بدأت القطاعات الحياتية في لبنان تعود إلى تأزمّها مع بدء مغادرة المغتربين منه، وبدأ يتحضّر اللبنانيون على كيفية التعايش مع الأشهر الثلاثة المقبلة التي يتحدث خبراء وسياسيون على أنها ستكون الأصعب. ومؤشرات هذه الصعوبة تكمن بسياسة مصرف لبنان برفع الدعم التدريجي عن البنزين، مع تعديل بنسبة الدولار المدعوم والمؤمَّن من قبل البنك المركزي وفقاً لمنصة صيرفة من %70 إلى %55، ما يطرح تساؤلات بشأن إمكانية لجوء مستوردي البنزين للسوق السوداء.
رئيس تجمّع الشركات المستوردة للنفط في لبنان مارون شمّاس أكد للـ"النهار" إلتزام الشركات تسعيرة وزارة الطّاقة على مستوى المحروقات وأن الكلام عن لجوء الشركات إلى السوق السوداء "باطل".
وأشار إلى أنّ "تسعيرة اليوم هي 55% على سعر منصّة صيرفة، و45% بحسب دولار السوق السوداء ومن المرجّح أن يتّجه المصرف لرفع التسعيرة بشكل تدريجي".
بدوره، أشار ممثّل موزّعي المحروقات في لبنان فادي أبو شقرا، في حديث لـ"النهار"، إلى أنّ "مصرف لبنان كان يؤمّن في السابق 100% من الدولار لشراء المحروقات، أمّا اليوم، فالموزّعون والمحطّات باتوا يتحمّلون 45% من الدولار".
وعن إمكانية أن تُصبح تنكة البنزين بالدولار، جزم أبو شقرا بأن "تسعيرة البنزين هي بين وزارة الطّاقة ومصرف لبنان حصراً". وتمنّى على وزير الطّاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فيّاض والمعنيين في الشّركات زيادة عدد البواخر في لبنان تلبيةً لحاجة السّوق وجميع المحطّات.
كما اعتبر أبو شقرا أنّ المواطن اللبناني "عم يتعوّد" على غلاء مادة البنزين مهما بلغ سعرها، بسبب الحاجة إليها، بخاصّة في ظل عدم وجود بديل في السّوق". وختم أبو شقرا بالتأكيد على ألّا "توقعات للمرحلة المقبلة، لأن العمل يجري "كلّ يوم بيومو".