ليست الجامعة الأميركيّة في بيروت ككلّ الجامعات، بمعنى، أنّ الأحزاب التقليدية فيها فقدت نكهتها، وتلاشت، كي لا نقول اضمحلت.
مع انتهاء الماراتون الانتخابي في الجامعات الخاصة لانتخاب مجلس طلابي الأسبوع الفائت، عادت الأحزاب التقليديّة لتتبوأ الصدارة، خصوصاً بعد الاهتزاز الذي أصاب الكثير منها على إثر انتفاضة 17 تشرين. وقد تجلّت العودة من خلال المعارك الضارية التي خاضتها هذه الأحزاب، ولو أن الفوز كان من نصيب السيادية منها، وظهر جلياً مع الفوز الساحق الذي حقّقه حزب "القوات اللبنانيّة" بدءاً بالـLAU مرواً بجامعة "سيدة اللويزة"، وصولاً إلى الـUSJ.
أمّا في الجامعة الأميركيّة في بيروت، قُلبت المعايير إذ كسحت القوى التغييريّة والعلمانيّة الانتخابات الطالبيّة، حيث بدى حضور الأحزاب السياسيّة خجولاً في ظلّ معركة شرسة كان شعارها "التغيير يبدأ من هنا"، وبهذا الانتصار تكون الجامعة الأميركيّة الوحيدة التي يتضمن مجلسها أكثرية "تغييريّة" و"علمانيّة". والسؤال، لماذا تفوّق هؤلاء في ظل خفوت الأحزاب من ساحة المنافسة؟
يقول الأستاذ المحاضر في التاريخ مكرم رباح لـ"النهار" إنّ "فكرة اختفاء الأحزاب التقليديّة في الجامعة غير صحيحة، هم حاضرون لكنهم لا يتدخلون في الشؤون السياسيّة، وذلك جراء النظام الانتخابي في الـ AUB."
ويشرح رباح أنّ "النظام النسبي الخاص في الجامعة يسمح لجميع الأفراد بالترشح وحتى الفوز، الأمر لا يعتمد على الدعم الحزبي أو حتى عمل الماكينة الانتخابية، وذلك ساهم بشكل كبير بإبراز قوّة "التغييريين".
ويشير رباح إلى أنّ "ثورة 17 تشرين ساهمت بتغيير الواجهة، لأنّ الأحزاب التي لم تنضم إلى هذه الحركة الجديدة انسحبت من الجو السياسي، وحين يتغيّر الأمر بهذا الشكل في السياسة العامة يصبح لدينا "انقطاع"، فبعد ثلاثة سنوات لا تزال هذه الأحزاب تحاول ترميم قاعدتها، والطلاب توقفوا عن "تأليه" الزعماء بعد الآن.
من سنتين، فاز نادي العلماني بجميع المقاعد، لكن هذه السنة تراجع، ويشدّد رباح على فصل "العلمانيين" عن "المستقلين"، ولا يجب جمعهم بخانة واحدة، فهم لديهم اختلافاتهم.
وعلمت "النهار" أنّ الأحزاب التقليديّة حصلت على أربعة مقاعد: ثلاثة للثنائي الشيعي، وواحد لـ"التيار"، لكنّ خلال الانتخابات لبس هؤلاء المرشحين الأربعة ثوب "التغييريين"، إلى أن اتضح لاحقاً أنهم ينتمون إلى جهة معيّنة.