تبنّت جامعة القديس جاورجيوس في بيروت شعاراً أنها جامعة للحياة، وهو شعار يأتي في توقيت لبنان المهدَّد بوجوده وكيانه وتنوعه الثقافي وشبابه الذين يغادرون الوطن في زمن اليأس من طبقة حاكمة تعيش انفصاماً حاداً عن واقعنا التراجيدي والمأسوي، والذي بات قوتنا اليومي.
في أحد مباني الجامعة، وكان سابقاً مبنى المستشفى القديم ذا الطابع التراثي، والذي يعود بناؤه الى عام 1913، مع ترميمه وتحديثه بما يتطلبه الزمن الحالي، دشّن متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده هذه الجامعة بصلاة تبريكية في حضور وزير التربية عباس الحلبي، رئيس الجامعة الدكتور طارق متري، وفريق عمل الجامعة الأكاديمي والإداري ومشاركة شخصيات رسمية عدة.
الحضور الحاشد في حفل التدشين، والذي كان في غالبيته من الشباب العاملين في الجامعة، جاء ومضة أمل في هذا الزمن التراجيدي من تاريخ لبنان.
الجامعة، التي تعتمد اللغة الانكليزية لغة أساسية، إنطلقت هذه السنة ببرامج في كلّيتي الطب والآداب والعلوم وتتطلع الى افتتاح كلّيتين للتمريض ولإدارة الأعمال قريباً. وهي توفر العلم لطلابها من خلال أٌقساط مدروسة ومساعدات جامعية بعد دراسة يجريها القيّمون على هذا الموضوع.
وأبرزت الكلمات التي ألقيت في المناسبة أهمية هذا المشروع التربوي الكائن قرب مستشفى القديس جاورجيوس من خلال كلمة رئيس الجامعة الدكتور متري أثنت على انطلاقة كلية الطّب التي بدأت سنتها الأولى في رحاب هذا المبنى، وتمايزت بالشراكة الوثقى بين الجامعة والمستشفى، مشدداً على أن "المشروع الجامعي، الهادف إلى توفير تعليم عال وعلى مستوى عال وبأقساط معتدلة نسبياً، هو قضيّة نبيلة، آمن بها القيّمون عليه والأساتذة والعاملون جميعهم".
بالنسبة الى الوزير الحلبي، فإن الجامعة "تعكس المبادئ والثوابت التي يجسدها المطران عوده، الصوت الصارخ في برية الوطن، المرشد الناصح، والقائد الروحي والوطني والإجتماعي، الذي يسمع صوته الجميع، ويحترمه القاصي والداني، ويحسب لموقفه ألف حساب في القضايا المفصلية، وإنْ كان احيانا لا بل غالبا يزعج الذين يتربصون بالوطن ويحاولون تغيير معناه ومبناه، إلا انه دوما على الحق صامد وعن الوطن مدافع".
عوده
وفي الختام كانت كلمة المطران عوده الذي أكد أن "رأس المال الحقيقيّ ليـس نـفْطًا لا يَزال في البحر ولا نعلم متى يُسـتخرج، إِن استُخرج وأُحسِن استثماره"، مشيراً الى أن "رأس المال الحقيقي هو العِلم، أَمَّا الجَهْلُ فهو العدو الأَكبر".