صائب سلام رجل الساعة والدولة ولبنان ورئيس جمهورية بيروت

تاريخ من تاريخ لبنان والعرب هو كتاب "صائب سلام أحداث وذكريات 3 أجزاء" في 1696 صفحة عن "نوفل". "هي ذكريات أرى من خلالها صور العصر الذي عشته ورافقت تطوره مع الزمن"، وفيها "تسجيل لواقع سياسي وإجتماعي ووصف لمشاعر وأحاسيس وصور من واقع بيروت بشرا وحجرا وهي في جوهرها تصوير لنضال حثيث نحو أهداف وطنية وعربية".   على هذا النحو يكتب الرئيس صائب سلام (1905-2000) حياة حافلة بالشأن العام، بصناعة التاريخ والتفاعل مع الأحداث والناس وأحوالهم وآمالهم، حيث يروي "رئيس جمهورية بيروت" كما وصفه الصحافي ميشال أبو جودة، ذكرياته المشتبكة بالذات والموضوع والتاريخ. منذ نشأته الأولى في البيت الوالدي والإطار الجميل والحيوي المحيط به تتسرب إليه السياسة في دارة المصيطبة ودور الوالد (ابو علي سلام) ونضاله التحرري العربي. يذكر في تلك المرحلة كيف نجا والده بأعجوبة من حبل المشنقة الذي أعده له جمال باشا السفاح بعد تدخل والي بيروت عزمي بك بأدلة جاءت لمصلحة والده. يخوض صائب سلام المواجهات مع الإنتداب الفرنسي وسياساته ويتوج كل ذلك بمعركة الإستقلال ودوره الأساسي فيها. ثمة معلومات تظهر للمرة الأولى. مثلا رُفع علم الإستقلال أولا في بيت صائب سلام ثم ارسل إلى بشامون، ونشرة "علامة استفهام" كانت تطبع في بستان يخص آل سلام في منطقة الغدير، وأن هناك حكومة احتياط سرية برئاسة صائب سلام وعضوية غبريال المر وهنري فرعون وأحمد الأسعد وحميد فرنجية وكمال جنبلاط. ويبدد دور الإنكليز في الاستقلال فدعمهم كان لمصلحتهم الخاصة "ولا ننسى ما كان من تضحيات وطنية مسيحية وإسلامية من أجل نيل الإستقلال التام الناجز". ينقل عن بشارة الخوري "أن رئاسة الجمهورية دون استقلال وكرامة لا تساوي عندي هذا الحذاء". يعطي سلام الوقت للجانب الإنمائي التربوي في شخصيته ويسميها "مشاريعي" فيؤسس شركة طيران الشرق الأوسط 1945 ويدخل في مشروع استثماري في أراضي الدوحة 1953 ويرعى جمعية المقاصد ويجهد لتطويرها وتحسينها. يذكر أنه التقى أنطون سعاده عام 1938 عند سلمى صايغ صديقة شقيقته عنبرة: "بدا لي رجلا مثقفا متزنا واعيا". ويذكر تأثره من بادرة سعاده إذ ينصح محازبيه بتأييد سلام في بيروت (انتخابات 1947 التي انسحب منها). عام 1952 رئيسا للوزراء في عهد بشارة الخوري ويطلب تنحيه واستقالته فورا حتى لا تنفجر الأزمة في الشارع ثم يقدم استقالته ليتولى الحكومة الإنتقالية قائد الجيش فؤاد شهاب. في رحلة الى السعودية يروي سلام كيف أقنع عبدالله الفيصل بأن المذهب الدرزي هو من المذاهب الإسلامية بفتوى شيخ الإسلام العثماني في إسطنبول، وكيف ألبس المير مجيد لباس العمرة فأدى المناسك وفي اليوم التالي أصدر الأمير عبدالله قرارا بالسماح للدروز بدخول مكة دون أي...