لا خطة جديدة لدى المعارضة، هذا ما تتفق عليه النواة الأساسية للمعارضة، المؤلفة من 32 نائباً وتضم "القوات اللبنانية" و الكتائب و "تجدد" وخط أحمر ولقاء الشمال.
هناك خلية تمثّل الأفرقاء المنضوين تحت هذا الإطار تجتمع دورياً وبشكل مستمر وربما يومياً اذا اقتضى الأمر لمناقشة أي طارئ يتعلق بالأمور السياسية بشكل عام وموضوع الرئاسة تحديداً، وتتولى التنسيق مع باقي الأطراق بخصوص الانتخابات وخصوصاً الجهات التي تقاطعت على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور.
تؤكد الخلية أن التقاطع بين المعارضة و"التيار" مستمر لدعم أزعور والعمل جار على تحصين هذا الفريق، لكنها تضيف "يبقى السؤال هل سيدعو رئيس البرلمان إلى جلسة انتخابية أم لا، هنا يبقى التحدي، خاصة بعدما لمس الفريق الآخر أنه أقلوي".
وتبدي الأوساط ارتياحها للتعامل مع الفريق الاشتراكي ومع فريق "التيار الوطني الحر" الذي على الرغم من حديث رئيس "التيار" النائب جبران باسيل الاخير والذي فهم منه بعض التراجع، إلّا أنه يأتي ضمن السياق السياسي وضمن السقف ولا تغيير فيه بالجوهر.
وترفض الأوساط الحديث عن اسم ثالث أو عن خطة "ب"، الخطة "ب" بالنسبة إليهم، هي بعدما تراجعوا عن ترشيح النائب ميشال معوض، في حين لا يزال "حزب الله" متمسكا بمرشحه، وحينما يتخذ القرار بالتراجع نتكلم.
وعن الاستقطاب وخصوصاً النواب السنة أي نواب الاعتدال وحلفاءهم، أشار مصدر من خلية المعارضة، إلى أننا لم نعدم وسيلة إلاّ وحاولنا معهم فيها وتواصلنا معهم عبر رؤساء الأحزاب والنواب، إلّا أن مواقفهم بقيت رمادية ولم نستطع أن نحصل على جواب، فهم تارة يعترضون على تقاطعنا مع "التيار الوطني الحر"، وتارة أخرى يطلبون ضمانات بالنسبة إلى الحكومة ورئاسة الحكومة، وتارة أخرى أنهم لا يريدون الاصطفاف خلف أي مرشح يغضب الثنائي الشيعي".
ويضيف طلبنا منهم لائحة أسماء قبل التقاطع على اسم أزعور، لكنهم لم يجيبوا، سألنا عن الاسم المفضل فكان الجواب، انتظروا حتى ننتهي من اجتماعاتنا ومشاوراتنا.
ويتابع: تواصل المرشح أزعور مع عدد منهم وكانوا إيجابيين معه، إلّا أننا علمنا أن نواب عكار كانوا ذاهبين إلى التصويت للمرشح سليمان فرنجية، كاشفاً أن النائب عبد العزيز الصمد رفض هذا الخيار وهدد بالخروج من الكتلة ما دفعهم إلى التراجع والبقاء في الوسط.
ويشير إلى أنه تردد إلى مسامعنا أنهم يفضلون النائب نعمة افرام، وعندما طالبناهم بإعلان هذا الأمر تراجعوا، لافتاً إلى أن كتلة عكار بالإضافة إلى النائب أحمد الخير يتجهون إلى التصويت للوزير سليمان فرنجية، بينما يبقى لعبد العزيز الصمد ونبيل بدر وعماد الحوت خيارات أخرى، ليست بعيدة عنا، ويمكن بالتالي استقطابهم.
ويرفض المصدر الحديث عن تأثير للرئيس سعد الحريري على قرارهم، من دون أن ينفي دوراً وازناً لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في هذا الأمر، مذكراً انه في إحدى الجلسات استطاع النائب ميشال معوض إقناعهم بالاقتراع له قبل أن يستدعيهم ميقاتي ليلاً ويقنعهم بالعدول عن القرار وهكذا صار، وهذا أيضاً ما يفسر قربهم من فرنجية.
في المقابل يعترف أحد نواب الاعتدال أن النقاشات مستمرة في الكتلة، وطبعاً هناك تعدد في الآراء، وجزء من النواب يميل بالطبع إلى فرنجية كون أعضائها بأغلبهم شماليون وهناك روابط بين بعضهم، كاشفاً أنه لو جرت دورة ثانية في 14 حزيران كان سيقترع اعضاء الكتلة كل على هواه، وليس بالضرورة ككتلة واحدة نتيجة عدم الاتفاق".
وبرأيه أن رئيس الجمهورية هو رمز وحدة الوطن، وعلى هذا الأساس دعونا ومستمرون في الدعوة إلى التلاقي، ولن نكون جزءاً من أي انقسام، وصوتنا ليس معروضاً للتجيير في مبادرات أو تسويات يجري الحديث فيها بمعزل عنّا".
ويعتبر أن موقفنا ليس رمادياً، بل يكاد يكون الأكثر شفافيةً برفضه الانقسام رافضاً من يضعهم بخانة "حزب الله"، فنحن لم نكن مع التيار الوطني الحرّ ولا مع حزب الله لا حين اتفّقا على الورقة البيضاء ولا حين اختلفا على جهاد أزعور".
ويقول: "يتم الحديث عن سلة كاملة، وعن تسمية رئيس حكومة وعن شكل الحكومة وكله عبر الخارج وهذا ما نرفضه، وعلينا التعامل مع كل استحقاق على حدة، بالإضافة إلى أن الحديث عن حكومة يكون على أسس مختلفة"، لافتاً إلى أن السفارة الفرنسية تواصلت واختارت النائب أحمد الخير للقاء موفد الرئيس الفرنسي وحيداً ولا نعرف على أي أساس تم هذا الاختيار ومن قرر الاختيار، ولكن في كل الأحوال سيحمل الخير موقفنا بأنه لا يعنينا ما يروّج له حول سلّة كاملة يحملها تتضمن اسميّ رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المقبلَين، فنحن لسنا أرقاماً ولا توابع لأحد وهناك أصول يجب اتباعها وخصوصاً في ظل الوضع الطائفي الذي نحن فيه.