كارلا سماحة
أعاد حادث السّير المأسويّ الذي وقع اليوم وأودى بحياة ثلاثة طلاب من جامعة "البلمند" على طريق شكا، إلى الواجهة ملف انهيار الجبل في المنطقة، والذي حتّى الساعة يتمّ اعتماد الحلول "الترقيعيّة" و"المؤقتة" بدل التّفكير بحلول "مستدامة" حمايةً للسلامة العامّة.
"حادث السير على طريق شكا".
فبالعودة إلى بداية العام 2019 حين انهار جزء من أتربة جبل شكا وسقط جرحى، لا أحد أخذ المبادرة وتحرّك. والمشكلة الأكبر، أن هذا الجبل معروفٌ منذ التاريخ على أنه معرّض للانهيار بسبب "طبيعة" تربته الرّخوة والانحدارات القويّة الموجودة فيه، ويقال حتّى إن زلزال العام 551 الذي ضرب لبنان، حرّك في التربة كثيراً وبات منذ ذلك الوقت معرّضاً للانهيار، وما من دراسة طُبّقت حتى الساعة لحماية الناس من أي خطر ناتج عنه.
"جبل شكا".
نائب رئيس مؤسسة "اليازا" جو دكاش تناول الموضوع، وشرح لـ"النهار" أن الانهيارات التي حصلت من الجبل، تسبّبت في تضييق الطريق بسبب القواطع التي وُضعت عليه لمنع السيارات من المرور في محاذاة الجدار.
وأضاف أنه حتى الآن، يجول المواطنون ذهاباً وإياباً على الخط نفسه، فيما قُسّم المسلك الغربي على الطريق السريع إلى جزأين بفواصل حديديّة ليتّسع للسيارات المتوجهة من بيروت إلى الشمال، وتلك الخارجة من الشمال إلى بيروت، فتُحشر المركبات على الطريق، ويُعرّض الكثيرون حياتهم للخطر، هذا عدا عن تضييع الوقت والبنزين بسبب زحمة السير الخانقة.
ولفت إلى أن هذا الطريق "منذ أيّام العزّ" غير مؤهل للسير ولا إنارة عليه، وما من وزير أخذ المبادرة لحلّ المشكلة، متأسفاً من ردّة الفعل التي لا تحصل إلا بعد "الموت".
وأشار أيضاً، إلى أن أهالي المنطقة تحدثوا خلال حصول زلزال تركيا عن هذا الموضوع، وعلّقوا على أسلوب تعاطي الدولة اللبنانية مع الزلزال خارجاً، فيما لا تبدي اهتمامها بسلامة أبنائها المعرّضين للخطر كل يوم مع وجود جبل معرّض للانهيار، خصوصاً في حال حدوث زلزال قوي.
وعن حادث السير قال دكاش، إن المعلومات الأوّلية تشير إلى أن الشاحنة السورية كانت مسرعة ومحمّلة بوزن كبير، عدا عن أن الطريق غير مؤهّل للسير.
فيما لفت مصدر أمني لـ"النهار"، إلى أنه تمّ القبض على سائق شاحنة النقل بعد أن فرّ منذ الصباح، وهو سوري الجنسية.
بالمختصر، ومع بروز موسم الزلازل، على الدولة التحرّك العاجل لمعالجة كارثة انهيار جبل شكا وإعادة توسيع الطريق في المحلّة، قبل وقوع ضحايا جُدد... ضحايا "الإهمال والفساد".
ووَقع حادث سير مفجع، فجر اليوم، عند نفق في شكا، حيث اجتاحت شاحنة سيارة تقلّ 5 طلاب من جامعة البلمند، ما أدّى إلى سقوط 3 ضحايا، وهم ميرالا عز الدين، داريا مكتبي ومحمد رحال، وإصابة اثنَين آخرين بجروح خطرة.
وأدّى الحادث إلى انشطار السيارة لنصفَين، وقد عمل عناصر الصليب الأحمر على نقل الضحايا والجرحى إلى المستشفيات.
ونعت رئاسة جامعة البلمند، وقالت في بيان: "ببالغ الحزن واللوعة، تنعى جامعة البلمند ثلاثة من طلابها الذين وافتهم المنية فجر يوم الجمعة 24 شباط إثر حادث سير مروع في شكا، وفرار من تسبب بهذه الكارثة".
وعجزت الجامعة عن التعبير عن مدى "حسرتها من هول هذه الفاجعة"، وتقدمت بأحر التعازي من ذوي طلابها "المغدورين سائلين الله ان يمن على محبيهم بالصبر والسلوان وان يسكنهم في فسيح جناته ويرحم نفوسهم".
وختمت مؤكدة أنها "ستتابع مع الجهات الأمنية ملابسات هذا المصاب الأليم لإحقاق الحق لكي لا تتكرر حوادث من هذا النوع "، ودعت الى قداس يقام لراحة نفوسهم الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر الثلاثاء 28 شباط 2023 في دير سيدة البلمند البطريركي.