صباح الخير، إليكم آخر مستجدات الأربعاء 24 آب 2022
مع ان انهيار الجزء الشمالي من صوامع الاهراءات في مرفأ بيروت، وتحرك أهالي ضحايا انفجار المرفأ لالزام الحكومة حماية الجزء الجنوبي، احتلا واجهة المشهد الداخلي امس، فان ذلك لم يحجب تقدم تداعيات الازمات الاجتماعية بقوة منذرة بمزيد من تفاقمها عند مشارف استحقاقات بالغة الخطورة لاسيما منها التخبط في تعقيدات الملف الحكومي، واقتراب بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية الجديد، وترقب التطورات المتصلة بملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.
قراءة شوقي أبي شقرا مثل النهر السارح نزولاً، والكتابة عنه مثل النهر العاصي طلوعاً. عندما أقرأه لا أحسب حساباً لشيء، لا لقافية ولا لوزن ولا لبداية أو فقرة أو فاصلة. دفق من الألق والعذوبة والصفاء، ومفردة طفولية نقيّة ومنذورة للجمال والموسيقى. لا أعرف ماذا يسمّى هذا النسق في الشعر أو في النثر أو في أيّ جنس أدبي آخر. وربّما، الأجدى ألا تعرف، فهذا سرّ مسحور ومزيج من خلائط الطبيعة والألوان والحبّ ورقّة النفس. لذلك يُنصح قرّاؤه بالوقوف عند العتبة، أو بلغة شوقي أبي شقرا، بالوقوف فوق مصطبة، أو على حافة البركة، أو في ظلّ القمر، وهناك يقرأ حتى تقف المشاعر جميعها بالصفّ، خاشعة للشاعر مسيح المفردة الملائكية وقاموس أول الربيع وحامل مفاتيح النسائم.
مقالات اليوم
كتّاب "النهار"
لا يزال الرئيس المكلّف تأليف الحكومة منذ بضعة أشهر يتعثّر في إنجاز مهمّته رغم الحاجة الى وجودها في مرحلة الانهيار الشامل الذي أصاب الدولة ومؤسساتها الدستورية والسياسية والاقتصادية والنقدية، والفقر المدقع والفقر المدقع الذي حل باللبنانيين من جرّاء انقساماتهم الطائفية والمذهبية، كما من جرّاء فساد منظوماتهم السياسية المتنوّعة التي كانت هي الأداة التنفيذية له، علماً بأن تعثره لم يُثر في البداية قلق أحد وغضب أحد ذلك أن اهتمام قادة الطوائف والمذاهب كان عدم التلهّي بتأليف حكومة ذات عمر قصير ينتهي بانتخاب رئيس جديد للجمهورية. وقد عبّروا عن ذلك أمام متابعيهم اللبنانيين. لكن الوعي حلّ عليهم دفعة واحدة عندما أدركوا الصعوبات الفائقة لتأليف حكومة تتولّى القيام بمهمات رئيس الجمهورية إذا ما تعذّر انتخاب بديل من الرئيس ميشال عون، كما عندما ازدادت شكوكهم في إمكان تلافي الفراغ الرئاسي في قصر بعبدا بعد عودة عون الى منزله في 31 تشرين الأول المقبل.
على رغم ان الحركة الديبلوماسية العربية او الغربية تكاد تكون غير ملموسة في هذه المرحلة قبيل بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ربما ربطاً بالعطلة الصيفية، فلا يمكن القول بحسب مصادر سياسية ان الضغوط الخارجية من اجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية لم تبدأ بعد وإن لم تكن ظاهرة حتى الآن للعيان. هذه الضغوط يرجَّح ان تأخذ مسارا مماثلا لذاك الذي اتخذته الضغوط التي مارستها دول عدة من اجل اجراء الانتخابات النيابية في موعدها والتي لا يمكن استكمالها إلا بانتخاب رئيس جديد قبل انتهاء ولاية الرئيس الحالي الذي لا تعتقد هذه المصادر ان بامكانه البقاء تحت اي مسوغ في قصر بعبدا حتى لليوم التالي لـ 31 تشرين الاول المقبل لان البلد لا يتحمل ويُخشى ان يفجر ذلك اهتزازا امنيا كبيرا.
بدأ العد العكسي للمهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية التي تبدأ اعتباراً من مطلع أيلول المقبل وسط استمرار حال الغموض الذي يلفّ المشهد السياسي على مسافة أسابيع قليلة من الاستحقاق، حيث تغيب أي معالم يمكن من خلالها استشراف آفاق المرحلة المقبلة، كما تغيب الأسماء الكبيرة المرشحة لتبوؤ سدة الرئاسة الاولى. ولا تحضر حتى المعايير التي وضعها البطريرك الماروني قبل أسابيع، إلا لدى مجموعة من الشخصيات التي ترى في تلك المعايير ما ينطبق على مواصفاتها، من دون ان تحظى بأكثر من تسريبات او تسويق في الإعلام.
يُرجح أن يتقرر في مطلع أيلول المقبل موعد بدء السنة الدراسية الجديدة في #التعليم الرسمي، اي موعد فتح #المدارس لاستقبال طلبات التسجيل والتحضير للدراسة. والواقع أن جهوداً كبيرة تبذل على مستوى التربية لبدء سنة دراسية بإعطاء الأولوية للمدرسة والمعلمين وتأمين الحد الأدنى من المقومات كي لا تكون الدراسة عرجاء أو تبدأ بالتعطيل والإضرابات، خصوصاً وأن اللقاءات لم تتوقف بين رابطات التعليم ووزير التربية عباس الحلبي لحل المشكلات التي تواجه انطلاقة التعليم وتلبية مطالب الاساتذة وتأمين التمويل للمدارس وللصناديق، علماً أن الدورة الثانية من الامتحانات الرسمية ستجرى نهاية الشهر الجاري للتمكن من التفرغ للتعليم.
تختلف القوى والمكونات السياسية في البلاد حول كل القضايا والملفات المتراكمة، لكنها توشك ان تُجمع على أمر واحد هو إلقاء كل التبعات على عاتق رئيس حكومة تصريف الاعمال الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، الى درجة صُوّر الرجل معها في وضع المسؤول الاول والاخير عن كل ما عصف بالنظام والتركيبة من ازمات، ووريث تركة الانهيارات وسوء الادارة والاداء منذ العمل بنظام الطائف الى اليوم.
كل مرشّح للرئاسة لا يملك إلا المطالبة بتطبيق القانون، وحسب، يجب استبعاده من السباق الرئاسي.منذ اقتراب المهلة الدستورية للانتخابات الرئاسية، تضجّ الساحة السياسية بخطابات تحدّد مواصفات الرئيس المقبل وتتبارى في تحديد المعايير الواجب اعتمادها لتصنيف المرشحين، بين مقبول وغير مقبول.مبادرة #وليد جنبلاط تجاه "#حزب الله" جاءت في هذا السياق، فاستهدفت تضييق المسافات بين القوى الرئيسية في البلاد لفتح الطريق أمام انتخاب رئيس وسطي، لا يكون مرتهنا لمحور واحد كما الرئيس ميشال عون.
في قسم السياسة
في أول أيلول المقبل سيفتتح مجلس النواب اللبناني المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، فكيف ستتعامل باريس مع هذه الانتخابات الرئاسية التي لم تتوضّح حتى الآن معالمها؟ وهل سيكون لباريس الدور الذي تطمح إليه في تأمين حصول هذه الانتخابات في موعدها؟ وهل ستتخطى السلبيات التي تركها فشل تطبيق مبادرتها؟
عقدت الجمعية العمومية للقضاة اجتماعا في القاعة الكبرى لمحكمة التمييز، حضرها نحو 400 قاض يتقدمهم رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود. وافيد ان المناقشات تناولت أسباب الاعتكاف الذي دخل أسبوعه الثاني، وقرر المجتمعون وبالاجماع الاستمرار في الاعتكاف وإبقاء اللقاءات مفتوحة لمتابعة كل التطورات. وتلفّ حال من الجمود بيت العدالة ما عدا الحالات الإستثنائية في النيابات العامة الإستئنافية. وجاء التصعيد القضائي الذي أيّده ثلثا القضاة إثر "الإستلشاق" المستمر للسلطة السياسية في التعاطي مع أوضاع القضاة المادية والمعنوية في قصور العدل المهملة من كل النواحي الحياتية. ولا يبدو حتى الساعة ان ثمة حلولا جدية من الدولة حيال الأزمة المطروحة ما يهدد قطاع العدالة في المرحلة الإنتقالية الصعبة التي تجتازها البلاد.
تتردّد تقديرات بأن فرنسا قد تتحضر لإرسال موفد الى بيروت ربطاً باقتراب الاستحقاق الرئاسي والحدّ من الانحدار الذي يسلكه البلد، ويُنقل في هذا السياق أن سفيراً فرنسياً سابقاً في بيروت ومن الدائرة الضيّقة للرئيس إيمانويل ماكرون أجرى سلسلة اتصالات في الأيام الماضية مع قيادات لبنانية ومع بعض المسؤولين الإيرانيين من أجل تهدئة الوضع، على اعتبار أن إيران ممّن يمسكون بالملفّ اللبناني بكل تفاصيله عبر "حزب الله" الحليف الأبرز لهم في الداخل والخارج.
في قسم المجتمع والمناطق
بعد وقوع المجموعة الشمالية من الصوامع بصفتها أحد عناصر الصامت الشاهد على جريمة 4 آب 2020، تتوجّه الأنظار الى مصير الصوامع الجنوبية وكيفية تفريغ ما بقي من قمح مخمّر فيها لإبقاء معلم "شاهد" على وجعنا يوم اغتيال مدينة بيروت وناسها، وهذا منوط بما ستؤول إليه اللجنة الفنية في نقابة المهندسين في اجتماع عصر اليوم مع لجنة الأشغال النيابية في مجلس النواب. في المقابل، أكد رئيس قسم الكيمياء في كلية العلوم في جامعة القديس يوسف الدكتور شربل عفيف في اتصال مع "النهار" أن الغبار المتصاعد من الصوامع التي انهارت اليوم من المجموعة الشمالية، اتجه بمعظمه نحو البحر، ما قلص من أثر التلوّث على صحّة المواطنين.
في قسم الاقتصاد
في وقت يعيش اللبنانيون على صفيح الغلاء وارتفاع سعر صرف الدولار الاميركي والمشتقات النفطية، وفي انتظار مرير لنتائج المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والمؤسسات الدولية المانحة، يعيش اهل الحكم والسلطة صراعاتهم ومناكفاتهم ورمي كرة القرارات غير الشعبية في مرمى بعضهم البعض. فمن أولى أولويات مطالب صندوق النقد الاصلاحية إقرار موازنة متوازنة وعدت الحكومة بانهاء مسودتها في أسرع ما يمكن. لكن "اسمع تفرح... جرّب تحزن". فموازنة 2022 العتيدة لا تزال تتنقل بين وزارة المال ولجنة المال والموازنة من دون ان تستقر ارقامها وبنودها على سعر صرف محدد أو سعر دولار جمركي يحدد ايراداتها بشكل واقعي.
في نهاية حزيران 2021 بدأ #مصرف لبنان بتمويل استيراد #المحروقات وفق سعر 3,900 ليرة للدولار بدلا من السعر الرسمي الأساسي 1507.5، حيث يقوم مصرف لبنان بتوفير 85% من القيمة الإجمالية لكلفة الاستيراد وفق سعر 3,900 فيما يؤمّن المستوردون البقية من السوق الموازية وفق سعر الصرف السائد فيه، فارتفعت أسعار المحروقات نحو 35%. وفي آب 2021، أعلن مصرف لبنان تمويل 100% من كلفة استيراد المحروقات وفق سعر صرف 8 آلاف ليرة للدولار بدلا من 3,900 ليرة، فارتفعت أسعار المحروقات 67% للبنزين 98 أوكتان، 66% للبنزين 95 أوكتان، 50% للغاز المنزلي و73% للمازوت. ثم تحولت القاعدة بدءا من 15/11/2021 إلى تأمين %10 من #الدولار الاميركي من السوق الموازية و90% وفق سعر صرف منصة "صيرفة". واستمرت هذه القاعدة لغاية 10/12/2021 وبعدها تحولت إلى تأمين 15% من الدولار الأميركي من السوق الموازية و85% وفق سعر صرف منصة "صيرفة". أما في منتصف آب الحالي، فتحولت المعادلة إلى توفير مصرف لبنان الدولارات للمستوردين وفق القاعدة الآتية: 70% وفق منصة "صيرفة" و30% وفق سعر الصرف في السوق الموازية، فارتفعت أسعار المحروقات على رغم انخفاض سعر برميل النفط عالميا، وأحدث ذلك ضغوطا كبيرة على سعر الصرف الذي تجاوز الـ 34 ألف ليرة بعد فترة استقرار نسبي عند الـ30 ألفاً. وفي 22 آب الجاري، تغيرت النسب لتصبح كالآتي: 45% وفق سعر منصة "صيرفة" و55% وفق سعر صرف السوق الموازية.
في قسم الدوليات
"لم أتعاطَ المخدرات قطّ في حياتي، ولا حتى خلال فترة المراهقة". وجدت رئيسة وزراء فنلندا #سانا مارين نفسها مضطرّة لتبرير ظهورها شبه ثملة في حفلة خاصة، في مقطع فيديو مسرّب ظهرت فيه وهي ترقص مع ثلّة من الأصدقاء. واجهت مارين دعوات لإجراء اختبار المخدرات من سياسيّين في ائتلافها الحكوميّ ومن معارضين، كأنّ الحياة الشخصيّة للسياسيّ مستباحة وتخضع لتقييم بديهيّ من شرطة الأخلاق.
في قسم الثقافة
قدمت أم كلثوم (1898-1965) أغنية "أروح لمين" عام 1958 بألحان رياض السنباطي وكلمات عبد المنعم السباعي للمرة الاولى على مسرح قصر حديقة الأزبكية، وغنتها على مسرح الأونيسكو في بيروت 1959 وحققت نجاحا لافتا، ولكن بعد النجاح طار غبارها. فما قصة هذه الأغنية؟ وما سر حكايتها؟ كان عبد المنعم السباعي أحد الضباط الأحرار الذين ظلموا أم كلثوم في بداية عهد عبد الناصر. الغريب أن في كلمات الأغنية جملة تعبر عن الحيرة وطلب الإنصاف "أروح لمين وقول يا مين ينصفني منك"، على طريقة المتنبي "فيك الخصام وانت الخصم والحكم".