بدأ القلق يتسرّب إلى قلوب اللبنانيين بسبب اختفاء الشيخ أحمد الرفاعي من دون معلومات عن مصيره حتى الساعة، فيما تتابع دار الفتوى القضية بجديّة وحكمة وتتواصل مع الأجهزة الأمنية التي تتابع تحقيقاتها.
معلومات كثيرة تتداول حول عملية اختفاء ابن بلدة القرقف العكارية وإمام مسجدها وخطيبه، من دون أي سند حسّي أو تأكيد، وكأنما هناك من يحاول تضييع البوصلة وإشاعة ضبابية بشأن اختفائه في محاولة لترتيب الخروج من هذا المأزق بأي طريقة ممكنة.
اللواء النائب أشرف ريفي أوضح لـ"النهار" بأن لا شيء حسيّ وواضح وثابت حتى الساعة، والمعلومات المتداولة عبارة عن ثرثرات أكثر ممّا هي معلومات مؤكّدة.
وطلب ريفي عبر "النهار" من كلّ الأجهزة الأمنية الرسمية، أي مخابرات الجيش، المعلومات، الأمن العام وأمن الدولة، إصدار بيان رسميّ بشأن آخر المعطيات المتعلّقة بهذه القضيّة وما إذا كان الشيخ الرفاعي موجوداً لديها أم لا، لطمأنة المواطنين على أن عمل الأجهزة جديّ ومتواصل وأن الشيخ الرفاعيّ ليس موجوداً لديها.
وبشأن التسريبات عن وجوده لدى الأمن العام أو لدى أمن الدولة، خصوصاً أن السيارات التي قيل إنّها خطفته "كيا" رباعيّة الدفع، ومتوافرة لدى الجهازين، أشار ريفي إلى أنه حتى الساعة هي توقعات ولا شيء مؤكّد، من هنا، نطالب الأجهزة بتوضيح رسميّ بهذا الشأن، مضيفاً: "في حال حدا طلع على الشجرة وما عم يعرف ينزل منها، يبلّش ينزل"، لأنّ المجتمع بات قلقاً، والتخوّف يزداد من خلفيّة عدم وجود الشيخ الرفاعي لدى الأجهزة الأمنية.
وأشار رداً على سؤال إلى أن احتمالات اختفائه هي ثلاثة، فإمّا أنّه مخطوف أو موقوف أو هناك أسباب خاصّة شخصية استدعت اختفاءه.
وعن تخوّفه من فتنة مذهبية أو طائفية في طرابلس أو تنطلق منها، قال ريفي: "إذا طالت الفترة الزمنية من دون أن يتوضح مكان وجود الشيخ الرفاعي، نخشى أن تكون هذه المسألة مقدّمة لخلق أجواء متوترة بين الفئات اللبنانية ورفع مستوى الاحتقان الداخلي".
وشدّد ريفي على أنّه يتابع المسألة مع مفتي عكار ومع الأهالي، مؤكّداً وضع خبرته بتصرّفهم، ومجدداً الطلب من الأجهزة الأمنية الأربعة إصدار بيان للتوضيح ما إذا كان موقوفاً لديهم أم لا؛ وهل القضاء على علم بذلك؟
بيان الأمن العام
وكان صدر عن المديرية العامة للامن العام البيان الآتي: "بتاريخ 20/2/2023، انتشر خبر اختفاء الشيخ احمد شعيب الرفاعي في مدينة طرابلس. على اثر ذلك، اتخذت الاجهزة المعنية في المديرية العامة للامن العام الاجراءات الآيلة لكشف مصير الشيخ الرفاعي، وتم التواصل مع بعض المراجع في مدينة طرابلس وعكار للوقوف منهم على آخر المعطيات والظروف التي رافقت عملية الاختفاء وتبادل المعلومات في هذا الخصوص. وقد أكد المسؤولون في الأمن العام لكل من اتصل بهم عدم معرفتهم بمكان اختفاء الشيخ الرفاعي، وانهم تلقوا تعليمات من المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم لمتابعة هذا الملف، وبذل الجهد اللازم لإماطة اللثام عن هذه القضية.
ولكن، بعد مرور ثلاثة ايام على عملية الاختفاء، بدأت تصدر مواقف وتصريحات وتغريدات من بعض الاشخاص، ومن بينهم شخصيات معروفة ومسؤولة، تتضمن كلاماً يحمل في طياته توجيه اصابع الاتهام في "خطف" الشيخ الرفاعي الى الامن العام، مرفقاً بتعابير تنم عن الكراهية والحقد والتحريض المذهبي، وتدعو الى التسلح والدعوة الى التحرك في الساحات.
ان المديرية العامة للامن العام؛ ومن موقعها الرسمي وحرصها على امن اللبنانيين بشكل خاص والمقيمين على الاراضي اللبنانية بشكل عام، وكل ابناء مدينة طرابلس وعكار وكل الشمال يعرفون ذلك، ويعرفون مدى العلاقة الانسانية والخدماتية التي تربطهم بها، وأن أبوابها مفتوحة دائماً لهم؛ تشجب هذه المواقف التي تصدر عن اشخاص يُفترض بهم أن يكونوا على قدر كبير من المسؤولية في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد. وتؤكد المديرية لأهلنا في بلدة قرقف في عكار ان ابنها الشيخ الرفاعي غير موجود لديها، ولا علاقة للامن العام بهذه القضية، وهي تسعى بكل ما لديها من امكانات لمعرفة مصيره. وان المدير العام اللواء عباس ابراهيم جاهز لاستقبال وفد من اهالي هذه البلدة العزيزة عندما يرغبون هم بذلك.
أما بالنسبة إلى أولئك الذين يتعاطون بهذه القضية الانسانية عن طريق التحريض المذهبي، وبث الكراهية، وسوق الاتهامات الكاذبة بحق الامن العام، سوف يكون لنا موعدا معهم في القضاء لكشف زيف ادعاءاتهم وافتراءاتهم".