحييها لن ترضى التقسيم، ونحن سنقف سدا منيعا في مواجهة المس بوحدتها، وبوحدة مؤسساتها، وعلى الساعين الى هذه الأفكار، أن يفكروا مليا في الأولويات التي تهم المواطنين، وتخفف عنهم المعاناة، وتضع حدا للبطالة، وأزمة المياه والكهرباء والاستشفاء، وحالة الضياع التي يعيشها الوطن والمواطن".