تشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن "حزب الله" حصل في السنوات الأخيرة على وسائل قتال بحرية قد تُوسّع من حيّز المواجهة المقبلة مع إسرائيل، وتهدّد السفن الحربية الإسرائيلية ومنصات الغاز والحفارات والمرافق الحساسة والاستراتيجية على طول ساحل البلاد.
ووفق التقديرات الإسرائيلية، التي أوردتها وسائل إعلام إسرائيلية، فإن "حزب الله" يملك قطعاً صغيرة تحت الماء يستطيع أن يتحكم بها من بعد، وطائرات مُسيّرة من دون طيار، وصواريخ دقيقة وعشرات الصواريخ المضادة للسفن.
وهناك معطيات إسرائيلية تشير كذلك إلى أن إيران أمدت "حزب الله " بصاروخ "خليج فارس"، وهو صاروخ باليستي مضاد للسفن الحربية (أرض - بحر) قصير المدى، وقادر على تدمير الأهداف الثابتة والمتحركة في عرض البحر.
وفي الترجيحات الاسرائيلية، يبلغ مدى صاروخ "خليج فارس" نحو 400 كيلومتر، وقد يصل قريبًا إلى 700 كيلومتر، وله رأس حربي قتالي يبلغ وزنه 650 كيلوغرامًا، وهو مدمج مع نظام صاروخيّ موجّه، يسمح له بالوصول إلى دقة تبلغ ثمانية أمتار ونصف من الهدف.
ويحذّر الجيش الإسرائيلي من أن مدى التهديدات البحرية لإسرائيل، المباشرة وغير المباشرة، قد اتّسع. وباتت التهديدات تشمل كل من العراق واليمن وسوريا ولبنان وغزة، كما أن التهديد البحري الرئيسي من الجانب الإيراني تصاعد خلال الفترة الأخيرة.
وبناء على هذه التقديرات، يعتزم الجيش الإسرائيلي زيادة انخراطه وتركيزه على ساحة المواجهة البحرية مع إيران، في ما يشمل ما تزعم إسرائيل أنه سفن مدنية إيرانية، تم تحويلها لتكون قادرة على تنفيذ أنشطة عسكرية في البحر الأحمر، وتمّ تزويدها بصواريخ أرض - بحر، وصواريخ أرض - جو، وطائرات من دون طيار.
ويفيد معنيون في الجيش الإسرائيلي، إن "المسؤولين في إيران اتخذوا قرارًا بالتأثير خارج نطاق الخليج العربي وبحر العرب، وبالتالي دفعوا السفن إلى البحر الأحمر بطريقة لا تهدّد مصالح إسرائيل فحسب، بل تهدد طرق التجارة البحرية التي تؤثر على العالم بأسره".
وتسعى إسرائيل إلى توسيع دائرة المواجهة البحرية ونقل العديد من القطع الحربية إلى منطقة البحر الأحمر. ويسعى الجيش الإسرائيلي لتعزيز تمثيله في صفوف قوات الناتو والأسطول الخامس الأميركي في البحرين.
وأشارت التقارير إلى أن خطة الجيش الإسرائيلي، التي سيضعها رئيس الأركان، هرتسي هليفي، بحلول أيلول المقبل، متعددة السنوات، وستأخذ بعين الاعتبار توصية قائد سلاح البحرية، دافيد سلمه، بتأثير أكبر لسلاح البحرية في عملية صنع القرار في الجيش الإسرائيلي.
وفي عام 2022 نفّذت البحرية الإسرائيلية نحو خمسين عملية قبالة سواحل غزة والبحر الأحمر والجبهة الشمالية (لبنان وسوريا) ووجهات أبعد، بحسب ما ورد في التقارير الإسرائيلية. وكجزء من الاستعداد لتصعيد أمني محتمل، تتعرض خلاله قواعد بحرية إسرائيلية لهجمات، هناك 12 سفينة صواريخ تابعة لسلاح البحرية الإسرائيلي في نشاط دائم ومتواصل.
وستتلقى البحرية الإسرائيلية أول سفينة هجومية برمائية اسمها "نحشون" هذا الصيف. وخلال الشتاء، ستتلقى سفينة هجومية برمائية ثانية، فيما يتم بناء غواصات حربية لصالح إسرائيل في ألمانيا، وسفن حربية في أحواض بناء السفن الإسرائيلية.
وتسعى إسرائيل كذلك إلى تسريع استخدام السفن غير المأهولة في المهام الهجومية والدوريات الدفاعية، واعتماد أدوات الذكاء الاصطناعي التي من شأنها تقصير العمليات التشغيلية.
ووفق تقييم الجيش الإسرائيلي، فإن الطائرة المسيرة "شوفال" التي يستخدمها سلاح البحرية ستكون قادرة على تمديد ساعات عملها إلى أكثر من 12 ساعة متتالية بفضل تطويرها تكنولوجيًا.