فيما كانت اللجان النيابية المشتركة تعقد جلسة عقيمة لـ"مساءلة الحكومة" لم تخرج بأي جواب أو نتيجة، بل بمواقف رتيبة وتساؤلات مكرّرة، اتجهت الأنظار إلى التصعيد الميداني غير المتوقع، على مقربة من المجلس، في محيط ساحة رياض الصلح الذي رافق اعتصام العسكريين المتقاعدين احتجاجاً على تردّي الأوضاع المعيشية. وقد حصلت مواجهات بين القوى الأمنية والعسكريين المتقاعدين لدى محاولتهم اقتحام السرايا، كما حصلت مناوشات ما بين المشاركين أنفسهم.
لم يكن الثلثاء الأسود أول من أمس يوما تفصيلياً في حياة اللبنانيين، بل فاصلاً بين سقوطين. الأول السقوط الهادئ البطيء والمنظم لليرة، الذي كنا نعيشه ونتابعه يومياً منذ ثلاث سنوات، والممسوك نسبياً منعاً للانزلاق الكبير نحو الهاوية. والثاني، هو السقوط المتفلت من جميع الضوابط والقيود الاقتصادية والقانونية والنقدية التي تملك العصا الغليظة أو السحرية لفرملته. مشاهد محطات الوقود المقفلة، أو عودة الطوابير الطويلة إليها، والصيدليات التي أُقفِل معظمها، والأفران التي بدأت بالتوقف عن العمل، وسائقي الأجرة والفانات يشتمون ويلعنون مهنة الذل التي ارتضوها، و"التعصيب" المنتشر على الطرق وبين الناس، وغير ذلك من مظاهر اليأس التي سادت الثلثاء الماضي، كلها كانت تشي بأمر واحد: لقد "جُنَّ البلد".
منذ نحو شهر، بدأت الصيدليات تفرغ من مخزون الأدوية، فاشتدّ الخناق أكثر على المرضى، ولم يعد مستوردو الأدوية يسلّمون الصيدليات الشحنات الجديدة بانتظار تقلّبات الدولار الجنونيّة.
وكالعادة، يكون الحلّ الترقيعيّ خير علاج لمشكلة الأدوية المقطوعة. هي الدوامة نفسها، ندور في هذه الحلقة المفرغة فيما صحة المواطنين تتراجع تباعاً، والموت يقترب أكثر.
نحن لا نتحدّث عن سلعة تُباع أو تشترى في السوبرماركات، بل عن أدوية تُشكّل الحياة بالنسبة إلى المرضى، وانقطاعها تهديد لهم بالموت. لكن واقع الدولرة سيطال كلّ القطاعات على ما يبدو. وإذا كانت البداية مع القطاع الغذائيّ في السوبرماركات، فالموسى حتماً ستصل إلى قطاعات أخرى، منها المحروقات والأدوية.
كان فريق "النهار" يعدّ تحقيقاً ميدانياً في بلدة #القاع الحدودية حول أزمة النزوح، حين صادف هذا اللقاء بين أحد النازحين ورئيس البلدية بشير مطر.
قصد النازح البلدية للحصول على موافقة نقل ثلاثة خيم من مخيم الى آخر داخل البلدة. وفي الحوار، يسأل مطر النازح عن زيجاته الثلاث وعدد أولاده وما يتقاضاه من مفوضية اللاجئين.
أُطلق بنجاح الأربعاء من كاب كانافيرال بولاية فلوريدا الأميركية أول صاروخ فضائي مصنوع بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد، لكنّ "خللاً" طرأ أثناء الرحلة حال دون بلوغه مداره، بحسب ما أظهر بثّ مباشر.
و"تيران 1" الذي طوّرته شركة "ريلاتيفيتي سبيس" هو صاروخ غير مأهول كان يفترض به أن يجمع بيانات وأن يثبت أنّ مركبة فضائية مصنوعة بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاء يمكنها أن تتحمّل العوامل القاسية شأنها في ذلك شأن المركبات الفضائية العادية.
تحولات كبيرة تحصل في المنطقة وفي العالم، فيما لبنان غارق في حسابات السياسيين الوضيعة. لا يمكنه أن يؤثر في مجريات الأحداث، لكنه لا يحسب بدقة للتأثيرات عليه. تغيب الواقعية السياسية عن أصحاب القرار، فريق رأى في الاتفاق السعودي – الإيراني، انتصاراً لمحور إيران، وبالتالي تقدماً في حظوظ الوزير السابق سليمان فرنجية. فيما يراهن الفريق الآخر، على أن السعودية ثابتة على موقفها في رفض مرشح قريب من "حزب الله"، وان التفاهم ليس تنازلاً، وبالتالي فإن رهانات قوى 8 آذار، ليست في محلها.
لا تشكك أي جهة محلية أو خارجية في مواقف الرئيس نبيه بري و"حزب الله" في دعمهما للوزير السابق سليمان فرنجية ومحاولتهما المستمرة لانتخابه رغم الحواجز التي تواجه الرجل.
ويتعاطى "الثنائي" بدقة عالية مع الاستحقاق رغم كل الضغوط التي تواجهها كل الكتل وسط زحمة كل هذه الملفات وأخطارها الداهمة، حيث ينام اللبنانيون ويستيقظون على سعر صرف الدولار وتقلباته التي التهمت ما بقي من الرواتب وقدراتها الشرائية والاستسلام لوحش التضخم. ويختصر مشهد العسكريين المتقاعدين في ساحة رياض الصلح أمس حقيقة مأساة كل المواطنين.
أنهت بعثة صندوق النقد الدولي برئاسة إرنستو ريغو راميريز مشاوراتها في لبنان ضمن مهمة المادة الرابعة بعد عامين من توقف هذه المهمة، على أن يعقد رئيس البعثة اليوم مؤتمراً صحافياً يعلن فيه نتائج تلك المشاورات التي شملت ربما للمرة الأولى، إلى جانب السلطات المالية والنقدية والتشريعية، عدداً غير قليل من الفاعليات الاقتصادية والمصرفية والمالية والقانونية والمجتمع المدني والإعلام، في مسعى لتوسيع مروحة المشاورات والاستماع إلى مختلف وجهات النظر في ما يتصل بالأوضاع العامة والمخاطر المحيطة بالاستقرار المحلي والخارجي والسياسات والإصلاحات المطلوبة من أجل مواجهتها.
منذ أكثر من شهر كانت الاستعدادات في ذروتها لاستقبال "بيروت عاصمة الإعلام العربي - 2023". يومذاك، أعلن وزير الإعلام زياد مكاري فعاليات المؤتمر، معتبراً أن لهذا المؤتمر أكثر من أهمية ورمز، كونه يُعقد في قلب العاصمة اللبنانية، وفي هذه الظروف بالذات.
في المبدأ، تأجل المؤتمر إلى ما بعد شهر رمضان، أي أن من المفترض أن يعقد بين أواخر نيسان المقبل ومطلع أيار كحد أقصى، إن لم يطرأ طارئ ما يغيّر المجرى المرسوم، لاسيما على الساحة اللبنانية "الملتهبة" أصلًا بأكثر من أزمة.