صباح الخير من "النهار"، إليكم أبرز 5 أخبار يجب معرفتها اليوم 26 تشرين الأول 2022:
قد يصح على زيارة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي امس لقصر بعبدا انها الزيارة الوداعية المرجحة الى درجات كبيرة للرئيس ميشال عون قبيل أيام من نهاية ولايته وعهده، خصوصا ان ما اعقبها من مواقف لرئيس الجمهورية او لرئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل في الملف الحكومي رسخ المعطيات التي ترجح الإخفاق النهائي لمحاولات تعويم الحكومة، علما ان الأيام الأخيرة شهدت جهودا جدية لكنها لم تبلغ حافة الاختراق. ومع الانطباعات السلبية التي يصعب في ظلها توقع اختراق بعد في اللحظات والأيام الأخيرة من العهد، سيتصاعد بطبيعة الحال الغبار التصعيدي في المواقف من مرحلة بدء الفراغ الرئاسي، علما ان حكومة تصريف الاعمال تشكل حكما السلطة التي ستتولى ملء الفراغ أيا تكن طبيعة التصعيد الذي سيمارسه "التيار العوني" بعد مغادرة الرئيس عون قصر بعبدا في نهاية الأسبوع الحالي كما هو متوقع.
1- حين يحتوي الأدب حزن بيروت الجريحة: إعلان المؤهّلين الأربعة لنيل جائزة غونكورأمس كان يوماً للثقافة بنكهتها الفرنكوفونية، بمفهومها الانساني، بروحها الديموقراطية الممتدة الى ما وراء الأفق. في قصر الصنوبر حدثٌ ثقافي في #لبنان والمنطقة تمثل بإعلان رئيس أكاديمية غونكور ديدييه دوكوان ولجنة التحكيم المجموعة الأخيرة من الكتّاب الأربعة المؤهلين لنيل جائزة غونكور الأدبية المرموقة لسنة 2022 على ان يتم إعلان الفائز بها في 3 تشرين الثاني المقبل في مقهى دروان الثقافي الشهير. قبل عرض أسماء الكتّاب الأربعة وإصداراتهم المرشحة لهذه الجائزة، لم تجرِ العادة ان يغيّب وزيرٌ للثقافة نفسه عن حضور اي فعالية لمهرجان ثقافي أدبي بمستوى "بيروت تكتب" كما الحال مع الوزير الحالي محمد وسام المرتضى الذي اكتفى بتغريدة متسرعة أجبِر على حذفها، متناسياً عن "سابق تصور وتصميم" متابعة هذه الحركة الثقافية التي تقوم بها السفارة الفرنسية في بيروت والمعهد الثقافي في لبنان كله. غيّب وزير الثقافة الذي نحترم، أي صورة أو تعليق له على حدث أمس ولو على حسابه الرسمي، وهذا ينعكس سلباً على كل من شخصه وصورة لبنان الذي يعيش أزمة وجودية تهدد تنوعه الثقافي ومفهومه الفريد للحريات العامة، وتحاول جرّه مكرهاً الى ما لا نريد، أي الفكر الواحد واللون الواحد.
وسط الانسداد السياسي المسيطر على المشهدين الرئاسي والحكومي، وتريّث رئيس المجلس نبيه بري في تحديد موعد جلسة الانتخاب الخامسة، بعدما تضاربت المواعيد مع زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، واستعجال رئيس الجمهورية ميشال عون إنجاز التوقيع على الترسيم قبل انتهاء ولايته بعد أقل من أسبوع، وتحديداً خمسة أيام، يصبح السؤال مبرّراً حيال أي موعد يسبق، الدعوة الى جلسة انتخاب أم الى طاولة حوار كان رئيس المجلس قد كشف عن نيّته توجيهها الى القوى السياسية من أجل تأمين أوسع تأييد نيابي لانتخاب رئيس توافقي من خلال تقريب المواقف تمهيداً للتوافق على اسم الرئيس العتيد؟
استرعى انتباه اللبنانيين في الايام الاخيرة كثرة الاخبار عن اوسمة قلدها رئيس الجمهورية لاناس في مختلف القطاعات، واذا كان اكثرهم يستأهل التكريم، فان التوزيع بهذه الوتيرة السريعة يفقد العملية قيمتها الحقيقية كوسيلة شكر وتكريم على خدمات يمكن ان يكون اداها هؤلاء. ويفقد العمل معناه اكثر اذا لم يجد اللبنانيون تبريرا كافيا لبعض الحائزين على الوسام. وغالبا ما يطرح السؤال عن اهلية المكرم وعن خدماته الوطنية ام علاقاته الشخصية. كثر لا يعرفون ان ثمة مجلسا يسمى "مجلس الاوسمة" في الجمهورية اللبنانية. هو عبارة عن لجنة يُفترض ان تجتمع وتقرر وتمنح الوسام، فهل جرى احترام هذا المجلس؟
بعد توقف لأيام عدة، نجحت "مؤسّسة كهرباء لبنان" في عطلة نهاية الاسبوع بإعادة تشغيل معمل الزوق القديم الذي يُقدّم تغذية كهربائيّة بحدود 90 ميغاواط، ما ساهم بإعادة التيار الى مرفأ بيروت ومطار رفيق الحريري الدّولي ومرافق المياه والصرف الصحي الرئيسيّة، في حين بقي مرفأ طرابلس شهرًا كاملًا من دون كهرباء. نهاية الاسبوع الفائت توقف معملا الزوق والجية عن انتاج الكهرباء بسبب مشاكل تقنية ما خفض معدل التغذية على الشبكة العامة لتعود إلى 160 ميغاواط بعد تشغيل المعملين بالتزامن مع التغذية الآتية من المعامل الكهرومائية ولتبقى الشبكة غير مستقرة تماما حتى الساعة وفي خطر الانقطاع التمام في اي لحظة.
نعى نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا فريد بلحاج عملية تمويل البنك لملف استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن بعدما ربط العملية بالاصلاحات التي "لا تزال بعيدة" في قطاع الكهرباء، على حدّ قوله. وأضاف: "هناك إصلاحات مهمة يجب على الدولة اللبنانية اجراؤها... وعندما تصل الى مستوى من التمكن الذي يعطينا القدرة على النظر بإيجابية الى امكان المضي قدماً في دعم هذا المجال، فنحن مستعدون للدعم، ولكن هذه الإصلاحات لا تزال بعيدة اليوم، ومنها مسألة التدقيق في الحسابات في مؤسسة كهرباء لبنان، الهيئة الناظمة للكهرباء وتصحيح الأسعار، وهذه كلها غير موجودة". وأكد ان هذه الاصلاحات "يمكنها أن تفتح الباب أكان للبنك الدولي أو لشركاء آخرين، في دعم قطاع الكهرباء اكثر في لبنان".
اخترنا لكم من مقالات "النهار" اليوم:
لأنها من سخرية الأثمان التي ترتّبها الغطرسة السياسية والشخصية أن تأتي آخر الصدمات المخيّبة للعهد العوني في آخر أيامه، من حليفه النظام السوري الأشد سوءا بين أنظمة الطغاة في هذا الزمن، فلا زيادة ولا نقصان على هذه العبرة لمن يعتبر حتى من الذين يبتهجون لرحيله ويفعلون أسوأ مما فعل. ولذا نذهب الى الآتي الأهم من الاستحقاقات المتربصة بلبنان في ظل "سيادة" الفراغ الرئاسي وتحفّز معظم القوى السياسية لمزيد من البهلوانيات المترفة في ظل عهد الفراغ الذي يمنّون به علينا غير آبهين بكل صنوف الكوارث والمآسي التي تضرب عميقا بحياة اللبنانيين.
جميعنا في انتظار الرئيس الرابع عشر. وما من أحد منّا يعرف الى متى، فقد يهلّ في اليوم الأول من مقتضى الدستور، وقد لا يهلّ ولا يطلّ ولا يقتضي إلا بعد أن يشبع الدستور إهانة، والاستقلال مهانة، والسيادة "مرقعة". كلها حالات اعتدنا وتعوّدنا عليها، وصار القانون هو المفاجأة. وأدمن اللبناني الذعر من بدايات العهود ومن نهاياتها. كلاهما يأتي من المجهول ويذهب به الى المزيد. القاسم المشترك الوحيد في هذا الموعد أنه لم يُرفَق مرة بالهدوء، أو يُمارَس كحالة دستورية طبيعية.
على رغم كل الكلام عن السعي الى تأمين 65 صوتا في الدورة الثانية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ان من جانب قوى المعارضة التي هي وراء النائب ميشال معوض راهنا، او من جانب " حزب الله" والرغبة في التوفيق بين حليفيه سليمان فرنجيه وجبران باسيل من اجل ضمان انتخاب الاول، فان ثمة اقتناعا كبيرا بان العملية الانتخابية لن تكون كما في العام 1970. والاشارة الى هذه السنة التي انتخب فيها مجلس النواب سليمان فرنجيه بفارق صوت واحد هي للقول بان هذا الصوت الواحد حتى لو تأمن فانه لن يضمن وصول رئيس للجمهورية يمتلك القدرة على انهاض البلد. اكثر الترجيحات ان طرفي المعادلة الاساسيين يسعيان الى تعزيز الاوراق بحيث يمكن ان تتيح لكل منهما ان يكون صاحب المبادرة في اقتراح او تسويق شخصيات مقبولة بدلا من الاستنقاع في موقع المتلقي وابداء رد الفعل فحسب.
انطلقت السنة الدراسية في التعليم الثانوي والأساسي الرسمي رغم بعض البلبلة التي أحدثها الجدل حول الجمعيات العمومية المتعلقة بالثانويين حصراً، حيث أثار عدد من الأساتذة قضيّة العمل النقابي ضمن الرابطة متّهمين هيئتها بمصادرة رأيهم الذي يعتبر أن العودة إلى التعليم يجب أن تكون مشروطة بتحقيق المطالب كاملة. وللمفارقة، إن أساتذة الأساسي ومعهم قطاعات المتعاقدين بدأوا التعليم قبل الثانوي بعد إقرار جملة مطالب تتعلق بزيادة الرواتب إضافة إلى حوافز ومنح من الجهات المانحة تعهّدت بها وزارة التربية. لكن جدل الثانويين الذي انتهى بالعودة إلى الصفوف ينبغي التوقف عنده لما يمثله التعليم الثانوي الرسمي من خاصّية وركيزة أساسية في الهيكل التعليمي. فهو عصب التعليم ومزيج مراحله كافة، والمنعطف نحو التعليم الجامعي. وعندما تهتز هذه المرحلة في النظام التعليمي يصبح من الصعب التعويض للانتقال الى التعليم العالي.