النهار

جلسة امتحان القوّة واصطفاف الأصوات... أزعور يتقدّم بـ59 صوتاً مقابل 51 لفرنجية (صور وفيديو)
المصدر: "النهار"
جلسة امتحان القوّة واصطفاف الأصوات... أزعور يتقدّم  بـ59 صوتاً مقابل 51 لفرنجية (صور وفيديو)
صورة من جلسة انتخاب رئيس جمهورية بُعيد انسحاب النواب الذين عطّلوا النصاب (نبيل اسماعيل)
A+   A-
لم تمرّ جلسة انتخاب الرئيس الـ12 مرور الكرام اليوم، مع سجال لافت حول دستوريّتها، بعد لغط حصل خلال تعداد الأصوات مع 127 ورقة اقتراع، في حين أنّ النصاب في المجلس كان 128 نائباً.

أتت نتائج الدورة الأولى وفق الآتي: جهاد أزعور 59 صوتاً، سليمان فرنجية 51 صوتاً، زياد بارود 7 أصوات، جوزيف عون 1، لبنان الجديد 6 أصوات، ورقة بيضاء وورقة ملغاة (باسم جهاد العرب).

خلال الجلسة، لم يأخذ رئيس مجلس النواب نبيه برّي بمطالبات النواب بإعادة فرز الأصوات ثانية أو إعادة عملية التصويت، مما دفعه إلى رفع الجلسة بعد فقدان النصاب، إذ اعتبر أنّ صوتاً واحداً لا يؤثّر في النتيجة النهائية، طالما أنّ أحداً من المرشّحَين أزعور وفرنجية لم يحصل على عدد الأصوات المطلوبة للفوز برئاسة الجمهورية.

بالمقابل، اعتبر عددٌ من النواب أنّ ما حصل في الجلسة "غير دستوري".
 
وأفاد مراسل "النهار" بأنّ عدداً من النواب تداعوا للخروج من القاعة العامة قبيل بدء الفرز، وهو ما أفقد الدورة الثانية النصاب، بعد أن عُقِدت جلسة اليوم بنصاب مكتمل وحضور 128 نائباً، للمرة الأولى منذ بدء الجلسات النيابية المتتالية، في حين لم يُعلن برّي عن جلسة جديدة الأسبوع المقبل.
 
وأكد أمين عام مجلس النواب عدنان ضاهر لـ"النهار" أن "هناك مغلفاً فارغاً بين مغلفات التصويت، ومن المؤكد أن نائباً وضع المغلف فارغاً ولم يصوّت".

وأضاف قائلاً: "أبلغت ممثلي الكتل النيابية باستعدادي لإعادة الفرز في مكتبي، لكنهم لم يرغبوا في ذلك، لثقتهم بأن الصوت الضائع يعود لوجود مغلف فارغ".

أوّل تعليق من أزعور على نتائج الدورة الأولى

عقب الجلسة التي حصد فيها 59 صوتاً، تقدّم أزعور بـ"الشكر والتقدير من جميع النواب الذين أولوني ثقتهم من خلال تصويتهم لي في الدورة الأولى من جلسة اليوم".

وقال في بيان: "أتمنّى أن يكون المشهد الجديد حافزاً على التلاقي على خيار إخراج لبنان من الأزمة،وعلى المضي في العملية الانتخابية من أجل مصلحة الشعب اللبناني.

ولفت أزعور إلى أنّه "حالياً في إجازة من صندوق النقد الدولي، وتخلّيتُ موقّتاً عن مهامي كمدير لدائرة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، والمواقف التي أدلي بها شخصية ولا تعبّر بالضرورة عن رأي صندوق النقد الدولي".


الصور بعدسة الزميل نبيل إسماعيل:
 
 
وأفادت معلومات "النهار" بأنّ نواباً من الطاشناق و"اللّقاء النيابيّ المستقلّ" صوّتوا لفرنجية.
 
وقالت مصادر "التيار الوطني الحرّ" لـ"النهار": "النواب الحزبيون التزموا بقرار الحزب التصويت لجهاد أزعور".
 
برّي يدعو إلى الحوار
 
علّق رئيس مجلس النواب نبيه برّي قائلاً: "كفى رمياً بكرة المسؤولية على هذا الطرف أو ذاك في إطالة أمد الفراغ، ولنعترف جميعاً بأنّ الإمعان بهذا السلوك والدوران في هذه الحلقة المفرغة وانتهاج سياسة الإنكار لن نصل إلى النتيجة المرجوّة التي يتطلّع إليها اللبنانيون والأشقاء العرب والأصدقاء في كل أنحاء العالم، الذين ينتظرون منا أداءً وسلوكاً يليق بلبنان وبمستوى التحديات والمخاطر التي تهدّده".

وأضاف برّي: "إنّ بداية البدايات لذلك هو الإسراع بإنتخاب رئيس للجمهورية، وذلك لن يتحقّق إلّا بالتوافق وبسلوك طريق الحوار ثم الحوار ثم الحوار ، ونعم حوارٌ بدون شروط لا يلغي حق أحدٍ بالترشح".

وتابع قائلاً: "حوار تتقاطع فيه إرادات الجميع حول رؤيا مشتركة لكيفية إنجاز هذا الاستحقاق دون إقصاء أو عزل أو تحد أو تخوين، حوار تحت سقف الدستور يحافظ على الميثاقية والشراكة".

وأكد برّي أنّه "آن الآوان لكي يمتلك الجميع الجرأة والشجاعة من أجل لبنان بسلوك هذا الطريق فهل نحن فاعلون؟".
 
فرنجية مغرّداً

في أول تعليق عقب نتيجة جلسة انتخاب الرئيس التي حصد فيها 51 صوتاً، غرّد رئيس تيار "المردة" المرشّح سليمان فرنجية قائلاً: "كل الشكر للنواب الذين انتخبوني وللرئيس نبيه بري وثقتهم أمانة، كما نحترم رأي النواب الذين لم ينتخبوني وهذا دافع لحوار بنّاء مع الجميع".
 
 
وتعليقاً على مجريات الجلسة، قالت عضو "الجمهورية القوية" النائبة ستريدا جعجع: "طلبنا من برّي إعادة التصويت لأن النصاب كان 128 نائباً بينما عدد الأوراق كان 127 نائباً، وما حدث لا يليق بنا".

أما عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين الحاج حسن، فدعا، بعد انتهاء الجلسة، إلى "الحوار والتلاقي ولدينا مرشّحنا الذي ندعمه والذي صوّتنا له اليوم".

من جهته، قال النائب أحمد الخير: "صوّتنا للبنان الجديد لنكون نقطة تلاق لكلّ اللبنانيين، ونحن ضدّ إفقاد النصاب في الدورة الثانية وفي الجلسة المقبلة سنصوّت لمرشّح نعلنه قريباً".

وفي مواقف النواب أيضاً، اعتبر عضو "الجمهورية القوية" النائب جورح عدوان أنّه "اليوم بعد 12 جلسة ومحاولات عدة لفرض رئيس جمهورية على لبنان، تبيّن (أنّ محاولة الفرض التي كانوا يقومون بها على المجلس النيابي وعلى اللبنانيين) أن لا أحد يمكنه فرض إرادته على النواب الأحرار المنتخبين، وتبين في النهاية أن لا ترهيب ولا كلام عالي النبرة يمكن أن يؤثر على قناعات اللبنانيين".

وأضاف:"اليوم هو انتصار للديموقراطية وللمعارضة التي استطاعت أن تبرهن أنّها قريبة جداً من الوصول إلى الـ65 صوتاً، ومعركتنا الانتخابية والديمقراطية مستمرة".

وأكد عدوان أنّه "لم نُفاجَأ بالأصوات التي نالها سليمان فرنجيه لأنّ حساباتنا كانت بأن يحصل بين 49 و50 صوتًا، وكذلك لم نُفاجَأ بالعدد الذي حصل عليه جهاد أزعور بناء على حساباتنا، والنتيجة نعتبرها جيدة وحققنا ما نريد".

أمّا عضو تكتل "لبنان القوي"، نائب رئيس المجلس إلياس بوصعب، فردّ على سجال الورقة المفقودة بالقول: "مش مقصودة".

من جهته، قال النائب ميشال معوض: "أتيتُ إلى هذه الجلسة للقول إنني ضدّ الفرض ولكن الفريق الآخر اعتمد التخوين لأنه لا يريد المشاركة في العملية الانتخابية".
 
 
 
مجريات الجلسة
 
بُعيد توزيع الأوراق على النواب في القاعة العامة، طلب رئيس مجلس النواب نبيه برّي قلماً لتدوين صوته، وقال: "مش قلم رصاص، حتى ما تبيّن علامة".

وقبيل بدء التصويت، حاول النائب ملحم خلف الإدلاء بمداخلة أمام النواب، إلّا أنّ برّي حال دون إتمامها، وحاول مراراً مقاطعته.

وأصرّ خلف على إكمال مداخلته، مؤكداً على خطوته بالاعتصام مع النائبة نجاة صليبا داخل المجلس، وعلى ضرورة الالتزام بالدستور وانتخاب رئيس للجمهورية.
 
ومن مجلس النواب، أكّد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله أنّ "مرشحنا يحمل مشروعاً واضحاً وقادر على طمأنة اللبنانيين، وسنصوّت له من ضمن تحالف يلتقي على رؤية سياسية وإنقاذية مشتركة".

ورأى أنّه "لا يجمع المعارضة إلّا الاتفاق على إلغاء اسم فرنجية".

وقال: "يدنا ممدودة للحوار، والرئيس لا ينتج الا بالتوافق ونحن لا نفرض على الآخرين ولا هم يفرضون علينا"، مشيراً إلى أنه "لا يمكن بناء البلد بالنكد السياسي؛ وكل كتلة لها الحق بالتصويت لمن تريد، وسنحتكم إلى الدستور الذي نتمسّك به".

من جهته، أعلن النائب فراس حمدان التصويت للوزير السابق جهاد أزعور، وقال: "إنّنا غير معنيين بأيّ اصطفافٍ هجينٍ أفرزته ظروف التقاطع الأخيرة، لأنّ هكذا تموضع ظرفي غامض المشروع غير قادر على إنتاج حلّ وطني".

ودعت عضو "الجمهورية القوية" النائبة ستريدا جعجع "النواب الرماديين" إلى "التصويت المفيد"، معتبرةً أنّ "أزعور مرشح غير استفزازي".
 
وغرّد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع عبر حسابه على "تويتر" قائلاً: "لو جرت الدورة الثانية اليوم كما كان طبيعياً أن يحصل لكان لدينا الآن رئيس للجمهوريّة. ما جرى في مجلس النواب، وبعيداً من التفاصيل، هو تعطيل حقيقي وفعلي ليس لجلسة اليوم فقط لا غير، وإنما لانتخابات رئاسة الجمهوريّة ككل".
 
واعتبر رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل من مجلس النواب بعد رفع جلسة انتخاب الرئيس أن "ما حصل في الجلسة الـ12 لانتخاب رئيس للجمهورية، هو انتفاضة حقيقية لنواب لبنان من كل الانتماءات الذين اجتمعوا لرفض عملية الفرض والتهديد، ومحاولات الإيحاء بأن القرار الرئاسي موجود في مكان واحد في لبنان.

وحيا "الانتفاضة الحقيقية التي حصلت اليوم والتي جمعت عدداً كبيراً من النواب الذي التزموا بالتصويت". كما حيا بعض النواب التغييريين الذين قرروا إظهار وحدة موقف بوجه منطق الفرض رغم تحفظهم".

وأضاف:"ليل أمس طالت ضغوطات وتهديدات مجموعة من الكتل والنواب ما أدى إلى تراجع البعض، وعلى الرغم من ذلك أتى عدد الاصوات وفق تقديراتنا. نحن نتعرض منذ أشهر وأيام لحملات تخوين في كل الوسائل الإعلامية ونتهم بالعمالة وبأن أي رئيس غير سليمان فرنجية يعيش في تل أبيب، وبالتالي فإن هذا الكلام ليس عابراً إنما جدي وهو هدر دماء لكل من يخوض هذه المعركة، ومن صوت اليوم لمرشحنا تحدى هذا التهديد والكلام، لذلك نعتبر أن ما حصل اليوم انتفاضة رغم كل شيء، واجتماع مجموعة كبيرة على هذا الاسم أظهر أن لبنان ليس ساحة مفتوحة وأن هناك من هو مستعد لرفض الواقع خصوصاً في المجلس النيابي".

وختم الجميل: "إذا كان هناك من يعتبر أن الانتصار الذي حصل في جلسة اليوم هو فشل فما هو موقفه من تصرف الآخرين ومن طير النصاب وهرب من الجلسة؟ اليوم هو أكبر دليل على الرابح في المعركة، ونحن نقول إننا لم نكن نريد يوماً خوض معركة إنما التوافق ولهذا السبب طرحنا شخصاً توافقياً وكان من المفترض أن يلاقينا الفريق الآخر في منتصف الطريق لكنه مستمر في منطق الفرض ونحن مستمرون في مواجهته".


 
 
 
 
 

اقرأ في النهار Premium