النهار

"حزب الله" يتسلّل إلى مناطق السنة عبر "وتعاونوا"... وخدماته تخترق المساجد في انتخاب المفتين
المصدر: "النهار"
"حزب الله" يتسلّل إلى مناطق السنة عبر "وتعاونوا"... وخدماته تخترق المساجد في انتخاب المفتين
متطوعون في حملة "وتعاونوا" أثناء توزيعهم للمساعدات.
A+   A-
المركزية

على طريقته الخاصة، ومن باب "السند" الإجتماعي والإقتصادي والمعيشي والصحي لأهالي طرابلس وعكار، تسلل "حزب الله" عبر جماعاته وجمعياته وبدأ يتعاون مع القاعدة السنية مستغلاً الفراغ السياسي والدعم المادي والمعنوي الذي خلفته إستقالة الرئيس سعد الحريري.

عملية التسلل بدأت عن طريق بعض رؤساء البلديات وبعض أئمة المساجد خصوصا بعدما عمدت المؤسسات الاجتماعية إلى تقليص خدماتها خصوصا في الشمال نتيجة قلة الإمكانات المتوافرة.

عملية اختراق "حزب الله" بدأت منذ حوالى العامين بحسب مصادر شمالية مطلعة وذلك عبر جمعية "وتعاونوا" التي يرأسها أحد كوادر الحزب ويدعى عفيف شومان وقد تولى عملية الإتصال بأئمة المساجد لتغطية العجز والنواقص تحت شعار"وتعاونوا على البرّ والتقوى" ، وشملت المساعدات الطبية والإجتماعية إضافة إلى التعويض على متضرري انفجار التليل بمبالغ راوحت بين 15 مليون ليرة للعائلات التي أصيب أحد أبنائها بجروح وكذلك الأضرار المادية. أما عائلات الضحايا فخصص لكل منها مبلغ 50 مليون ليرة.

وعلى قاعدة "لكل خدمة ثمنها" فإن عملية الصرف أثمرت في موسم الإنتخابات النيابية بحيث طلب الحزب ممن استفادوا من خدماته التصويت لمرشحي "التيار الوطني الحر" في عكار فجاء الحصاد على مستوى الزرع ولو تسللا.

وفي وقت كان الحزب يجهز العدة للإنتخابات النيابية طرأ ما لم يكن مهيأ له من قبل، وتمثل بدعوة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان لانتخاب المفتين المحليين في كل من طرابلس وعكار وبعلبك-الهرمل وراشيا وحاصبيا-مرجعيون وتقرر إجراؤها في 18 كانون الأول المقبل.

وبحسب الأصول تتولى الهيئة الناخبة التي تضم رؤساء البلديات والمجالس الإدارية للأوقاف في كل محافظة انتخاب الأئمة ويتوزع الأعضاء على الشكل الاتي: 140 شخصا في هيئة عكار و128 في طرابلس وحوالى 23 في بعلبك-الهرمل و61 في البقاع وزحلة و22 في راشيا و27 في حاصبيا ومرجعيون. وتلفت المصادر إلى أن "حزب الله" تمكن من خلال عملية التسلل وتبادل الخدمات عبر جمعية "وتعاونوا" بات قادرا على أن يمون أقله على 10 أو 15 عضوا في هيئة عكار وربما أقل منها في باقي المحافظات. إلا أن النتيجة واحدة تحول الحزب إلى ناخب داخل الهيئات من خلال أعضاء يستفيدون من خدماته.
 
إزاء هذا الأمر الذي تتلمس المراجع السنية خطورته وجدت نفسها أمام أرجحيتين لا ثالث لهما: إما أن يتحرر المرشح الذي وصل إلى منصبه عبر مظلة "حزب الله" منه ويكون بذلك استفاد من دعم الحزب والأصوات أو يلتزم المفتي المعيّن بعلاقته مع الحزب ويحتفظ بصداقته دون أن يكون خصما له. ولا تخفي المصادرمدى خطورة هذا الواقع على المدى البعيد سواء لجهة المحيطين بالمفتي أو فريق عمله "هؤلاء حتما سيتحولون إلى حلفاء للحزب طالما أنهم يستفيدون من الخدمات.


اقرأ في النهار Premium